|
فوّض الملايين من اليمنيين، أمس، القوات المسلحة اتخاذ الإجراءات العسكرية الكفيلة بإسقاط محاولات الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة، ولا سيما السعودية، إبطال مفعول عمليات الإسناد اليمنية للشعب الفلسطيني في البحر الأحمر وخليج عدن والمحيط الهندي والبحر الأبيض المتوسط. وأكد هؤلاء، في مسيرة غير اعتيادية في ميدان السبعين في صنعاء، مثّلت استفتاءً شعبياً على الخطوات التي ستتخذها القيادة اليمنية في الأيام المقبلة، الاستمرار في دعم الشعب الفلسطيني ومقاومته في قطاع غزة، وطالبوا بصدّ أي محاولات سعودية أو عربية للتأثير على القرار اليمني. كما أكدوا الاستعداد لخوض مواجهة مفصلية مع كل حماة إسرائيل في المنطقة، ابتداءً من دول الجوار التي تحاول إيقاف عمليات صنعاء العسكرية الموجّهة ضد الكيان، مستخدمةً أوراق ضغط اقتصادية سبق حسم الخلاف حولها في تفاهمات معلنة وغير معلنة مع الجانب السعودي، قبل تاريخ 7 تشرين الأول الفائت.وامتدت المسيرات التي حملت عنوان «ثابتون مع غزة»، على 13 محافظة يمنية، وتجاوز عدد الميادين التي احتضنتها أكثر من 112 ميداناً وساحة، منها 22 في محافظة صعدة، و11 في محافظة الحديدة، وفق مصادر مقربة من «لجنة نصرة الأقصى» المعنيّة بتنظيم المسيرات والدعوة إليها. وقالت المصادر، لـ«الأخبار»، إن خروج تلك الملايين يمثّل تفويضاً كاملاً لقائد حركة «أنصار الله»، عبد الملك الحوثي، والقيادة العسكرية، باتخاذ ما يريانه مناسباً لردع العدوان السعودي - الأميركي على اليمن، و«إفشال كل المؤامرات التي تحاول من خلالها أميركا عبر أدواتها في المنطقة والداخل إضعاف دور الإسناد اليمني».
الرياض تحاول استرضاء صنعاء بمعالجات لا تعكس رغبة في التراجع عن التصعيد الاقتصادي
ويُعدّ هذا التفويض الثالث من نوعه منذ انطلاق عملية «طوفان الأقصى»، علماً أن الأول كان في تاريخ 10 تشرين الأول الماضي، وجرى من خلال مسيرات مليونية أعلن فيها اليمنيون تأييدهم قرار «أنصار الله» الانخراط في معركة الإسناد على طريق القدس، والثاني في 15 تشرين الثاني الماضي، حيث أيدت التظاهرات المليونية قرار الحركة حظر الملاحة الإسرائيلية في البحر الأحمر، وإغلاق باب المندب أمام السفن الإسرائيلية والمتّجهة إلى الموانئ الفلسطينية المحتلة. وجاء تفويض أمس، في أعقاب تجاهل السعودية نصائح الحوثي السابقة بعدم التورّط مع الولايات المتحدة في كسر الحصار الذي يفرضه اليمن على العدو، ومحاولتها استرضاء اليمن بمعالجات لا تعكس رغبة في التراجع عن التصعيد الاقتصادي الأخير الذي طاول البنوك التجارية والإسلامية في صنعاء، وامتد إلى الطيران المدني، وشمل ابتزاز شركات الاتصالات، وإجراءات أخرى من شأنها أن تضاعف معاناة اليمنيين. وفي بيان صادر عن المسيرات في كل الميادين، أكد المشاركون أن «تنفيذ النظام السعودي للتوجيهات الأميركية لن يثني الشعب اليمني عن موقفه المساند لغزة. وستكون أنت الخاسر والفاشل بأكثر من خسارة وفشل سيّدك الأميركي»، وطالبوا الحوثي بعدم التراجع عن موقفه.
ميدانياً، شن طيران العدوان الأميركي والبريطاني سلسلة غارات جوية على عدد من المناطق الساحلية في محافظة الحديدة، مساء أمس. وأكد مصدر أمني في مدينة الحديدة، لـ«الأخبار»، أن إجمالي الغارات على مطار الحديدة ومنطقة الصليف بلغ ثماني، فيما أعلنت إدارة مطار الحديدة أن ثلاث ضربات استهدفت المطار. ووفقاً لما نقلته وكالة «سبأ» الرسمية - نسخة صنعاء، عن سلطات مطار الحديدة، فإن إجمالي الغارات التي استهدفت مطار الحديدة ومرافقه، قارب الـ 40 منذ بداية العدوان. وتزامن ذلك مع إعلان «القيادة المركزية الأميركية» اندلاع اشتباكات جديدة في البحر الأحمر، جرّاء هجوم واسع لقوات صنعاء على سفنها. وقالت، في بيان، إن سفنها اشتبكت مع خمسة زوارق تابعة لتلك القوات في البحر الأحمر، مضيفة أن «هجوماً آخر شنّه الحوثيون في البحر الأحمر بثلاث طائرات مُسيّرة»، فيما لم تعلن صنعاء رسمياً تنفيذها الهجوم المذكور.
* نقلا عن :الأخبار اللبنانية
في السبت 13 يوليو-تموز 2024 02:26:52 ص