|
في بادرة غير مسبوقة لشخصية وطنية يمنية أنجز الأخ والصديق البروفيسور عبد العزيز بن حبتور، موسوعته الملحمية بعنوان ( الأعمال الكاملة للبروفيسور عبد العزيز بن حبتور)، وهي الأعمال التي قدم في نصوصها الدكتور بن حبتور خلاصة الأفكار الإبداعية التي شملت مختلف الجوانب الحياتية: حضارية تاريخية ثقافية سياسية إعلامية واجتماعية، الموسوعة التي جاءت في ( 3 كتب مقاس(a4) يحتوي الكتاب الأول، المكون من (755) على المقالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي نشرها الكاتب وتحدث عنها من خلال المقابلات الصحفية عبر وسائل الإعلام المقروءة والمرئية والمسموعة والندوات والمؤتمرات خلال الفترة 2015_2020 م فيما يحتوي (الكتاب 2) والمكون من ( 518 صفحة) الخطابات السياسية والعلمية والثقافية ، وبنفس الفترة 2015_ 2020م، فيما (الكتاب 3) يحتوي على _المقابلات الصحفية والتلفزيونية والإذاعية ،للفترة 2015_ 2020 م ويتكون من ( 665 صفحة)، المطبوعات ( الثلاثة) تتكون من (15 مجلداً) تم تجميع محتويات ( المجلدات الخمسة عشر) في (ثلاثة مجلدات أو موسوعات كتبية) كل واحد من هذه الكتب الموسوعية تحتوي على عدة أجزاء تم تقسيمها بطريقة فنية وسلسة بحيث تسهل على القارئ والباحث والمهتم الوصول إلى القسم الذي يهمه عبر فهرسة الموسوعة، حيث يجد المهتم نفسه أمام (موسوعة فكرية وثقافية، سياسية واقتصادية واجتماعية) غير مسبوقة ومقسمة إلى أجزاء يمثل كل جزء فيها رافدا إبداعيا ليس للمكتبة الوطنية بل للذاكرة الجمعية الوطنية، كما تعد الموسوعة ومحتوياتها مرجعا تاريخيا لكل وطني يبحث عن طرق آمنة للتطور والتقدم والوحدة والتفاعل الحضاري الخلاق، وهي كذلك مرجعية لكل طلاب العلوم السياسية والاقتصادية والاجتماعية، ناهيكم أن الموسوعة تدون في صفحاتها وفصولها وأجزائها أهم المحطات التاريخية والأحداث التي مرا بها وطننا وشعبنا وخاصة خلال أهم مراحل تاريخنا المعاصر 2015- 2020م وهي مرحلة العدوان والانقسام، ومحاولة تمزيق النسيج الاجتماعي وصولا لرغبة أعداء اليمن في إيصال البلاد إلى مرحلة (الدولة الفاشلة والسلطة الفاشلة والمجتمع الفاشل)..!!
لست مستغربا أن تأتي هذه الموسوعة من هامة وطنية وإدارية وقائد سياسي ومفكر بحجم ومكانة البروفيسور عبد العزيز بن حبتور، المعروف بعمق انتمائه لوطنه اليمن بأرضها وإنسانها وتراثها الحضاري وتطلعات أبنائها نحو التقدم والتطور والاستقرار، وهو الذي خاض معترك هذه الأحلام والتطلعات قبل وبعد قيام دولة الوحدة، وحين اشتدت نزاعات الفتنة وطغيان المصالح الذاتية على المصلحة الوطنية الجامعة عرف الرجل مكانه وانحاز لوطنه وشعبه رافضا كل المغريات الدنيوية التي كانت كفيلة بإدراج اسمه في قائمة الأثرياء، وحياة الرفاهية والبذخ ليتماهى كما وصف هو مع ( نخبة الفنادق) الذين اصطفوا إلى جانب أعداء الوطن والشعب وباسم الوطن والشعب، لكن هذا الرجل لم يفعل ذلك وفضَّل الاصطفاف في قائمة شرفاء الوطن الذين غلبوا مصلحة الوطن والشعب ومستقبلهما على مصالحهم فكان وبجدارة إمام الوطنيين ونبراسا يضيء بأفكاره طريق وعقول المخلصين الذين يمكنهم التزود بأفكار وتجارب رجل عركته الحياة وصقلت أفكاره التي قدمها في موسوعة تعد بمثابة سلاح بيد كل وطني شريف مؤمن بقدرات وطنه وإمكانيته في التقدم والتطور ومغادرة دائرة العبث التي وضعها أصحاب المصالح الخاصة الباحثين عن ذاتهم وإن على أنقاض الذات الوطنية.
