الجهاد.. وفوبيا المصطلح القرآني
علي جاحز
علي جاحز

ركز السيد القائد في كلمته اليوم على الدعوة للجهاد أكثر من أي وقت مضى، واعتبره المسار المجدي الذي يضمن للأمة الحماية والتحصين من مخططات الأعداء، وطرحه كخيار وحيد للرد على الجرائم والانتهاكات التي يرتكبها الصهاينة.

***

وبرغم أن السيد القائد يتبنّى الخطاب الجهادي والمصطلح الايماني والمنطلق القرآني منذ البداية، إلا أن تركيزه في هذا الخطاب بالذات، لفتني للكتابة عن فوبيا المصطلح القرآني والجهادي خصوصا، وعلاقته بانحراف الوعي العام.

***

اشتغلت الصهيونية وعبر أدواتها من النخب الجوفاء والتيارات المنحرفة، على صناعة فوبيا وعي إزاء المصطلحات القرآنية وأهمها "الجهاد" وجعلت مجرد وصف أي تحرك أو خطاب بأنه "تحرك جهادي - خطاب جهادي" مخيفاً ومعيباً إلى أن أصبح اتهاما خطيراً.. ونجحت في إفراغ اللغة السياسية والعسكرية من المصطلح القرآني عموما.

***

ومنذ ظهور الجماعات التكفيرية التي صنعتها الصهيونية وأطلقت عليها "جماعات جهادية".. لم تسيطر فوبيا المصطلحات القرآنية واللغة الجهادية على الوعي النخبوي الاعلامي والسياسي وحسب، بل امتدت إلى الوعي العسكري الذي يفترض أنه مبنيّ أساساً على الثقافة الجهادية والتعبئة الايمانية..

***

وللأسف ، وبخاصة بعد أن صار النظام العالمي يتعاطى مع الشعارات الجهادية والمصطلحات القرآنية والخطاب الإيماني باعتبارها إرهابية ومن يتبناها يصنف إرهابيا.. فقد باتت فوبيا المصطلحات القرآنية والجهادية تسيطر حتى على مساحة واسعة داخل الوعي الإعلامي والسياسي المقاوم تحاشياً للتصنيف.

***

وفي ذروة استفحال تأثير هذه الفوبيا الرامية لفصل الوعي عن عمقه وثوابته التي تحميه وتقويه، ظهر تحرك المسيرة القرآنية الذي تبنّى المنهج القرآني واحتضن لغته ومصطلحاته الجهادية في الخطاب السياسي والإعلامي والعسكري التعبوي، ونجح في صناعة النموذج الإيماني الجهادي الجاذب المشرّف الشجاع الذي هزم تلك الفوبيا ولم يستطع النظام العالمي الصهيوني أن يقنع الوعي العام بأنه مسار إرهابي رغم ضخامة الحملات الإعلامية والسياسية التي وصفته بالارهاب.

***

ومن المهم الإشارة هنا إلى أن سرّ نجاح نموذج المسيرة "أنصار الله" يكمن بالمقام الأول في تبنّي المصطلح القرآني والجهادي والخطاب الإيماني بشجاعة وثقة واعتزاز وترجمته في السلوك العملي المنضبط السليم وفق منهج الله وتعليماته وفي سياق التزام شامل بالمنهج الإسلامي الإيماني، وبوعي أن التحرك الجهادي وتبنّي المصطلحات الجهادية القرآنية كما سماها الله في القرآن يؤثر بشكل فاعل في هزيمة العدو وترعبه وتقلقه لأنه يعرف معناها وفاعليتها من خلال منهجه العقائدي الذي بدوره يتحرك من خلاله.

***

ومن هنا، نستطيع أن نجزم أن التحرك تحت عنوان الجهاد هو الحل والمخرج المجدي والفاعل، وهذا ما أثبته التحرك اليمني تحت قيادة السيد القائد وفق منهج قرآني وبوعي والتزام إيماني، ولا نبالغ عندما نجزم الانطلاق من تلك المنطلقات وتبنّى اللغة القرآنية والمصطلح الجهادي بشجاعة من أول يوم..هو ما يخيف الصهاينة ويرعبهم من جبهة اليمن التي شغلتهم منذ عقدين، وهو ما جعلهم يشعرون بالحيرة في توصيفها فوصفوها بالجبهة الغريبة.. والأهم.. أنه السر في كل ما يتحقق من انتصارات متصاعدة، وسرّ التسارع في امتلاك اليمن وجبهة اليمن التمكين والانجازات الكبرى والمؤثرة في مسار الأحداث تأثيراً يشبه المعجزات.

والله غالب على أمره.

#الرد_آت

#سيد_القول_والفعل

* نقلا عن :قناة الكاتب – تيليجرام

 
في الخميس 01 أغسطس-آب 2024 12:42:35 ص

تجد هذا المقال في الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره
http://cfca-ye.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://cfca-ye.com/articles.php?id=14650