كربلاء وثورة الإمام الحسين عليه السلام.. الدروس والعبر
الجبهة الثقافية
الجبهة الثقافية

 أيمن قائد| المسيرة نت:

تمر الذكرى السنوية لاستشهاد الإمام الحسين -عليه السلام- واليمن وفلسطين والمنطقة تعيش أجواء كربلائية ممتلئة بالتضحيات والفداء في مواجهة جبروت العصر ثلاثي الشر والإجرام.

وتعد هذه المناسبة محطة هامة لاستلهام الدروس والعبر من ثورة سيد الشهداء سبط الرسول الأعظم الذي رفض الظلم والقهر وخرج شاهراً سيفه لمقارعة الطغاة والمستكبرين، في وقت خذله الكثيرون من عبدة الطاغوت ودراهم الدنيا الفانية.

وما أشبه اليوم بالأمس، حيث تنادي غزة الجريحة اليوم هل من ناصر ينصرنا، كما كان الحسين بالأمس في كربلاء، ولم يهب لنصرتها إلا القليل من أحرار العالم، وبقي الكثير في وضعية المتفرج، فيما البعض طعنوها في الظهر بولائهم لعدو الأمة نتيجة ابتعادهم عن مصادر الهداية، وهنا تنكشف الأقنعة، ويتميز الصادق من الكاذب والمؤمن من المنافق، فما أحوجنا لهذه المحطات في تعزيز جانب الانتماء الإيماني والولاء العملي، ولذا فقد جاءت هذه المناسبة بأهميتها العظيمة ودروسها القيمة.

ويقول ناشطون ثقافيون إن إحياء هذه المناسبة في هذا التوقيت بالذات له أهمية بالغة في تقوية الروابط الايمانية وتعزيز روحية التضحية والفداء والاستبسال من أجل إعلاء كلمة الله ونصرة المستضعفين ومقارعة الطغاة والمستبدين والمجرمين.

استذكار الشواهد

وعن أهمية إحياء هذه الذكرى في عصرنا الحاضر، يقول الناشط الثقافي طلال الغادر أننا اليوم في مرحلة هي امتداد لثورة الحسين -عليه السلام- لاسيما وغزة هاشم تعيش كل يوم كربلاء نحتاج لعطاء الحسين المعنوي ونحن في مواجهة يزيد العصر الأمريكي والبريطاني والصهيوني، ونحتاج إلى ثبات الحسين، ومن ثبتوا معه، لافتاً إلى أن الإمام الحسين -عليه السلام- انتصر بالمظلومية على الظالمين وانتصر بالدم على السيف.

ويرى الغادر أن المشهد يتكرر لمن خذلوا الإمام الحسين -عليه السلام- في الأعراب والمتفرجين، وأنهم هم كمن خذلوا الحسين، ولم يحركوا أي ساكن وأن حالهم كحال أهل المدينة، وما عليهم إلا الانتظار لنفس المصير، مضيفاً أن هناك شخصيات كعمر بن سعد وحنظله في زماننا امتدادهم النظام السعودي والإماراتي وهما ينصران الظالم، وكذا ما يسمى بأسد السنة أردوغان، ومن على شاكلتهم ومن لف لفيفهم ، مشيراً إلى أن امتداد من ناصرو الإمام الحسين -عليه السلام- هم يمن الإيمان كأمثال زهير ابن القين البجلي وغيرهم من أحرار الأمة في العراق ولبنان وإيران.  

وفي هذه المناسبة يؤكد الناشط الغادر أن علينا الاستفادة من الدروس والعبر أهمها الوعي الذي نحتاجه تجاه المتغيرات، وأن يكون هذا الوعي في وقته المناسب وليس بعد فوات الأوان، وكذا إدراك خطورة التفريط وآثارة وعواقبه.

ويضيف: "علينا معرفة الرجال والولاء للأعلام حيث من الله علينا بالسيد القائد المولى -يحفظه الله- وأن ما علينا هو تجسيد التولي العملي والصادق، وكذا الوعي بعوامل الاستقامة وأسباب السقوط والانحراف، وأن نحرص بالالتجاء الدائم إلى الله والاستقامة في الأعمال والارتباط بالهدى تعظيماً واستيعاباً وتفاعلاً وتجسيداً، وكذا طاعة القيادة، وفهم أسباب السقوط والانحراف وأن نبتعد عن كل العوامل المؤدية إلى ذلك.

