"الفتى العربي"
نشوان الغولي
نشوان الغولي
 

يا أيها القمرُ المنيرُ الساري.
ترنو إليكَ مَطالعُ الأنوارِ.

و إليكَ ترتحلُ العيونُ و قد روت.
ألمَ الفراقِ بدمعِها المِدرارِ.

فارقتَنا و رحلتَ عنّا شامخاً.
بجلالةٍ و مهابةٍ و وقارِ.

لتعودَ يا حسنَ البطولةِ و الفدا.
نصراً و طوفاناً من الأنصارِ.

و سكنتَ (ضاحيةَ الجنوبِ) لترتقي.
معراجَها ل مساكنِ الأبرار.

و جعلتَ منها للبدايةِ خطوةً.
أخرى و ليست آخرَ المشوارِ.

و خُطاكَ ما زالت تشقُ طريقَها.
ل(القدسِ) في عزمٍ و في إصرار.

تمضي و وجهُكَ ل(الشمالِ) مُيَمَمّاً.
للمسجدِ (الأقصى) و وجهِ الباري.

(سبحانَ من أسرى) بجدِّكَ نحوَه.
ليلاً و أنت إليه كلّ نهار.

يا (ثالث الحسنين) في أبياتِ مَن.
وصفتك منهم أفصحُ الأشعارِ.

و (ثنيّة) (الحسنين) أنت و (بدرُنا)
تحت الكساءِ و رابعُ الأطهارِ.

يا (ثالثَ الحرمين) في جبهاتِنا.
و (القبلة الأولى) بخطِ النارِ.

يا قبلةَ الأحرارِ في ضحواتِ من.
صلى و في تسبيحةِ الأسحارِ.

يا سجدة (الرضوانِ) و (الشكرِ) التي.
خرّت عليها جبهةُ الأحرار.

و (عماد) كل طليعةٍ بدريةٍ.
في ظلِ رايةِ حيدر الكرّارِ.

يا صوتَ (عبّاسَ) المجلجلُ في الوغى.
و لسانَ كل مجاهدٍ مغوارِ.

يا (راغبَ) القلبِ الذي يهفو إلى.
دارِ الخلودِ و نعم عقبى الدارِ.

يا وحيَ (روحِ اللهِ) و (الصدرِ) الذي.
ما زال يحملُ أعظم الأسرار.

يا ألفَ (حزبِ اللهِ) في أكبادِ من.
كانوا (أشدّاءٌ على الكفّارِ).

لله أنت و قد ولدتَ مجاهداً.
في ساحة الإعظامِ و الإكبارِ.

و نشأتَ في عينِ الردى متوثباً.
للنائباتِ و صولةِ الأقدار.

و شددت للحربِ الضروسِ و قد بدت.
أشراطُها عَضُداً و زنداً ضاري.

ما لِنتَ عزماً أو جفلت شكيمةً.
و خبوتَ قدْحاَ في لظاها الواري.

ستّون من عمر الجهادِ و أربعٌ.
أمضيتَها يا سيّدَ الثوّارِ.

و سواكَ يقضي في المذلّةِ عمرَه.
حتى يُردُ لأرذلِ الأعمارِ.

و الله قد ألقى على كُرسيّهِ.
جبلاً من الآفاتِ و الأضرار.

ستون عاماً و المنيّةُ دونها.
سخرَتْ من الآبادِ و الأدهارِ.

ستونَ عاماً ما بُليتَ ب شيبةٍ.
و بها وصفتَ ب شائبٍ (ختيارِ).

أنت الفتّوةُ و الشبابُ لإمّةٍ.
شاخت بوجه شبابِها المتواري.

يا سيدي إلاكَ أنت و (لا فتى.
إلا عليّ) شبيبةُ الأخيارِ.

كالمرجِ لحيتُكَ الشريفةُ إنما.
لبست بياضَ الثلجِ في آذارِ.

ك (الأرزِ) تعتمرُ الشموخَ متوّجاً.
و معمّماً ب (سحابةِ) المختارِ.

و التين و الزيتون في صلواتِه.
يتلوكَ في حربٍ و في استنفارِ.

و يشبُ من أغصانِه و فروعِه.
نارَ الفدا و حميمَ يوم الثار.

ما عاد يحملُ للسلامِ و زيفِه.
رمزاً كمن حملوه باستهتار.

كي يُحرقوا في ظلِّهِ روحَ الندى.
و براعمَ النسرينِ و الجُلَنار.

كي يشعلوا من زيتِهِ أحقادَهم.
و يُذخّروا أعتى السلاحِ الناري.

