|
اعتادت الصهيونية العالمية أن تعادي الشعوب المسلمة وأن تخضعها عبر المؤامرات التدميرية من الداخل والخارج، وما أمر الخلية الأمنية التي اكتشفت مؤخراً إلا عينة على عمق الخطر الأمريكي، وتجذره في مجتمعاتنا المسلمة، مستغلاً ضعاف النفوس وعبدة المال من أبناء الوطن نفسه.
ولا مجال للتخلص من خطورة الإرهاب الأمريكي إلا بالإرهاب المضاد، وقمع كل العناصر المتواطئة حتى تكون عبرة لغيرها، ولأن في قمعها حياة للوطن والمواطن، وصمام أمان لمستقبل الأجيال القادمة، وحتى لا يجد الغرب موطء قدم لمشاريعه التخريبية، ليس في اليمن وحسب بل في كامل البلاد الإسلامية.
فقد استطاعت أمريكا، ومن قبلها بريطانيا، إخضاع الشعوب من الداخل، عبر استقطاب البعض من أبنائها، وتجنيدهم لصالح المشاريع التدميرية الصهيونية، وتتجلى ثمرة ذلك التآمر في وصول المطبعين إلى سدة الحكم في عددٍ من الدول العربية، وكان اليمن جزءاً من ذلك المشروع التطبيعي لولا ثورة 21 سبتمبر التي حالت دون تحقق آمال المتصهينين على أرضنا.
ولنا في اغتيال الشهيد إبراهيم الحمدي في أكتوبر 1977 شاهد على جذور المشروع الصهيوني في أرضنا، وكيف استطاعت المخابرات الأمريكية إزاحة رئيس واستبداله بآخر، لتحقيق مشاريعها التدميرية في اليمن.
ولا تزال جذور المشروع الصهيوني قائمة، ولابد من قمعها على الطريقة الأمريكية نفسها في قمع خصومها في الداخل، ولنا في تاريخ أمريكا المعاصر شواهد حية عن قمع واشنطن لكل من يهدد أمنها القومي، بل ومن يهدد تفوق العنصر الصهيوني على القرار السياسي في البيت الأبيض.
وللتذكير فإن أمريكا نفسها لها تاريخ حافل بإعدام وقمع المعارضين لها بتهمة الجاسوسية، حتى لو لم يثبت ذلك عنهم، ولا صحة بأنها بلد الحرية والسلام، بدليل ما نراه اليوم من قمعٍ ممنهج لكل من يدين الإبادة الجماعية بحق الأهالي في قطاع غزة.
ففي أواخر عقد الأربعينيات من القرن العشرين، شنت الحكومة الأمريكية حملة قمعية طالت كل أعضاء الحزب الشيوعي، وكل من يشتبه بأن له ميول شيوعية من عامة الناس، وصودرت ممتلكاتهم بعد الزج بهم في السجون بعد محاكمات صورية لم تضمن لهم حق الدفاع عن النفس.
وقبل تلك المرحلة، وخلال الحرب العالمية الثانية، أقدمت الحكومة الأمريكية على اعتقال أكثر من مائة ألف مواطن أمريكي من ذوي الأصول اليابانية، رداً على قصف الإمبراطورية اليابانية لميناء "بيرل هاربر" في ديسمبر 1941، وقد أشرف الرئيس الأمريكي "فرانكلين روزفلت" على قمع الأمريكيين اليابانيين، والزج بهم في معسكرات الاعتقال العنصرية الشهيرة.
ولم يكن هناك مبرر لتلك الاعتقالات، إلا أن أولئك المواطنين جاءوا إلى أمريكا من اليابان قبل عشرات السنين، وشكَّل اعتقالهم وقمعهم بتلك الطريقة الهمجية وصمة عار في التاريخ الأمريكي، في الوقت الذي تدعي فيه واشنطن أنها راعية الحقوق والحريات في العالم.
أما اليوم فإن لنا كامل الحق في قمع العناصر التجسسية الموالية للصهيونية العالمية، وجعلها عبرة لسائر الخونة في الرياض وأبوظبي، ويكفيها من الإدانة أنها شاركت في تدمير البلاد على مدى العقود، وقدمت البلاد بكلها على طبق من فضة لأعداء الدين والوطن.
*نقلا عن : السياسية
في الأربعاء 12 يونيو-حزيران 2024 08:50:34 م