|
سواء نجحت المفاوضات أو فشلت، وسواء استمرت في استضافتها أو اعتذرت لا يسع كل يمني إلا أن يقول: شكراً للكويت شعباً وحكومة وأميراً.
وبالنسبة لي شخصياً فإنني أقرأ المهلة التي أعلن عنها الأشقاء في الكويت من زاوية إيجابية، على اعتبار أن مختلف الأطراف طرحت ما لديها على الطاولة وسمعت واستمعت إلى وجهة نظر الآخر، وقد تبلورت صيغة معقولة للحل إن توافرت النوايا الصادقة لدى مختلف الأطراف.
وعليه، فإن الحسم بات مطلوباً، وإذا كان الوقت المفتوح قد سمح للمفاوضات أن تجري على مدى الفترة الماضية في أجواء متخففة من ضغط الزمن، فإن هذا لا يعني استمرار التفاوض إلا ما لا نهاية!
ومن المؤكد أن حكومة الكويت بذلت وتبذل كل ما في وسعها بهدف نجاح المفاوضات وحقن دماء اليمنيين، وكانت بالفعل على مسافة واحدة من مختلف الأطراف. ولم يتردد الأمير الكويتي في الاجتماع بهذا الطرف أو ذاك للدفع قدما بالمسار التفاوضي.
وكذلك لعب ويلعب وزير الخارجية الكويتي دورا محوريا في تقريب وجهات النظر، وحث مختلف الأطراف على التقدم خطوات إلى الأمام.
الإعلام الكويتي على تنوعه كان حاضراً وداعما للحل السياسي، وإحلال السلام باليمن، وامتاز الإعلام الرسمي تحديدا بالتوازن في تناول أخبار المفاوضات والأحدث اليمنية بشكل عام، ما منح المفاوضات مزيداً من الأجواء والمناخات الإيجابية، التي يتعين على المتحاورين الاستفادة منها، خاصة بالمقارنة مع جولات التفاوض السابقة في جنيف وبيل السويسريتين.
الشعب الكويتي هو الآخر بدماثة أخلاقه وبمشاعره الصادقة والأخوية، وبفهمه ووعيه للمخاطر التي تتعرض لها المنطقة العربية، كان وما يزال إلى صف الحل السياسي والسلمي في اليمن.
ولن أبالغ إن قلت أن الكويت تعانق صنعاء وهي تترقب الحل المنشود، وأن فرحة الأشقاء في الكويت لن تقل عن فرحة جميع اليمنيين بالاتفاق المرتقب.
سيكتب التاريخ يوماً أنه في الزمن العربي الرديء جاءت الكويت برسالة عروبية إنسانية تلملم الجراح وتستشرف مستقبل اليمن ، وحق عليها من كل الأطراف اليمنية أن يكون السطر الثاني مكتوبا بلغة إيجابية تدلل على أن اليمنيين مهما بلغت بهم الخصومة فإنهم رجال الحكمة والسلام، ومن المعيب أن يفرطوا في فرصة مثالية كهذه!
لكن حتى وإن أضعنا هذه الفرصة، فلا يسعنا إلا أن نقول وبملء الفم: شكرا يا كويت !
في الإثنين 25 يوليو-تموز 2016 11:12:28 ص