كي يطفئوا نور الحقيقةِ بالدجى.
كي يحجبوا وجهَ الضحى بدثارِ.

كي يقطعوا وترَ الصَبا و لسانَه.
و أناملاً عزفت بلا أوتارِ.

كلا فقد ثَلِمت عليه فؤوسُهم.
تبّاً لهم و ل(صاحبِ المنشار).

الأرضُ يا زيتونُ أنت جذورُها.
أبداً بلا غصبٍ و لا استعمارِ.

ما ظلّ فيها غاصبٌ مستعمرٌ.
إلا قليلاً فوق جرفٍ هاري.

إن غار منهلُها و جفّ نميرُها.
و منابعُ الغُدرانِ و الأنهارِ.

يرويكَ يا زيتونُ نبضُ فؤادِها.
بدمٍ و مقلتُها بدمعٍ جاري.

الأرضُ لا شرقيّةٌ كانت و لا.
غربيّةُ الأوراق و الأثمارِ.

الأرضُ أرضُ الله أورثَها لمن.
مروّا بلا ظلمٍ و لا استكبارِ.

أشعلتِ يا (عذراءُ) في أكنافِها.
روحَ (المسيحِ) متوّجاً ب(الغار).

و أضأتِ يا (زهراءُ) فوق طفوفِها.
وهجَ (الحسينِ) بسيفِه البتّارِ.

و بعثتِ روحَ الماءِ في أكبادِها ال.
ظمأى بكفِ الجودِ و الإيثارِ.

و رسمتِ للشهداء فوق أديمِها.
أثراً و ذلكَ أصدقُ الآثار.

و حفظتِ ب الأثرِ العظيمِ عروبةً.
أبديّةَ الأزمانِ و الأعصارِ.

هل يرتقي النُجدَاءُ من أبنائها.
بعروبةِ الأقطارِ و الأمصارِ.؟

أم يستوي العربُ الأذل فصيلةً.
و فصيلةُ (الياسين) و (السنوار).؟

و عرينُ (بئرِ السبعِ) من آسادِهِ.
يغلي و ما للعُربِ من آبارِ.

الأ التي أدلى اليهودُ بدلوِها.
و رُشا ملوكِ النفطِ و الدولارِ.

عربٌ بنوا في كلِ ريعٍ آيةً.
للعابثينَ أئمةُ الفجّار.

و تجارةٌ كان الكسادُ نصيبَهم.
منها و من (شهبندرِ التجّارِ).

قد كان في خبرِ (الخَوَرنَقِ) عبرةً.
و جنايةِ (النعمانِ) في (سِنمَارِ).

لكنّهم شرُ الدوّابِ و قد غدوا.
صُمّاً و بُكماً في يدِ الأشرارِ.

و جميعُهم بقرٌ و من أثدائِها.
رضعَ الرُعاةُ و سيّدُ الأبقارِ.

و غداً سيعتبرون حين يسوقُهم.
زمنُ الجفافِ لشفرةِ الجزّارِ.

ضُربَ الحمارُ لحاملي أسفارِهم
مثلاً من الرهبانِ و الأحبار.

والعربُ ما كانوا كذلكَ إنما.
صاروا مطيةَ حاملِ الأسفارِ.

باءوا بذنبِ السابقينَ و ذنبِهِهم.
و تساقطوا في ذلّةٍ و صَغارِ.

لو كان هذا الأمرُ في أعناقِهم.
دَيناُ لمَن حملوه غيرَ مضار.

بل حُمّلوا من زينةِ القومِ الألى.
فرحوا لما حملوا من الأوزارِ.


و على أذان (السامريِّ) و عجلِهِ.
ضجّت مآذنُهم ب شرِّ خُوارِ.

لولا الأماجدُ من (منافَ) و (هاشمٍ).
و جدودِهم من (غالبٍ) و (نزار).

أبناءُ (فهرٍ) و الأحقُ سيادةً.
لا (العبشميّ) و صنوه (العبداري).

قالوا فأبناءُ العمومةِ كلنا.
كنّا كذلك من خيار خيارِ.

أنّى يكون ل(هاشمٍ) من دوننا.
حقٌ يساوينا بحقِّ الجارِ.

مهلاً فما فضلُ النسيبِ بأصلهِ.
الا كفضلِ الزادِ في الآسارِ.

لا يسترُ النسبُ العريق أذلةً.
فالمرءُ في ثوب المذلّةِ عاري.

(سلمانُ) قد نال الفضيلةَ بالتقى.
و السبقُ من (زيدٍ) و من (عمّارِ).

