|
ندرك في اليمن بأن أمريكا هي عدونا اللدود ، وأنها من تقف خلف العدوان الذي تقوده مملكة الشر ، وأنها من أعطت الضوء الأخضر للبدء به ، وأن القرار صدر من البيض الأبيض لا من الرياض ، وأن أمريكا هي الشيطان الأكبر ، التي تدير خيوط المؤامرة التي تحاك ضد وطننا وشعبنا ، وأن السعودية والإمارات مجرد أدوات وبيادق بأيدي الأمريكان يتحركون حسب التوجيهات الأمريكية .
حيث جاء القرار الصادر عن مجلس الشيوخ الأمريكي الذي يقوده الجمهوريون، مشروع قانون ينهي الدعم العسكري للتحالف الذي تقوده السعودية في الحرب على بلادنا بأغلبية 54صوتا مقابل 46معارضا لذلك ، ولا يعني ذلك بأن هناك صحوة ضمير داخل مجلس الشيوخ الأمريكي دفعته إلى تبني هذا القرار ، بدليل أن مجلس الشيوخ اشترط اطلاعه على أي دعم يقدم للسعودية وتحالفها على بلادنا والحصول على موافقته المسبقة ، وهو ما يشير نحو فصل جديد من فصول الابتزاز والحلب والشفط للبقرة الحلوب (آل سعود) وإجبارها على دفع المزيد من الأموال مقابل الدعم الأمريكي لهم واستمرارية التحالف معهم .
الكل يعرف ماذا تريد أمريكا وما الذي تسعى نحو تحقيقه من خلال سياستها الخارجية في المنطقة والعالم ، السياسة التوسعية الاستعمارية التسلطية الاستغلالية سياسة القطب الواحد القائمة على الفرعنة ، والتي يستخدمها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للهيمنة والسيطرة على ثروات ومقدرات المنطقة ، وفرض الوصاية الأمريكية عليها خدمة لطفلتها المدللة إسرائيل التي تسعى لبناء دولة إسرائيلية على الأراضي الفلسطينية تكون القدس عاصمة لها وهذا ما أعلنه ترامب ويسعى نحو جر قادة الشرق الأوسط خاصة والعالم عامة للاعتراف بها ضمن ما يسمى بصفقة القرن .
أمريكا تساند السعودية والإمارات في العدوان على اليمن بهدف احتلال مواقعها الاستراتيجية والهيمنة على الثروات وإخضاعها للوصاية الأمريكية لذلك شاهدنا بومبيو معترضا على قرار مجلس الشيوخ بشأن إنهاء الدعم العسكري الأمريكي لما يسمى بقوات التحالف ، وهو يعلم علم اليقين بأن بلاده جزء من هذا التحالف متوعدا القرار بفيتو ترامب المنتظر ، ويذهب بومبيو إلى حالة متقدمة من التعالي والغرور ليصرح لقناة العبرية السعودية بأن على (الحوثيين) أن يعرفوا أنهم لن ينتصروا !!!!
في الوقت الذي يطل السفير الأمريكي لدى حكومة الدنبوع من عدن الخاضعة لسطوة وسيطرة المحتل الإماراتي والمليشيات المحلية الموالية له بأن بلاده تدرس خيار فتح سفارتها في صنعاء باعتبارها عاصمة للجمهورية اليمنية في تصريحات استفزازية تحمل صبغة التهديد المبطن للقوى الوطنية ، وتكشف عن نوايا أمريكية للقيام بتصعيد قادم في إطار مؤامرة كبرى تستهدف إقلاق الأمن والسكينة العامة داخل العاصمة ، وخلط الأوراق من جديد من خلال قيام السفارة الأمريكية- إن فتحت- بلعب ذات الأدوار والقيام بنفس المهام الاستخباراتية التي كانت تمارسها وتقوم بها في السابق ، والتي تهدف إلى استفزاز الشعب اليمني ، بغية قيام الشارع اليمني بردود أفعال غاضبة تجاه السفارة الأمريكية تستغلها أمريكا كذريعة لتدخلها المباشر في العاصمة تحت يافطة حماية وتأمين سفارتها ، وهي مؤامرة مكشوفة ومفضوحة سلفا ولا يمكن القبول بها أو الموافقة عليها لأن القوى الوطنية تعرف جيدا من هي أمريكا وما هي أهدافها ومخططاتها وما الذي تريده من اليمن واليمنيين .
بالمختصر المفيد، قوة الله فوق قوة أمريكا والعالم بأسره ، ولا غالب لها ، ونحن في اليمن ومع قرب دخول العام الخامس للعدوان نجدد ثقتنا بالله وتوكلنا واعتمادنا عليه جل في علاه ، ونتمسك كشعب مظلوم معتدى عليه في حقنا بمقاومة المحتلين والغزاة والمرتزقة والتصدي لهم بكل الوسائل والسبل المتاحة ، غير مكترثين بتهديدات أمريكا ونعيق الإمارات ، ونهيق السعودية ، ونباح المرتزقة، فنحن بالله ومع الله أقوى ،
قال تعالى ( وما النصر إلا من عند الله) وقال تعالى (وكان حقا علينا نصر المؤمنين) .
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله .
في السبت 23 مارس - آذار 2019 05:01:19 م