|
يستميت الناصريون بالإنتساب الى الزعيم ابراهيم الحمدي وهم يكذبون في ذلك كما كذب اليهود - زوراً وبهتاناً - بانتسابهم الى الله وقولهم أنهم أبناء الله وأحبائه ، وكأن الحمدي كان ناصريا أكثر من عبدالناصر ، ولم يدر بخلدهم أن الشهيد الحمدي كان زعيما للشعب اليمني برمته ولم يكن خاصاً بقبيلة او حزب ، هم بانتسابهم الزائف له يشوهون صورته ويحجمون قدره ويضيقون انتمائه .
لقد كان الشهيد الحمدي إبن بيئته واستطاعت السعودية أن تروضه وتكسبه الى صفها بالأمس وتضغط عليه في بعض المواقف كما حدث عندما طلبت منه إقالة محسن العيني من رئاسة الوزراء في يناير عام 1975 فتم إقالته وبعد أسبوع استقال ثلاثة وزراء احتجاجا على إقالة العيني وعلى تبعية الحمدي للسياسة السعودية .
وخضع الحمدي ايضاً للضغوط السعودية عندما طلبت منه تجميد العلاقات مع الاتحاد السوفيتي ، فاستجاب الحمدي لتلك الضغوط وأعلن في 3 أغسطس عام1975م أن العلاقات مع موسكو مجمدة ورفض منحة سوفيتية لمقاتلات قاذفة من طراز ميج 21 ، بعد ذلك أعلنت أمريكا موافقتها على بيع الأسلحة لليمن وعلى تدريب مستخدميها ، و نتيجة لذلك أُعلن في جدة يوم 6 أغسطس أن الملك السعودي خالد قرر منح اليمن 100 مليون ريال لدعم الميزانية وفي 15 اغسطس من نفس العام قررت الحكومة اليمنية طرد عدد من الخبراء والمستشارين العسكرين السوفيت .
وعندما ثارث القبائل بقيادة عبدالله بن حسين ومشاركة الاخوان المسلمين على حكم الحمدي في بداية يوليو عام 1977 وقامت بتمرد مفتوح في خمر وصعدة وقد تمكنت القوات المسلحة من قمع تلك الانتفاضة بمساعدة القوات الجوية وأعادت صعدة وخمر الى حضن الدولة ، ضغطت السعودية على الحمدي من أجل العفو عن المتمردين وعقد صلح معهم فرضخ لذلك وعيّن الشيخ الأحمر نائباً للرئيس لشئون القبائل وسنان ابو لحوم نائباً للرئيس للشئون الاقتصادية .
وعندما شعرت السعودية أن الحمدي يخرج من تحت عبائتها دبرت ومولت وأشرفت على اغتياله في يوم الثلاثاء 11 أكتوبر عام 1977 في نفس الليلة التي كان من المفترض أن يقوم فيها بزيارة رسمية الى عدن من أجل إكمال التباحث في ملف الوحدة .
واليوم في ظل العدوان السعودي الامريكي على اليمن إستطاعت السعودية عن طريق المال أن تروض القوميين وتجربهم وقد صاروا وهابيون اكثر من الشيخ النجدي وملكيون أكثر من الملك سلمان ، القوميون اليوم يحملون المباخر في قصور الرياض ويبسملون باسم سلمان مع كل وجبه كبسه وفي آخر كل شهر ويسبحون بحمده بعد استلام المخصصات الشهرية .
لقد أبشمنا قوميي الأمس - من المؤلفة جيوبهم وبطونهم - بعبارة الشهيد الحمدي : التجريب بالملوث خطأ والتجريب بالمجرب خطأ مرتين ، وكانت لديهم بمثابة القرآن يستشهدون بها في كل شاردة وواردة ، حتى في نقاشاتهم مع زوجاتهم في المطبخ - كي يظهروا لهُن مدى ثقافتهم الواسعة ومعرفتهم بكل شي - حول تجريب الطبخ بالزيت أو بالسمن ، لكنهم اليوم حملوا تلك العبارة الى فنادق الرياض وأصبحوا يستخدمونها في الغرف وأماكن السوانا وفي المطاعم ، فهم يعتقدون أن تجريب الكبسة بلحم الدجاج خطأ والتصحيح بلحم الجمال خطأ مرتين .
ولم تنفعهم تلك العبارة في المواقف السياسية الهامة التي تستدعي خبرة بالملوثين والمجربين لأن السلطة قد جربتهم في بعض المناصب فتلوثوا ، وبالتالي لا داعي لان يهنجموا على خلق الله بعد أن صاروا ملوثين ومجربين .
هذا ما حدث معهم أيام ثورة الربوع العربي يوم نزول الملوث والمجرب علي محسن الى الساحة وكذلك يوم أن استصاغوا أن يصرف عليهم بابا حميد - غير الملوث وغير المجرب - من أمواله التي جمعها من صندقة المرحوم والده .
لقد جرب القوميون الملوث أكثر من مرة بحكم الضرورة ولوثوا المجرب عدة مرات بحكم التخصص وبالذات بعد أن ذهبوا الى فنادق الرياض وتحالفوا مع أقذر الأنظمة الملوثة والمجربة على مستوى العالم بمواقفها الغير عربية والتي حاربت القومية في الستينات عن طريق الحلف الذي دعى له الرئيس الامريكي حينها ليندن جونسون عام 1965م وموله الملك السعودي فيصل وضم ايران الشاه - لم يكن هناك خطر شيعي يوم كانت راضية عنهم امريكا واسرائيل - واردن الملك حسين بن طلال فقط .
ذهبوا الى الرياض بعد موت القذافي الذي أنفق عليهم ببذخ كما ينفق أمراء الرياض على متعهم الشخصية وما كان لهم أن يذهبوا في حال وجود القذافي الذي دللهم كأطفال وأنفق عليهم من قوت الشعب الليبي وأنطبق عليهم قول المثل يا مربي بغير ولدك يا باني بغير أرضك .
هؤلاء هم من فضحهم معاذ الجنيد في قصيدته المرجفون بالقول :
هم العمالة في أبهى حداثتهم
لكلِ أقوال (ابراهيمهم ) نسفوا
في الأخير نقول : هل يستفيد القوميين من تجربة السعودية مع الحمدي ، أم أن تجريب الكبسة التي كبست على بطونهم ولوثت أفكارهم سوف تنسيهم م
في الأحد 03 يوليو-تموز 2016 11:53:23 م