|
في إثْرِ كلِّ «هنيّةٍ» «سِنوارُ»
قمرٌ يغيب وتستوي أقمارُ
«مَرْجُ الزهورِ» تفتّحت أزهارُه
حمماً، ومن صَوّانِه «زَهَّارُ»
«ياسين» تتلوه الكتائبُ سورةً
وبثورة «القسّامِ» فيه الثارُ
هذي البلاد حكايةٌ أزليةٌ
كالدهر لا يُطوى عليه سِتارُ
يا شهوة السفّاح كم حُرٍّ قضى
وسُررتَ ساءك بعده أحرارُ؟!
أصلابُ غزةَ بالردى ولّادةٌ
حيث انثنى الساطور والجزّارُ
هذا الترابُ رمالُه مُقَلٌ، ومِن
أهدابهِ الأسيافُ والأسوارُ
هذي الجداولُ دورةٌ دمويةٌ
كبرى، منابعُ مائها الأَعمارُ
نحن الصخورُ عصيّةَ ونديةً
نحن المزونُ بها الندى والنارُ
خلفَ اختلاج صدورنا حريةٌ
حمراءُ منها ينهلُ الثوَّارُ
كالسنديان على الثرى قاماتُنا
وقلوبنا تحت الجذوعِ بِذارُ
هذي حقيقتنا فلسطينيةٌ
والغاصبون بها قذىً عوَّارُ
وحجارةُ القدسِ العتيقِ زمانُها
أبَدٌ، وجدرانُ الكيان غُبارُ
يا غُرزةَ الشُّذّاذِ شاءت غزةٌ
أن يرحلَ الشّذاذُ والأغيارُ
والسِّحْرُ كان عصاً غزوتِ بها الحِمى
أَوْدَى بإِفكِ عَصاتهِ الإعصارُ
لُوذي بأشرعةِ الهباء خرافةً
فالبرُّ نسلُ ترابِه جبّارُ
نَفِقَتْ شخوصُ المسرحية وانتهت
لشتاتها بالمُخرجِ الأدوارُ
لا بحرَ يرفع جسرَ عودتنا سوى «الـ
ـطوفان»، فهو البحرُ والبحّارُ
مِن خلْفِ هذا الزحفِ زحفٌ، خلْفَه
زحفٌ، وواحدُ غزّةٍ مليارُ
والحربُ أكثر من قطاعٍ فيه «بنـ
ــيامين» جحفلُ جيشه أصفارُ
هبَّ الشآم بـ«نصرهِ»، وتسربلت
للفتح من يمن الشَّرى الأنصارُ
وسرت أسود الرافدين بحشدها
وتجيّشت إيران والأغوارُ
يا غربةَ «المفتاح» قد طالت! ويا
زمن المنافي قد طوتك الدارُ!
* نقلا عن : لا ميديا
في الأحد 11 أغسطس-آب 2024 09:48:51 م