|
في كل مرة نسمع من يردد شعار: "الإرهاب لا دين له"، في محاولة لإخفاء الحقيقة حول الإرهاب ودينه ومنهجه ومصدر تمويله. ويستند أصحاب هذا الشعار إلى أن الإرهاب يستهدف الجميع بلا استثناء بغضّ النظر عن الهوية والعرق والديانة والجنسية.
قبل البحث في دين الإرهاب وهويته ووطنه علينا أن نبحث عن التعريف الصحيح لهذه الآفة التي تضرب في كل مكان، فإذا كان الإرهاب يعني قتل البشر وإبادتهم، فهذا الفعل قامت به الولايات المتحدة الأمريكية في الماضي والحاضر في اليابان والفيتنام وبنما وأفغانستان والصومال والعراق وسوريا واليمن، وتاريخ طويل لواشنطن الغارقة بالمجازر ضد البشرية شرقاً وغرباً، الأمر ذاته فعلته فرنسا عندما قتلت الآلاف خلال احتلالها للجزائر، وغزوها لمالي، ووجودها العسكري في الدول الأفريقية، وكذلك الكيان الصهيوني الذي مارس ويمارس القتل بحق الفلسطينيين، وارتكب المجازر في فلسطين وسوريا ولبنان...
وإذا اتفقنا على أن تعريف الإرهاب هو احتلال الدول فيستوجب على الجميع محاربة الكيان الصهيوني الذي يحتل دولة فلسطين والجولان السوري واحتل سابقاً لبنان وقتل المدنيين من مسلمين ومسيحيين ودروز، وأمريكا التي احتلت نيكاراغوا والبيرو وكولومبيا وهندوراس والسلفادور وبنما والعراق وأفغانستان، وبريطانيا التي احتلت مصر والسودان وجنوب أفريقيا ونيجيريا وكينيا والصومال وجنوب اليمن، وفرنسا التي احتلت المغرب والجزائر وتونس وموريتانيا وسوريا ولبنان...
أما إذا ذهبنا إلى تصنيف الإرهاب بأنه تلك الأعمال الوحشية التي كانت ترتكب بحق الأبرياء والمدنيين من تفجيرات وسيارات مفخخة وأحزمة ناسفة، خلال فترات أسامة بن لادن وأيمن الظواهري، فكل هذه الأعمال جاءت من "رحم" السلفية الوهابية وانطلقت من أفكار "ابن تيمية" التي أوجدتها المخابرات البريطانية في شبه الجزيرة العربية ومولتها الولايات المتحدة الأمريكية بحسب المسؤولين الأمريكان للمشاركة في الحرب ضد الاتحاد السوفييتي، وكانت تسميتها آنذاك تنظيم القاعدة. وإذا كان الإرهاب هو ما قام به تنظيم داعش في سوريا والعراق واليمن من ذبح وحز للأعناق وسبي للنساء وتجنيد للأطفال وتدمير للآثار الإسلامية والمسيحية وهدم للكنائس وتدمير للمساجد والأضرحة والمقامات، فكل ذلك صنيعة الولايات المتحدة الأمريكية التي أوجدت هذا التنظيم عقب احتلالها للعراق وكانت تستخدمه كجيش غير رسمي بيد المملكة السعودية لغزو الدول العربية وتشويه صورة الإسلام.
إذن كل التعريفات التي يمكن أن نعرف بها الإرهاب تصب في مكان واحد وتوصلنا لنتيجة واحدة، وهي أن الإرهاب له دين وهوية، ودينه وهويته أمريكا و"إسرائيل" ودول الاستكبار العالمي، حتى تلك الأعمال الإرهابية التي استهدفت مؤخراً كاتدرائية نوتردام في باريس، أو كنائس سيريلانكا ما هي إلا مخطط جديد لدول الإرهاب وصانعته التي تعد عدتها وتحضر لضرب مقدساتنا الإسلامية تحت شعار "الإرهاب لا دين له". ولمواجهة ذلك علينا جميعاً أن نكشف للعالم أن للإرهاب ديناً وهوية ووطناً، ودينه وهويته ووطنه أمريكا وبريطانيا و"إسرائيل".
في الجمعة 26 إبريل-نيسان 2019 07:18:43 م