|
منذ تسعينيات القرن الماضي ابتدأت الدورات الصيفية بقلة قليلة من الرجال، كانوا فيما بعد هم من سيغيرون وجه العالم.
في قرية صغيرة من قرى محافظة صعدة تسمى مران بدأ مشوار المشروع التنويري بقلة من المدرسين الواعين الذين حملوا على أكتافهم همّ أمة، كان من ضمنهم الشهيدين (زيد علي مصلح وعبدالله علي مصلح) وبرفقة فتية آمنوا بربهم فزادهم الله من لدنه هدىً ونوراً.
في مدرسة الإمام الهادي -عليه السلام- بدأت أنشطة الدورات الصيفية كدورات تنبع من روح القرآن الكريم وبقيادة وإشراف من الشهيد القائد /حسين بدر الدين الحوثي -رضوان الله عليه-، حيث كان يولي هذه الدورات جُلّ اهتمامه، يتفقد المساجد والمدارس ثم يجتمع بالمعلمين ويلقي عليهم محاضرات عدة كان من أبرزها ما ورد عنه في ملزمتيّ (مسؤولية طلاب العلوم الدينية ولقاء المعلمين )، حيث كان يرشد الطالب لأن يسمو بنفسه ويرتقي بغاياته ليكون أعظم ما يرجوه هو رضوان الله سبحانه وتعالى وألا يكون غرض أي طالب من التحصيل الدراسي هو أن يُقال عنه متعلماً بقدر ما يكون للعلم في نفس الطالب الأهمية الأسمى والأعلى والأرقى، كذلك فيما يتعلق بالمعلم الذي يدرس الطلاب يجب أن لا يكون وقوفه لساعات طويلة أمام الطلاب لغرض دنيوي أو مادي دون أن يكون الهدف الذي يريد إيصاله للطالب هو الفائدة وأن يتخرج من بين يديه جيل واع يحمل على أكتافه هم أُمة استبيحت واحتُلت من قبل أرذل مخلوقات الله اليهود والذين أشركوا .
كثف الشهيد القائد من حضوره في أوساط المعلمين والعلماء والطلاب فكان يحضر لمشاهدة ما يُقدم في الأمسيات من أناشيد ومسرحيات وأفكار، لأنه كان يعي جيداً أي أثر ستتركه هذه الدورات، وأي طلاب سيتخرجون من هذه المدارس، حيث كان من خريجي هذه الدورات عمالقة الشهداء والذين تركوا في هذا البلد بصمة لا يمكن أن تنسى أبداً، فكان من ضمن هؤلاء العظماء على سبيل الذكر لا الحصر (الشهيد طه المداني، والشهيد أبو حيدر الحمزي والشهيد أبو شهيد الجرادي وغيرهم الكثير) ممن رسموا خارطة اليمن بل وخارطة الأمة كل الأمة.
اتسعت دائرة النور وكلما زادت ضغوطات الأعداء على هذا المشروع زاد توهجا بل وزاد أنصاره في كل الأقطار.
اليوم ونحن أمام مواجهة مع كل العالم، ها هو سيد الأحرار السيد القائد عبدالملك -يحفظه الله- يكمل ما بدأه الشهيد القائد في تنشئة جيل لا يخاف في الله لومة لائم، ومع بداية الدورات الصيفية تقدم السيد القائد الصفوف محشداً للمجتمع، داعياً لما يحييهم، واضعاً النقاط على الحروف، راسماً الخطة الناجحة لكل فرد ولكل مجموعة ولكل وزارة، فما عليهم اليوم سوى التحرك بكل جد لتطبيق الخطة على الواقع.
كذلك قدم للمدرسين المادة التوعوية التي من الممكن أن يستفيدوا منها ويقدمونها للطلاب خلال الدورات الصيفية، ولأهميتها ولأهمية مخرجاتها، فقد دعا كل الدوائر الرسمية وكذلك المجتمع لتقديم الضروريات للمدارس والاهتمام بها وإعطائها الأولوية الكبرى.
في ساحة المواجهة في معركة طوفان الأقصى، اتضح جلياً أهمية تنشئة جيل مؤمن واعٍ، كيف لا ونحن نشاهد أطفالاً قد تجد بعضهم لا يستطيع أن ينطق بعض الحروف بشكل صحيح، فتجده أمام شاشات التلفاز يتوعد بالويل والثبور للأعداء دون أن يرف له جفن، فهذه القوة الإيمانية والصلابة القرآنية إن لم يكن منشأها هو القرآن والدورات الصيفية، فما سيكون منشأها!!؟ فهي تعلمه كيف يعادي اليهود أشد العداء ويوالي المتقين بأرقى ولاء.
فها هو السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي -يحفظه الله- وبكل ثقة يتوعد الأعداء قائلا : “وأنا أقول للأعداء: الويل لكم من هذا الجيل القادم، جيل تربى في أحضان الحرية، تربى في أحضان الجهاد، تربى ونما في الظروف الصعبة، جيل فولاذي مؤمن، واعٍ، مستبصر، حر، عزيز، كريم، تربى في بيئة كلها جهاد، كلها تضحية، كلها عزة، كلها قوة، يتضح في المواقف القوية، التوجهات القوية، القوة حاضرة في كل شيء، عنوانٌ بارز، وأداءٌ حاضرٌ حيٌ في كل مجال”.
*نقلا عن :الثورة نت
في الإثنين 29 إبريل-نيسان 2024 01:48:45 ص