كثيرة هي العناوين التي حملتها الموسوعة والتي شملت مختلف الجوانب الحياتية والحضارية لشعبنا، كما هي بمثابة خارطة طريق لكل من يبحث عن رؤى فاعلة تخرجنا والوطن من شرنقة الحاضر بكل تداعياته المؤلمة التي لا تعكس رغبة شعبنا ولا تعبر عن تطلعاته بقدر ما هي حصيلة أفعال انتهازية نزقة تداخلت فيها الأطماع الذاتية للبعض مع مخططات خارجية ليدفع شعبنا ووطننا ثمن هذه الأفعال، وهذا بنظري ما دفع رجلاً مثل الدكتور البروفيسور عبد العزيز صالح بن حبتور لإصدار هذه الموسوعة التي وإن حملت اسمه باعتبارها أهم منجزاته وأعظم ما حققه في مسيرته وهي بحق ثروته التي جمعها خلال مسيرته المهنية ليقدمها للأجيال التي ظللها البعض وتلاعب بمشاعرها البعض الآخر ووجهها بعضهم نحو مسارات غير مساراتها المفترضة، إن ما حملته الموسوعة هو منظومة أفكار تصحيحية تعيد الوعي الجمعي اليمني إلى مساره المفترض أن يسير فيه، حتى يخيل لي أننا أمام (ابن رشد اليمني)، نعم يمكنني أن أقارن هذا الرجل بأفكاره بابن رشد والكثير من الفلاسفة العرب والمسلمين الذين برزوا في عصور الصراعات والانحطاط الحضاري وقدموا أفكاراً وحلولاً للمعضلات، وموسوعة (بن حبتور) جاءت في لحظة زمنية يعيش فيها الوطن والشعب أزمة طالت الوعي والجغرافية، فحملت الموسوعة كل ما يمكن أن يخرجنا والوطن من خطر المرحلة وتبعاتها، ليس بدافع براءة ذمة بل رغبة في الإسهام الفعال وتنوير أصحاب القرار وإرشادهم إلى الطريق المستقيم بعيدا عن الغي والتنكر والتنمر ضد بعضنا.
إن ما حملته الموسوعة هي مجموعة رؤى إرشادية يجب التمعن في حروفها وبكل ما حملته من أفكار وحلول.
إن معرفتي بالبروفيسور عبد العزيز بن حبتور ومعرفتي بمصداقيته وحصافته ونزاهته وطهارة يده دفعتني لكتابة هذه السطور عن ملحمة وموسوعة أسطورية وضع فيها صاحبها خلاصة أفكاره وعصارة تجاربه الوطنية وعلى مختلف المستويات، دون أن يترك مجالا من المجالات الحياتية السياسية منها والتعليمية والثقافية والأدبية و الإعلامية و التاريخية ليقدمها لمواطنيه بكل حب علهم يستمدون منها ما يمكنهم من العودة لطريق الحق والعيش المشترك، وهو ما نأمل تحقيقه، خاصة ونحن أمام أول شخصية وطنية قدمت أغلى ما تملك لإيقاظ الوعي الجمعي الوطني متجاوزة كل المنغصات وفي لحظة وطنية أكثر ما نحتاج فيها هو الوعي المستنير الذي يتكفل بإخراجنا والوطن من هذه العتمة القاسية.
ختاماً، أرجو المعذرة من الدكتور والأخ والصديق عبد العزيز بن حبتور لعجزي إن لم أتمكن من الإيفاء بحقه وبحق الملحمة التي قدمها مشكوراً لأبناء وطنه وللأجيال القادمة، وتكرم بإهدائي هذه الموسوعة التي أسأل الله أن يوفقني ويطيل بعمري حتى أتمكن من قراءتها وأعبر عن محتوياتها برؤى وطنية ناقدة إثراء لمحتواها، ولما حملته الموسوعة من رؤى ومفاهيم هدف ناشرها وكاتبها لتقديمها لوطنه وأبناء وطنه علها تهديهم إلى جادة الحق والصواب ولمزيد من التنوير الفكري والسياسي في زمن التضليل وتزييف الحقائق.
والله من وراء القصد.
*نقلا عن :الثورة نت
في الأربعاء 29 مايو 2024 02:18:40 ص