|
غادر باتريك كاميرت وحل محله مايكل لوليسغارد في رئاسة لجنة المراقبة على وقف إطلاق النار وإعادة الانتشار والإشراف والرقابة على موانئ الحديدة الثلاثة بحسب ما نص عليه اتفاق ستوكهولم بشأن الحديدة ، وعلى الرغم من مرور عدة أسابيع على وصول لوليسغارد للحديدة ومباشرته مهامه ، إلا أن الأوضاع الميدانية في الحديدة ما تزال تراوح مكانها ولم نلمس أي حلحلة في ملف الحديدة على الإطلاق ، فالانتهاكات والخروقات من طرف المرتزقة ما تزال مستمرة ومتواصلة بشكل شبه يومي على مرأى ومسمع لوليسغارد الذي ما يزال يلزم الصمت ولم يحصل منه أي تحرك ولم يصدر منه أي موقف يدين خروقات وانتهاكات مرتزقة العدوان الموثقة بالصوت والصورة وما يزال ينتظر التوجيهات التي تصل إليه من المبعوث الأممي مارتن غريفيث ، وكأنه غير مخول بالإدلاء بأي تصريحات تدين الطرف الذي يقوم بخرق قرار وقف إطلاق النار والذي يتحمل نتيجة عرقلة وتأخير تنفيذ الاتفاق .
هذه الدعممة ، وهذه السلبية التي يبديها لوليسغارد تجاه الخروقات التي تعيق وتعرقل تنفيذ اتفاق السويد بشأن الحديدة تثير الكثير من التساؤلات وعلامات الاستفهام حول طبيعة المهمة الموكلة إليه ، إذا لم تكن مراقبة قرار وقف إطلاق النار وتسمية الطرف المنتهك له والمعيق والمعرقل لتنفيذ الاتفاق ، كون ذلك يمثل الخطوة الأولى والهامة على طريق تنفيذ الاتفاق والمضي بالأوضاع نحو الانفراج ، وخصوصا ونحن نشاهد عمليات التحشيد المستمرة للمرتزقة في الخوخة والمناطق التي يتمركزوا فيها في أطراف الحديدة باتجاه كيلو 16والتي تعكس عدم رغبة المرتزقة وأسيادهم من قوى العدوان في تنفيذ الاتفاق والاتجاه نحو التصعيد كون مصالحهم تقتضي ذلك ، وتدعم خيار الحرب والصراع والذهاب بالحديدة نحو الخراب والدمار والفوضى ، على أمل أن يسفر ذلك عن تحقيق هدفهم الكبير بالسيطرة على الحديدة واحتلالها .
يلتقي لوليسغارد بالطرف الوطني في لجنة إعادة الانتشار ، ويلتقي أيضا بالسلطة المحلية بمحافظة الحديدة ، وفي المقابل يجري لقاءات ومباحثات مع الأطراف الأخرى التي تمثل قوى العدوان ومرتزقتها ودائما ما يصف هذه اللقاءات بالمثمرة والإيجابية ، في حين أننا لا نلمس أي أثر لثمار هذه اللقاءات ، ولا أثر لأي إيجابية تذكر ، فما يزال التوتر قائما ، وما تزال الخروقات والانتهاكات قائمة ومستمرة على قدم وساق من طرف المرتزقة الذين يرفضون أي تفاهمات أو اتفاقات تدفع نحو تحقيق السلام في اليمن وإنهاء معاناة أبناء الشعب .
بالمختصر المفيد ،على رئيس لجنة المراقبة الأممية مايكل لوليسغارد تفعيل دوره فيما يتعلق بمراقبة وقف إطلاق النار بهدف خلق أرضية مناسبة تساعد على تنفيذ اتفاق السويد بشأن الحديدة ، إذا ما أراد إقناعنا بأنه يمتلك المؤهلات التي تكفل له النجاح في المهمة الموكلة إليه ، لا نريد أن يتفرج على الخروقات والانتهاكات اليومية في الحديدة ، القوى الوطنية قامت بالانسحاب من موانئ الحديدة وسلمت إدارتها لقوات خفر السواحل اليمنية كخطوة أولى على طريق تنفيذ اتفاق السويد الخاص بالحديدة وكان المفترض أن يدفع لوليسغارد الطرف الآخر لتنفيذ أولى الخطوات من طرفهم ، أما الدعممة والمماطلة والتسويف فلن تثمر غير الشرور المستطيرة والضرر البالغ الذي قد ينسف اتفاق السويد برمته ويدفع بالأوضاع الأمنية في الحديدة نحو الانفجار والعودة إلى المواجهات المسلحة والقصف الجوي والعنف والصراع والفوضى .
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله .
في الأربعاء 20 مارس - آذار 2019 11:28:29 م