محطة ايمانية

من جهته يقول الناشط الثقافي مالك السراجي إن لإحياء مناسبة عاشوراء في مثل هذه الأحداث والمتغيرات الكبيرة والحساسة أهمية بالغة جداً من حيث أنها مناسبة هامة نتذكر فيها شخصية عظيمة وهو الإمام الحسين بن علي -عليهم السلام- الذي يمثل رمزاً من أعظم رموز الأمة الإسلامية، وعلماً من أعلام الهداية الذي فرض الله ورسوله إتباعهم وولاءهم ومحبتهم ونصرتهم.

ويضيف أن هذه الذكرى مناسبة عظيمة نتعرف فيها على أهم الأسباب التي جعلت الأمة الإسلامية تنحرف عن مسار الهداية، حتى وصل بها الحال إلى أن ترتكب جريمة قتل سيد شباب أهل الجنة الإمام -الحسين عليه السلام.

ويواصل أن إحياء مثل هذه المناسبة في مثل هذه التحديات التي تواجه الأمة الإسلامية بشكل عام والقضية الفلسطينية بشكل خاص وتحديات اليمن العظيم في مواجهة دول الاستكبار العالمي المتمثل بأمريكا وبريطانيا وإسرائيل ودول النفاق والتطبيع والعمالة المتمثل في النظام السعودي والإماراتي ومن لف لفيفهم من أنظمة الأعراب، حيث وعاشوراء تمثل انتصار الدم على السيف والحق على الباطل والنور على الظلام والخير على الشر والقيم على الانحراف.

ويشير إلى أهمية أن نستلهم من الإمام الحسين الثبات على الحق والتضحية في سبيل الله وعشق الشهادة من أجل إعلاء كلمة الله ورفض الظلم والطغيان، وأن نتحرك في نهج القرآن على خطى الأعلام، ونحن على بصيرة من أمرنا نرى بنور الله، لافتاً إلى قول رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- {حسين مني وأنا من حسين، أحب الله من أحب حسينا، حسين سبط من الأسباط}، معتبراً الإمام الحسين -عليه السلام- هو سيد الشهداء وأبو الأحرار، وملهم الثوار وناكس كبرياء وجبروت الطغاة والمستكبرين في كل زمان ومكان.

  حاجة ماسة

بدوره يقول الناشط الثقافي حسن خيران بأن أهمية إحياء الذكرى السنوية لاستشهاد الإمام الحسين تكمن في أننا في أمس الحاجة إلى هذه القيم والعزة والكرامة، مضيفاً أننا نستلهم من الإمام الحسين الإباء، وأننا نعلن ولاءنا لرسول الله صلوات الله عليه وعلى اله.

ويشير خيران إلى قول رسول الله صلوات الله عليه وآله (حسين مني وأنا من حسين أحب الله من أحب حسينا)، معتبراً الارتباط بالإمام الحسين عليه السلام هو ارتباط برسول الله صلوات الله عليه وعلى اله.

 ويضيف أن أهمية إحياء هذا اليوم يكمن في مواجهتنا لطواغيت العصر، كما واجههم الإمام الحسين من قبل، مردفاً أننا نستلهم من الإمام الحسين مقولته المشهورة (الا إن الدعي أبن الدعي قد ركز بين اثنتين بين السلة والذلة وهيهات من الذلة) وأننا اليوم نواجه طاغوت العصر أمريكا وإسرائيل ونصره للمستضعفين في فلسطين، مشيراً إلى أهمية الحاجة إلى قيم الإمام الحسين في مواجهة هؤلاء الطواغيت ونصره المستضعفين وأن نعيش ثورته المتجددة ضد هؤلاء الطواغيت.

ويرى أن يوم استشهاد الإمام الحسين رمزًا للصمود والجهاد في وجه الظلم والطغيان في العصر الحالي في الأحداث الحالية في فلسطين، وأن يكون الإحياء تذكيرًا مستمرًا بضرورة الوقوف ضد الظلم والعدوان الأمريكي والإسرائيلي والعمل على تحقيق الانتصار لمظلومية الشعب الفلسطيني.

*نقلا عن : المسيرة نت


في الأربعاء 24 يوليو-تموز 2024 11:48:09 م

تجد هذا المقال في الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره
http://cfca-ye.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://cfca-ye.com/articles.php?id=14551