|
قالها يزيد بلا مواربة يوم قتل الحسين بن علي عليه السلام، بإن ما فعله كان انتقاماً لمقتل آبائه من مشركي بني أمية في يوم بدر، على يد الرسول (ص) والمسلمين، ليوثق بذلك للأجيال القادة بأن الصراع محصورٌ بين فريقين لا أكثر، وأنه هو وأشياعه على دين كفار قريش، أي في الجانب المعادي لرسول الله وللإسلام والمسلمين، وفي مقولته تلك التي كررها مراراً (يومٌ بيوم بدر) وخلدها أيضاً في لاميته الشهيرة بقوله:
قد قتلنا القرم من ساداتهم وعدلناه بميل بدر فاعتدل
لست من عتبة ان لم انتقم من بني أحمد ما كان فعل
لعبت هاشم بالملك فلا ** خبر جاء ولا وحي نزل
تكتمل الحجة على الأمة التي تشكو إلى اليوم من الظلم والطغيان بسبب الإعراض عن الحق والسير على نهجه، فيزيد رمز من رموز الكفر، مثله مثل أبو جهل وأمية بن خلف، ولا ينبغي لمسلم يحمل الولاء للرسول أن يتقبل يزيد بأي شكلٍ من الأشكال، لأن في ذلك إساءة مباشرة للرسول، ومعاداة صريحة له وهو القائل: (حسينٌ مني وأنا من حسين، أحبَّ اللهُ من أحب حسينا)، ومن عادى الحسين فقد عادى الرسول والإسلام بكل ما فيه من عقائد وأحكام.
ولكن المنافقين وجدوا في يزيد بن معاوية وسيلةً للتشفي من الرسول وآل بيته، وطريقة مبطنة لإعلان الحرب على الإسلام، بدوافع أخرى غير تلك التي كانت ظاهرة في زمن يزيد وآبائه الأوائل، وهم بتلميعهم له ولأبيه وجده، يعلنون الحرب على الرسول وأهله، ويقرون علانيةً أنهم على دين آخر غير دين محمد بن عبدالله، وهو دين الطغاة وعبدة المال والسلطة عبر الأزمان.
وإلى اليوم، لا نجد طرفاً ثالث في الصراع، حتى في صراعنا مع العدو الإسرائيلي، تجد شيعة يزيد يقفون في صف اليهود، وهذا هو مكانهم الطبيعي، فمن غير المنطقي أن يدافع أحدهم عن الإسلام، وهو يعادي رموزه كالرسول وآل بيته الأطهار، كما من غير البدهي أن ترى شيعة الحسين في صف اليهود، وهم من يعلمون علم اليقين أن ثورة الحسين كانت على نهج جده في إخراج الناس من الظلمات إلى النور.
وبالعودة إلى الواقع، ترى الطغاة وأهل الشر يميلون إلى يزيد وبني أمية، ويأنفون من قول الحق رغم علمهم بمن هو الحسين ومن يكون يزيد، وهذه سنة الله في خلقه، فمن يرفض الحق، يتجه تلقائياً إلى الباطل، ولا قيمة لدين يكون من رموزه بني أمية، لأن أولئك كانوا على عداءٍ علني من الإسلام وأنصاره الأوائل، فكيف لذي قلب أن يعظمهم وهو يعلم أنهم على النقيض من الرسول والرسالة.
ولنا في آل سعود شاهدٌ كبير، فنحن أمام أكثر الأسر ظلماً وطغياناً في عصرنا هذا وتتجلى فيهم كل معالم الشر والعداء للإسلام، كالولاء لليهود وبني أمية، ومعاداة المسلمين وكل مناسبة من شأنها تعظيم الرسول في نفوس أمته، كالاحتفال بالمولد النبوي، في الوقت الذي يحيون فيه أعياداً يهودية كعيد الحانوكا أو عيد التدشين اليهودي.
ومثل هؤلاء لا يمكن أن يكونوا على دين محمد بن عبدالله، أو أنهم حتى يدينون بالولاء والامتنان له، وياليتهم اكتفوا بذلك، بل انطلقوا ليعلنوا الحرب على أنصار الرسول وآل بيته، وما عدوانهم على اليمن إلا امتداد للحرب نفسها بين الحق والباطل، وليس لشيعة يزيد أي وجه حق في عدوانهم إلا أن ذكر اسم الحسين يذكرهم بنهايتهم الحتمية، فقد أصبح اسم الحسين، منذ لحظة استشهاده مرادفاً للحق، ولثورته الأبدية ضد حزب الشيطان.
*نقلا عن : السياسية
في الخميس 18 يوليو-تموز 2024 11:08:46 م