|
مخطئ من يتوقع أن الولايات المتحدة قد تعترف بإصابة سفنها الحربية بسلاح يمني.
المسألة اقتصادية بالدرجة الأولى؛ إذ تمس سمعة الصناعة الحربية للدولة العظمى، وهذا الأمر يتداخل مع سطوة «المجمع الصناعي العسكري»، إلى جانب اعتبارات هيبة الأساطيل الإمبراطورية.
شركات السلاح الأمريكية لها تأثير كبير في قرارات وتوجهات البنتاغون، ولطالما كانت المستفيد الأول من كل الحروب والأزمات التي تشعلها الويلات المتحدة. لكن الاستثناء هو المواجهة في البحر الأحمر، حيث ستكون خسائر شركات السلاح أكبر من مكاسبها حين تتضح نتائج ما يجري منذ ستة أشهر.
معلوم أن سفن الأسطول الأمريكي تحمل ذروة تقنيات الحماية ضد الهجمات، فكل سفينة مزودة بمنظومات دفاع صاروخي تشمل عدة طبقات.
وعلى تلك التقنيات وغيرها بنى الأمريكان هيبتهم البحرية عبر ادعاء حصانة أساطيلهم.
وبمجرد اتضاح إصابة إحدى سفنهم بصاروخ يمني سيكون الأمر أشبه بفضيحة تهوي بسعر أسهم شركات السلاح الأمريكية، ويؤثر على حصتها في سوق صفقات التسليح، إلى جانب ما يمثله ذلك من إهانة للأسطول الأكبر في العالم، خصوصا حين تأتي الضربة من دولة فقيرة محاصرة منذ عشر سنوات.الأمر نفسه ينطبق على بريطانيا، التي سحبت سفينتها الحربية المدمرة «دايموند» من البحر الأحمر لتنفيذ «إصلاحات ضرورية»، رغم إعلان نجاحها في اعتراض الصواريخ والطائرات اليمنية!!
ولا ننسى أيضاً الأساطيل الأوروبية التي أعلنت عدة مرات تصديها بنجاح للصواريخ والمسيرات اليمنية، ثم وبعد كل إعلان من ذلك النوع يتم سحب إحدى سفن الأسطول، بدءاً من الفرقاطة الفرنسية «لانغدوك» مرورا بالفرقاطة الدانمركية «إيفر هويتفيلت»، والفرقاطة الألمانية «هيسن»، والفرقاطة الهولندية «ترومب»...!
على أي حال، العبرة بالنتائج الفعلية، وهي واضحة، يؤكدها مدى نجاح اليمنيين في فرض قرارهم رغم أنف قوى الشر في العالم.
* نقلا عن : لا ميديا
في السبت 25 مايو 2024 11:42:50 م