عمليات حزب الله اللبناني شمال فلسطين المحتلة.. جحيم ناري على العدو الصهيوني
زين العابدين عثمان
زين العابدين عثمان

تعتبر الجبهة الشمالية في فلسطين المحتلة التي يطبقها حزب الله اللبناني ضد كيان العدو الصهيوني من أكثر جبهات الاسناد سخونة في مسرحها العسكري والعملياتي.

كما تعتبر هذه الجبهة أشد تنكيلاً بكيان العدو، وقواته على الأرض، وهي تمثل رأس الحربة لاستنزاف كيان العدو وتفكيكه، فنسبة الثلث من اجمالي الترسانة العسكرية (الجوية والبرية) التي يمتلكها العدو الصهيوني يتم اشغالها واستنزافها بالكامل في هذه الجبهة.

لذلك، فإن التقييم الدقيق لمستوى هذه الجبهة يوضح في البداية على عمق أهميتها وفاعليتها، ومستوى ما تحققه من إنجازات، فبفضل الله تعالى، وخلال طيلة الحرب تم تحقيق انجازات غيرت موازين القوى بشكل جذري، ووضعت قواعد اشتباك ساخنة ضد الكيان، فالأخوة المجاهدين في حزب الله تمكنوا -بعون الله تعالى- من فرض جحيم ناري على طول الخط الحدودي البالغ 79 كم وبعمق 30كم في أراضي فلسطين المحتلة، حيث تم تدمير كل مواقع الكيان وثكناته العسكرية ومراكز انتشار قواته، بالإضافة إلى قواعده الحساسة على رأسها قاعدة ميرون الجوية التي تعد كبرى القواعد، وأكثرها أهمية استراتيجية.

على مستوى الاشتباك البعيد، فحزب الله ومن خلال أذرعه النارية (الصواريخ وسلاح الجو المسير) تمكن أيضاً -بعون الله تعالى- من تحويل جميع المستوطنات المنتشرة على الحدود ومناطق العمق في أراضي فلسطين المحتلة إلى مدن أشباح، وتم ارغام نحو 200ألف مستوطن صهيوني على المغادرة والعيش داخل الملاجئ، فكل مستوطنات الشمال أصبحت منطقة عمليات، ولم تعد آمنه بالكامل.

في تقييم حجم الأضرار، والخسائر التي يتلقاها كيان العدو إجمالاً من هذه الجبهة بلغت مستويات كارثية سواء بقواته البشرية التي يتم تحييدها وقتلها بشكل شبه يومي، أو الخسائر المادية التي لحقت ببنيته التحتية و العسكرية، فما تظهر المكائن الاعلامية الصهيونية في مختلف تقاريرها ليست سوى كسور عشرية مقارنة بالأرقام الكبيرة الحقيقية التي تتحفظ بها حكومة العدو، وتفرض عليها قيوداً سرية صارمة؛ لكي لا تخرج للعالم، وتبين كارثية وضعه العسكري المتآكل ونفوق الكثير من جنوده وعناصره المقاتلة.

لذا نؤكد أن حزب الله، وعبر هذه الجبهة يصنع موقفاً متقدماً ومؤثراً في المعركة جعل الكيان يفقد توازنه المعنوي والعسكري بالكامل، فكل ما يمتلكه من قدرات وامكانات لم تتمكن من تحقيق أي فارق في تعديل مسار المعركة، أو حماية قطعان مستوطنيه الذين يغادرون المستوطنات بالآلاف، فعمليات حزب الله الدقيقة في التوقيت والمعقدة في التكتيكات تسببت في اشغال واستنزاف ثلث القوة الجوية والبرية التي كان من الممكن أنه ركز ضغطها على قطاع غزه؛ لذا فقد مثلت تخفيفاً كبيراً على الفلسطينيين و المقاومة في غزة، واسناداً ذي طابع استراتيجي في اضعاف وتفكيك كيان العدو الصهيوني وردعاً عسكرياً.

إن حزب الله بمجاهديه الأبطال وقيادته الحكيمة ممثله بسماحة السيد حسن نصرالله يخوضون معركة بطولية وتاريخية ومعركة أثبتت فيها مستوى الاحترافية والقوة والشجاعة في التنكيل بكيان العدو الصهيوني وقدم التضحيات الجسام ومازال في هذه المعركة فمجاهديه يرتقون بشكل شبه يومي شهداء في سبيل الله تعالى، ونصرة للأخوة الفلسطينيين والمقاومة في غزة؛ لذا لا يمكن للعقول العسكرية أن تصل إلى توصيف دور حزب الله، و ما يقدمه من انتصارات؛ لأن الحديث مهما بلغ لن يكون بمستوى سمو وتضحية و شجاعة حزب الله، والمعادلات التي يصنعها ضد العدو الصهيوني.

 

*نقلا عن : المسيرة نت


في الأربعاء 01 مايو 2024 10:33:08 م

تجد هذا المقال في الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره
http://cfca-ye.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://cfca-ye.com/articles.php?id=13538