دُعيت (قريشُ) فلم تلبي دعوةً.
لمّا أتتها أصدقُ الأخبارِ

ما آمن الأحرارُ من أسيادِها.
إلا عبيداً عندهم و جواري.

لا حُرّ في زمنِ الجهالةِ و الغوى.
و عبادةِ الأحجارِ للأحجارِ.

خسئت (قريشُ) فلم تنلْ بعتوّها.
عزّاً كعزّةِ (جُندبٍ) و (غِفارِ).

و مدينةُ الأنصارِ تحتضنُ الهدى.
شرفاً لكلِ مفاخرٍ و مماري.

أمرت (ثنيّاتِ) اللقاء ففتَّحت.
أبوابَها لنداءِ (من أنصاري)؟.

الله قد خلق البريةَ و اصطفى.
منهم رسولا هادياً و حواري.

جعل الولاَية للنبي و آلهِ.
فرضاً فكانوا صفوةَ الجبّارِ.

لكن ف(يا للهِ و الشورى) التي.
قامت على الإكراه و الإجبارِ.

فتداولوها خِلفةً في دولةٍ.
بدأت ب(عجلٍ) و انتهت ب(حمارِ).

ما كان ربُكَ مهلكاً أهل القرى.
ظلماً و يأخذُهم بلا إنذارِ.

أو أن يُنجّي أمّةً عبثيةً.
صارت بلا (آلٍ) و لا استغفارِ.

يا من شهدتَ و مالنا من شاهدٍ.
و القومُ بين منافقٍ و مُداري.

و تلاكَ منا شاهدٌ و تلوتَه.
وِرداً من الآياتِ و الأذكارِ.

يا نصرنا و الشرُ يضرب حولنا.
سوراً من الأهوالِ و الأخطارِ.

ما عدت وحدكَ أيها الوحي الذي.
يتلوك روحُ الواحد القهّارِ.

يأبى رفاقُكَ ان تعودَ بدونهم.
للخلد فانطلقوا بكل بِدارِ.

و تقاطرَ الشهداءُ حولك سيدي.
ليرافقوك كهالة الأقمارِ.

يا مُلهمَ الشعراءِ أيُ قصيدةٍ.
سنقولُها بقريحةِ المحتارِ.؟

و بأيّ حرفٍ سوف نسجرُ بحرَها.
في حومةِ الطوفانِ و الإعصارِ.؟

الحرفُ بعدك قد تحوّل ساكناً.
بطريقةِ الإخفاءِ و الإظهارِ.

يا (لثغة) الراء التي تشفي بها.
وجع الكلام و حرقة الأفكارِ.

و رتابةُ الصمت المريب تبدّدت.
لتعود في وضعية الإضمارِ.

و نعيبُ كل الشامتين تشدّقاً.
بلسانِ كلِّ محدّثٍ ثرثارِ.

يتقرّبون تزلفاً بحقوقهم.
للغاصبين تقرّب السمسار.

و يطبّعون تكلّباً لعدوهم.
و الكلبُ أوفى من حماةِ العارِ.

بشراكِ (غزةَ) فالعروبةُ أعلنت.
حرب الكؤوس و ثورةِ الخمّار.

بشراكِ (غزةَ) فالعروبةُ عبّرت.
عن حزنها بالطبلِ و المزمارِ

بشراكِ (غزةَ) فالعروبةُ حطّمت.
عنك الحصار بألف ألف حصارِ.

بشراكِ (غزةَ) فالعروبةُ ترجمت.
أفعالها بتبادلِ الأدوارِ.

و لتحذري حلف (المجوس) بزعمهم.
و من الشعوبِ الثائراتِ حذاري.

فجهادُنا سننٌ و نهجُ كفاحنا.
قوميّة الإذعانِ و الإدبارِ.

عربٌ إلى نارِ الجحيمِ و مالهم.
في الحشرِ مُلتَمَسٌ من الأعذارِ.

لبيك (نصرَ الله) في حصريةٍ.
نسبت إليكَ بعزةٍ و فخارِ.

يا أصعبَ الأرقام في تاريخنا.
و الخانعون بخانة الأصفارِ.

ها أنت تحيا يا حفيدَ محمدٍ.
و تموتُ بعدك أمّةُ المليارِ.

#إتحاد_الشعراء_والمنشدين


في الأربعاء 19 فبراير-شباط 2025 06:31:00 م

تجد هذا المقال في الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره
http://cfca-ye.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://cfca-ye.com/articles.php?id=15107