|
الاصلاحيون والناصريون والاشتراكيون ، سمك ، لبن ، تمر هندي ، خليط غير متجانس من الأفكار والمواقف، فرقتهم الأيديولوجيا في صنعاء وجمعتهم الكبسلوجيا في الرياض ، ذهب اليساريون والقوميون من بلاد الحكمة الى رياض عيال سعود كي يتعلموا مبادئ الحرية والديمقراطية وحقوق الانسان ويستفيدوا من تجاربها القومية والاشتراكية باعتبارها دولة عريقة ورائدة في المنطقة - مع العلم أن عمر الفنانة صباح أكبر من عمر دولة عيال سعود - أما الاخوان فهم تلاميذ الوهابية النجباء احفاد التمر وأبناء المعاهد - الغير علمية - والسعودية بالنسبة لهم هي الأم .
و السعودية كما تحكي كتب التاريخ عملت - ولا تزال - على هدم المشروع الوطني والقومي الناصري بالأصالة عن نفسها ونيابة عن أمريكا وأسرائيل ، ووفقا لمذكرات الرئيس الامريكي أيزنهاور، فقد اعترف بأنه أعد مشروع حلف إسلامي لمواجهة حركات التحرر العربي القومية -التي قادها وتزعمها عبدالناصر - وهو ما قام بتنفيذه الملك السعودي فيصل عام 1965 وانضمت للحلف ايران الشاه والأردن فقط .
وحاربت السعودية عبدالناصر في اليمن وكانت سببا في هزيمته من اسرائيل عام 1967 .
من الجدير بالذكر أن القومية العربية تُعتبرُ
لدى الفكر الوهابي حركة ملحدة ومعتنق الفكر القومي لديهم يعتبر كافراً وإذا أردت ان تعرف الدليل عليك بقراءة كتاب ( الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب المعاصرة ) الصادر في الرياض ، فهو يقول عندما يتحدث عن القومية :
انها حركة ملحدة تتبنى قول الشاعر :
هبونيا عيدا يجعل العُربَ أمة
وسيروا بجثماني على دين برهم
سلام على كفر يوحد بيننا
وأهلا وسهلا بعده بجهنم
لكن أهم ما أنجزه الناصريون اليمنيون في السعودية أنهم أثبتوا للوهابين انهم ليسوا ملحدين ، بل هم وهابيون أكثر من محمد بن عبدالوهاب وعلاوة على ذلك أقنعوا أولاد أمراء عيال سعود أن يلعبوا معهم لعبة ( كيلو باميه كيلو رز ... عبد الناصر يأكل خبز ) بعد أن غيروا شعار حزبهم القديم ( أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة ) الى الشعار الجديد : كبسة سعودية رائدة ذات سعرات حرارية زائدة .
أما رفاق الأمس ، فحدث ولا حرج ، فقد كبرنا ونحن نعتقد أنهم كفار من كثرة ما سمعنا من خطب مشايخ الوهابية والإصلاح عن ذلك ومن كثرة ألاشتراكين الذين تم اغتيالهم - لأنهم كذلك -ابتداء من محاولة اغتيال عبدالواسع سلام واغتيال ماجد مرشد وانتهاء بجار الله عمر. لقد كان الرفيق عبد الفتاح اسماعيل ملحدا - كما روج الفكر الوهابي الإخواني - لأنه عندما كان يُسئل عن أركان الاسلام يُجيب بأنها خمسة : عسير ونجران وجيزان والشرورة والوديعة، هذا دليل كفره والحاده لديهم - وهو دليل وطنيته الفذة والغير مسبوقة لدى كل يمني شريف - أليس هو القائل : ان السعودية هي العدو التاريخي لليمن .
وسوف نخاطب الرفاق بالأسلوب الذي يفهمونه الأن - أسلوب الوعض الإخواني - ونورد لهم حديثاً هاماً علّ الذكرى تنفع الاشتراكيين .
عن الرفيق لينين - رضي الاخوان عنه هذه الأيام - أنه قال : ( المثقفون هم اقدر الناس على ارتكاب الخيانة لأنهم اقدر الناس على تبريرها ) . من اجل ذلك يمكن ان نفهم لماذا اختار بابا سلمان مدينة الثقافة - معقل الرفاق - خنجرا مسموما يطعن بها اليمن ويمكن ان نفهم تبريرات ياسين نعمان وعبدالملك المخلافي للعدوان السعودي على اليمن .
لقد كان الرفاق يرفعون صور تشي جيفارا - في كل مظاهرة وبمناسبة ومن غير مناسبة - باعتباره زعيما ورفيقاً وهم اليوم يرفعون بدلاً عنها صور الرفيق سلمان ، لأن جيفارا قال لهم : ان العميل الذي يبيع بلاده ويخون وطنه يشبه الشخص الذي يسرق من بيت أبيه ليطعم اللصوص ، فلا يسامحه أبوه ولا يكافئه اللصوص .
وهذا هو مصيركم أيها الرفاق - ومصير كل خائن وعميل ومرتزق - فاليمن لن تسامحكم والسعودية سوف تتخلى عنكم لانها تعرف ان من يخون وطنه سوف يخون الآخرين .
ولكثرة العملاء والخونة الموجودين في الرياض ، نزل اعلان ترويجي في الصحف الخليجية يقول : ( أشتري عميل يمني إصلاحي واحصل على ناصري او اشتراكي بالمجان ) لا يزال العرض ساريا ولفترة محدودة .
لقد كان الشيخ الإخواني محقا عندما حاول اختراع دواء لعلاج الإيدز ، فقد علم أنهم سوف يخونون أوطانهم مع علوج الخليج ومرتزقة العالم من السودان والسنغال وكولومبيا وارتيريا وباكستان ومصر والمغرب والأردن ومرتزقة البلاك ووتر مما يعني أن الإيدز قادم لا محالة .
ويحق لنا أن نسأل : هل لا يزال التنظيم الوحدوي الناصري - الذي يؤيد الفدرالية والتقسيم ويشجع المناطقية - ناصرياً ؟ وهل لا زال الحزب الاشتراكي - الذي ارتمى في حضن أحقر برجوازية عالمية - حزب العمال والكادحين ؟
ان العسل والحبة السوداء وخلطة العريس - الذي تفنن الاخوان بتحضيرها- نفعتهم في فض عذرية الناصرين القومية وعذرية الرفاق الاشتراكية في فنادق الرياض - والمهر دفعه سلمان مقدماً وبالريال السعودي - بدون علم عبدالناصر وعبدالفتاح لان الزواج كان عُرفي .
في الخميس 30 يونيو-حزيران 2016 12:05:50 ص