|
من يتابع خطاب السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي اليوم، ويقارنه بما مضى من خطابات حول طبيعة الصراع مع العدو الصهيوني، سيُدرك أننا نمضي عبر مرحلةٍ واحدة، باتجاه تحرير فلسطين وإزالة العدو المحتل من الوجود، فثقة السيد بالنصر هي نفسها لم تتغير، والهدف واضح ومعلن منذ اليوم الأول لانطلاق المشروع القرآني.
الجديد في كل ذلك أن العدو الإسرائيلي دخل اليوم بنفسه في الصراع، وبشكلٍ مباشر بعد سنوات طويلة من استعانته بالعملاء المحليين والإقليميين، ما يعني أننا فقط نعيش المرحلة الثالثة من المواجهة مع اليهود، وهي الأكثر مصيرية من كل المراحل الأخرى، وهي بذاتها إقرارٌ إسرائيلي بفشل أدواتها في الداخل والخارج، ونهاية الرهان على العملاء والخونة.
وهذا الإقرار يترتب على نتائج أخرى بعيدة المدى، أولها ظهور الأطراف الإقليمية والمحلية على حقيقتها الإجرامية، وثانيها أن الصراع اليوم بات بين طرفين لا ثالث لهما، بين معسكر يهودي وآخر إسلامي، ولا حياد في معركة كهذه لأنها معركة الإسلام والمسلمين في مواجهتهم لحزب الشيطان اليهودي، الذي ملأ العالم ظلماً وجورا، وحان الوقت لاستئصال شأفته حسب ما جاء الوعد الإلهي في سورة الإسراء.
ومن يتابع أخبار الصراع في اليمن منذ العام 2004، سينتبه لحقائق كثيرة، منها أن الله عز وجل يهيئ لدينه من ينصره، ولا يمكن أن نرى يوماً لا يكون فيه أنصار لدين الله، وكذلك نرى بأن الله قد تكفل بنصرة أوليائه في أي معركة مصيرية، وأن من يعاديهم مغلوب بإذن الله، مهما كان الفارق في العدة والعتاد، والأهم أن كل إجراءات العدو سترتد إليه، وتكون سبباً في هزيمته وتلاشيه.
والمرحلة اليوم تتطلب منا وعياً جهادياً بامتياز، والحياد فيها غير مقبول، وعاقبته كبيرة في الدنيا قبل الآخرة، ومسألة مواجهة اليهود وكسر شوكتهم، هي فريضة جهادية على كل منتمٍ للواء الإسلام، ولا عذر للجميع أمام الله بعد كل ما رأيناه من جرائم وتجاوزات لليهود في داخل فلسطين وخارجها.
كما أن المرحلة هي مرحلة الجهاد الجمعي، حيث لا مكان للفردية والانعزال الشخصي عن المعركة، فالكل مطالب بالمشاركة في معركة "الفتح الموعود والجهاد المقدس"، وبإمكاننا إنجاز الكثير بمجرد أن نتوجه التوجه الجهادي أقلها ترديد الصرخة في كل جمعة وجماعة، والمشاركة الاسبوعية في مسيرات الغضب والتعبئة ضد الكيان الصهيوني، والجهاد بالمال -حسب الاستطاعة- ودعم الخيارات الاستراتيجية المتمثلة بالقوة الصاروخية وسلاح الجو المسير.
وفي الأخير مشاركة مباشرة في تدمير "إسرائيل"، ويستطيع أي فرد المشاركة في حملة التبرعات حتى بأبسط المبالغ، حيث بات من الإمكان تفعيل الهاتف المحمول برسائل نصية للدعم، علاوة على التبرع المباشر عبر الحسابات الرسمية في البريد اليمني وسائر الجهات المختصة، كلٌ حسب استطاعته.
وعلينا ألا ننسى أن الجهاد يعني بذل أقصى الجهود في نصرة الحق، والمتوفر أمامنا كثير ومن خلاله نستطيع نصرة الله ورسوله بالكثير والكثير من الجهود والإمكانات، وفي ذلك الدعم النصر الدنيوي والحياة الأبدية في الأخرى، والبديل عن ذلك الخنوع والذلة وكذلك الموت بالجملة على يد اليهود وأذنابهم، حيث لا قيمة للموت ولا للحياة، إذا لم تُفعَّل في سبيل الله ونصرة المستضعفين في أرض غزة وسائر العالم الإسلامي.
*نقلا عن : السياسية
في الأحد 21 يوليو-تموز 2024 11:59:26 م