|
تواصل أثينا التي تؤدي دوراً مركزياً في محاولة كسر الحصار البحري الجزئي الذي تفرضه حركة «أنصار الله» على إسرائيل، مرة من خلال قيادتها مهمة «أسبيدس» الأوروبية، وأخرى من خلال اختراق سفنها التجارية ذلك الحظر، دفع ثمن كبير لهذا التورّط، حيث تم استهداف إحدى السفن التجارية اليونانية وإصابتها، ما أدى إلى تسرب المياه إليها وجنوحها ووضعها على طريق الغرق. وبعد ضلوعها في كسر الحظر اليمني المفروض على السفن المتجهة إلى موانئ الاحتلال الإسرائيلي في البحر المتوسط، استهدفت قوات صنعاء البحرية، أمس، السفينة التجارية اليونانية «لاكس» في البحر الأحمر، بعدما تجاهلت الأخيرة التحذيرات اليمنية التي أُطلقت مع بداية المرحلة الرابعة والتي تشمل خصوصاً المتوسط، حيث يمكن أن يكون لليونان دور كبير في مساعدة الاحتلال.ووفقاً لبيان صادر عن شركة «أمبري» البريطانية للأمن البحري، فإن «سفينة شحن تجارية تعرضت لهجوم جديد بثلاثة صواريخ باليستية مضادة للسفن أثناء مرورها على بعد 54 ميلاً بحرياً جنوب غرب الحديدة». وقالت الشركة إن «طاقم السفينة أطلق نداء استغاثة بعد الهجوم للإجلاء فوراً»، مؤكدة «بدء الناقلة بالميلان على أحد جوانبها مع تدفق المياه إلى داخلها». من جهتها، أوضحت مصادر ملاحية تحدّثت إلى «الأخبار»، أن السفينة اليونانية تسمّى «لاكس»، وهي سفينة نقل بضائع ترفع علم مارشال وتديرها شركة «غريهيل»، وكانت في طريقها إلى ميناء الفجيرة في الإمارات. وعلى رغم أن استراتيجية صنعاء باستهداف السفن حتى الإغراق سبق تنفيذها في البحر الأحمر خلال الأشهر الماضية، إلا أن هذه الحادثة تأتي في إطار عمليات «المرحلة الرابعة»، وهي واحدة من عدة سفن جرى استهدافها أخيراً، بعد خرقها الحظر اليمني في المتوسط.
أبدت الصين استعدادها للتوسط في الأزمة، ومواصلة القيام بدور بنّاء للتهدئة
ويتزامن ذلك مع تصاعد عمليات قوات صنعاء البحرية في البحر الأحمر، خلال الساعات الماضية، حيث أكدت «القيادة المركزية الأميركية»، تعرّض بوارجها لهجوم جديد يعدّ الثاني في غضون 24 ساعة. وأفادت، في بيان، بأن تلك البوارج اشتبكت مع هدف جوي، زاعمة اعتراض إحدى الطائرات المسيرّة في البحر الأحمر. وتأتي العملية الجديدة في وقت كشفت فيه صنعاء عن تقليص واشنطن عدد فرقاطاتها في البحر الأحمر. وأفاد نائب وزير خارجية «حكومة الإنقاذ»، حسين العزي، بأن على السفن الحربية المتبقية المغادرة بأسرع وقت، معتبراً أن إنهاء عسكرة البحر عمل مفيد للملاحة. وأوضح العزي، في منشور على منصة «إكس»، أن «صنعاء أكدت منذ بداية المعركة أنها ستبقى صمام الأمان الأول للملاحة»، مضيفاً أن ما تقوم به قوات صنعاء البحرية ضد السفن العسكرية الأميركية والبريطانية والأوروبية وكذلك السفن التجارية الإسرائيلية والأميركية والبريطانية، «أمر يمليه واجبها الإيماني والإنساني حتى وقف الإبادة التي يتعرّض لها الشعب الفلسطيني في قطاع غزة بضوء أخضر وسلاح أميركيين».
من جهتها، أعلنت بريطانيا، أمس، سحباً نهائياً لأهم مدمراتها المشاركة في تحالف «حارس الازدهار» في البحر الأحمر، بعد تعرّضها لهجمات متكرّرة من قبل قوات صنعاء البحرية خلال الفترة الماضية. وعلى رغم إظهار وزارة الدفاع البريطانية الأمر على أنه استبدال مدمّرة بأخرى، إلا أن مصادر في صنعاء تؤكد، لـ«الأخبار»، أنه ناتج من هجمات كبيرة تعرضت لها المدمرة «إتش إم إس دايموند» في البحر الأحمر، لتُستبدل بالمدمرة «إتش إم إس دنكان»، وهي بحسب الخبراء، أقل كفاءة. ومع أن هذه ليست المرة الأولى التي تسحب فيها بريطانيا سفناً عسكرية مشاركة في عمليات البحر الأحمر، منذ بدء المواجهات مع اليمن في كانون الثاني الماضي، فإن قرار إنهاء خدمة «دايموند» بشكل نهائي يؤكد خروجها عن الخدمة، وفشلها في صد الهجمات التي كانت تستهدفها أيضاً، بحسب تلك المصادر.
وإزاء تأزم الأوضاع الكبير في البحر الأحمر، أبدت الصين استعدادها للتوسط في الأزمة، ومواصلة القيام بدور بنّاء للتهدئة. جاء ذلك خلال اجتماع في بكين، بين وزير الخارجية الصيني، وانغ يي، ونظيره في حكومة عدن، شائع الزنداني، دعت فيه بكين إلى وقف الهجمات على السفن في البحر الأحمر وضمان أمن الملاحة. يذكر أن الصين تلقّت أكثر من طلب من واشنطن وعواصم أوروبية للتوسط مع عدد من الدول الإقليمية التي تربطها علاقات جيدة مع صنعاء، لوقف هجمات البحر الأحمر وخليج عدن والمحيط الهندي.
* نقلا عن :الأخبار اللبنانية
في الأربعاء 29 مايو 2024 08:18:47 م