|
في المهرة اليوم صرخة شعبية وطنية واعية ترفض الخضوع لقوى الاحتلال والعدوان الخارجي، ولا تنطلي على أبنائها "شماعة الشرعية " التي يفتعلها العدوان ومرتزقته، ولا تتأفف من الانتماء للوطن الأكبر اليمن، حتى وإن تعالت الاتهامات والتخرصات من حول الوحدة الوطنية، التي تجعل من بعض الساسة في الجنوب والشمال دعاة لـ "هوية صغرى" يراد لها أن تتسع لمصالح ضيقة يغلب عليها الشخصنة والأنانية ونكران وقائع الجغرافيا والتاريخ.
هاهي المهرة تعانق صنعاء وتحتضن عدن، وتحتوي بمنطقها السياسي والنضالي كل الأحرار في ربوع اليمن، معلية ثوابت ظننا أنها غدت من الماضي بعد أن أصبحت الوطنية في سوق النخاسة السياسية مجرد "وجهة نظر" لا أكثر.
أدري أن ثمة من يشكك في حراك المهرة، ويربطونها بالعامل الخارجي..والحقيقة أن جميع القوى الوطنية في الداخل تتعرض لذات الاتهام، غير أن العبرة مناطة في الأصل بالموقف المعلن على الأرض، فإخواننا في المهرة يتدافعون للحفاظ على السيادة وإن اقتضى الأمر حمل السلاح ومواجهة العدو عسكريا، رغم فارق الإمكانات، الأمر الذي يستوجب على كل القوى الوطنية تلبية نداء المهرة ومساندة حراكها بالقول والفعل، والترفع عن الاتهامات والظنون السيئة أو الحسابات المحلية.
يتعين على القوى الوطنية في صنعاء تحديدا أن تلبي النداء الوطني الوحدوي، وتعلن تضامنها ومباركتها ودعمها السياسي والشعبي لحراك المهرة، فهذه فرصة مثلى لتضميد جراح الماضي القريب، وهي مدخل لتأكيد الهوية اليمنية والموقف الوطني الواحد من صعدة إلى المهرة.
وعليه أقترح تنظيم مسيرة شعبية حاشدة في العاصمة صنعاء يرتفع فيها العلم الوطني اليمني فقط، وشعارات التضامن الصنعائي مع المهرة، مع لافتات تندد بالعدو السعودي وجرائمه وأطماعه في عموم اليمن. ويمكن للمحافظات اليمنية الأخرى أن تنظم مسيرات تضامنية مماثلة، حتى يعلم كل أعداء الوطن أن اليمن جسد ونبض واحد وأن وحدته وسيادته خط أحمر.
*رئيس اتحاد الاعلاميين اليمنيين
Abdullah.sabry@gmail.com
في الإثنين 04 فبراير-شباط 2019 11:11:54 ص