الحروب الدينية التي لاتنتهي لآل سعود
فوزي حوامدي
فوزي حوامدي


يعتبر البعد الروحي عامل قوة كبير لكل محارب،اومقاوم،وهو دافع اكثر من الجانب المادي،للتضحية،من اجل قضية، خاصة ان كانت النية صادقة والمصلحة عليا وعامة.

لكن الحقيقة التي نلمسها في الواقع على مر التاريخ الحديث،مع قداسة الدين الإسلامي الحنيف، تؤكد بما لايدع مجالا للشك استغلال حكام السعودية للدين وللعلماء للترويج لحروبهم التي لاهدف من ورائها الا الحفاظ على ملكهم،ومنافعهم، وتلبية رغباتهم وشهواتهم،مستندين لترسانة من علمائها الذين يروجون للفكر المتطرف،والتطرف حسب تعريفهم هو كل مايخالف رغبة وارادة الحاكم السعودي و لا علاقة له بالله.

ولعل من سخريات المرحلة الحرب على اليمن،التي وضفوا من اجلها الدين واعتبروها حربا دينية،ضد من يسمونهم الشيعة الذين يسبون الصحابة على حد تعبيرهم،وسخروا لها ائمة الحرمين للتضرع بالدعاء لله على اليمنيين الامنين انصار الله الحقيقيين الذين نصروا الرسول عندما اشتد عنه الامر بمكة ابان البعثة.

ولعل البعض يجد ما يبرره في الامر،لدوافع طائفية وحقد اعمى وتشبع بافكار هدامة،لاتسمن ولاتغني من جوع،لكن كيف يفسر ربط الحرب التي شنها السعوديون ودعموها على ليبيا بالدين، فالقذافي رحمه الله لم يكن شيعيا،ولم يكن نصيريا،وليبيا برمتها على مذهب واحد،ومع ذلك تم تسخير الدين والعلماء ووصفت طائرات الناتو بانها طيور ابابيل،وقبل كل هذا شن السعوديون حربا على افغنستان دعما للشيعة في تلك الفترة،وسخروا لها الدين ووصف من يقاتلون بالمجاهدين قبل ان يصلها المقاتلون العرب،وأرسلت روائح جثثهم عبر البريد في صحيفة المجاهد الأفغانية،في مشاهد مؤسفة تنم عن تاخر كبير واستغلال للعواطف والدين في تهييج خلق الله وتحويلا البشر لجثث متفجرة وأسلحة فتاكة.

ولم يكتف ال سعود بالأمر بل سخروا الدين أيضا للحرب في العراق،وأطاحوا بحكم صدام بعد ان كان الرجل يشكل سدا منيعا بدعمهم ضد إيران على مدار 8سنوات ليتخلصوا منه بين عشية وضحاها،بعد ان سخروا العلماء والدين والارض للقوات الغازية لان صدام بدا يهدد عروشهم،كما جندوا كل قواهم للإطاحة بالرئيس السوري،بما فيها المساجين الذين حولوهم ولانتحاريين باسم الدين، ودفعوا بهم لسوريا للقتال ضد الجيش العربي السوري،رغم ان اغلبية عناصر الجيش السوري من اهل السنة والجماعة.

الحقيقة الوحيدة في كل ما أريد ان أقوله،أن كل حروب السعودية جندت لها العلماء والدين،ولكن هي حروب مصالح دنيوية،ونفوذ لا علاقة لها بالعقيدة،بل من يقف ضدها هو المجاهد الحقيقي، ومن يدافع عن عقيدته ومبادئه وأخلاقه ، لان حكام السعودية يشنون الحرب بمجرد ان يشعرون بان عرشهم قد أصبح على وشك التهديد و لا يهمهم الدين و لاسنة ولاجماعة و لاهم يحزنون.

* كاتب جزائري






في الجمعة 15 يوليو-تموز 2016 09:04:30 م

تجد هذا المقال في الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره
http://cfca-ye.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://cfca-ye.com/articles.php?id=153