|
منذ نشأة النظام السعودي بتأييد ودعم من المستعمر البريطاني حينها، كان للنظام السعودي دور هام وأساسي، وهو ضرب الأنظمة والوحدة العربية والبقاء على الكيان الصهيوني.
بعد أن قام الملك عبدالعزيز آل سعود بارتكاب جرائم حرب وإبادة بحق أبناء شبه الجزيرة العربية، وتأسيس الدولة السعودية الثالثة، التقى بعد ذلك بالرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت عام 1945 على متن طراد كوينسي وهذا ما سمي فيما بعد بـ “اتفاق كوينسي” حيث تم التوصل في هذا اللقاء الى توفير الولايات المتحدة الأمريكية الحماية اللا مشروطة لعائلة آل سعود الحاكمة، مقابل ضمان السعودية لإمدادات الطاقة التي تستحقها الولايات المتحدة، بالإضافة الى تجديد خيانته لبيع فلسطين لليهود المساكين، كما اسماهم، فقد أكد عدم المانع عنده من إقامة وطن لليهود في دولة فلسطين.
وسائل إعلامية متعددة نشرت وثيقة قديمة بخط يد الملك السعودي المؤسس عبدالعزيز آل سعود تكشف عن تسليمه فلسطين لليهود قبل وعد بلفور، ما يثبت أن الخيانة متجذرة في أصول آل سعود وأن ما يفعله ولي العهد السعودي الحالي محمد بن سلمان الآن له جذور وآثار تمتد لجده المؤسس وليس وليد اللحظة.
حيث جاء في نص الرسالة التي كتبها الملك آل سعود للضابط البريطاني “بيرسي كوكس” سنة 1915 “أنا السلطان عبد العزيز بن عبد الرحمن بن فيصل آل سعود أقر وأعترف ألف مرة، للسيد برسي كوكس مندوب بريطانيا العظمى، لا مانع عندي من أعطي فلسطين للمساكين اليهود أو غيرهم وكما تراه بريطانيا التي لا أخرج عن رأيها، حتى تصيح الساعة.” وهذا ما بدا واضحاً بعد إحباط السعودية لثورة 1936 الفلسطينية، ودورها في نكبة 1948، وإرسال الملك فيصل رسالة إلى جونسون (الرئيس الأميركي السابق) يطلب منه فيها عام 1967 إخراج القوات المصرية من اليمن، وبجعل إسرائيل تحتل مصر وسوريا.
بعد هذه المرحلة من خيانة الأمة العربية والإسلامية، وبيع القضية المركزية فلسطين، لعبت السعودية الدور الكبير في إلحاق النكسة بالعرب أمام العدو الصهيوني، ومحاربتها لمشروع الوحدة العربية الذي كان يقوده الزعيم العربي جمال عبد الناصر، حيث لم يكن عبد الناصر ليخجل او يمارس الدبلوماسية مع هذا النظام الرجعي والعميل للغرب، فقد كانت خطاباته واضحة لتعرية هذا النظام السعودي الذي ينفذ الأجندة البريطانية الأمريكية الصهيونية.
سعودية الخائن والعميل بن سلمان اليوم، هي ذات سعودية الخائن العميل جده، كان النظام السعودي يعتبر أن وصفه بالخائن والعميل مجرد اتهامات، ولكن بتقصي الحقائق يتأكد للجميع أن هذه ليست اتهامات بقدر ما هي أصابت كبد الحقيقة.
البروفيسور عسكر العنزي في أطروحة الدكتوراه الخاصة به قال أن الملك سعود بن عبد العزيز لم يبع القدس وحسب، بل إنه تجاهل فلسطين طمعاً في الحجاز، الأمر الذي يتكرر بواسطة الملك سلمان وولي عهده محمد.
اليوم هناك خطوات يقوم بها النظام السعودي بزعامة ولي العهد بن سلمان لإعلان التطبيع والتحالف العلني مع الكيان الصهيوني وفقاً لتقارير سعودية معارضة، “فقد عمد بن سلمان ومجموعته على تهيئة الرأي العام للتطبيع العلني، يعملون لأجل ذلك بخطوات متعددة تشتمل على:
– تجهيز الإعلاميين من صحافة وإذاعة وتلفزيون بخطة متدرجة لطرح الموضوع
– تجهيز عدد من مشاهير مواقع التواصل الاجتماعي لمناقشة الموضوع باعتباره أمرا طبيعيا
– اقناع عدد من مشايخ هيئة كبار العلماء لمساندة الموضوع
– تهيئة عدد من الدعاة المشهورين للتحدث بإيجابية حول هذه الخطوات
– تجهيز الجيوش الإلكترونية للرد القاسي والترهيب على من يعترض
– تشويه سمعة المقاومة وقادتها ووصفهم بالجماعات الإرهابية
– طرح أن الفلسطينيين أنفسهم طبعوا مع إسرائيل فلماذا نمتنع نحن؟
– طرح أن الفلسطينيين خبثاء لؤماء يعضون اليد التي تحسن إليهم
– طرح فكرة أننا مللنا من خوض المعارك والنزاعات التي لا فائدة منها والآن وقت الاهتمام بأنفسنا.
– اعتقال أو استجواب من يُظْهر مخالفة للتطبيع أو يحاول تأجيج المشاعر الإسلامية.”
وعلى ذكر هذه النقطة الأخيرة، فقد ارتفع النقد الدولي للنظام السعودي بسبب حملة الاعتقالات الواسعة، حيث نشطت أوامر الاعتقال بذراع جهاز أمن الدولة وبمشاركة جهاز الأمن السيبراني الجالس حارسا على حسابات المواطنين في مواقع التواصل الاجتماعي، والمستهدفين هم أصحاب الرأي في نقد الحداثة الشوهاء او نقد نحو التطبيع مع إسرائيل والهرولة إليها، وجعل العلاقة بها مقبولة عند الرأي العام في نجد والحجاز المعروف بعدائه للاحتلال الصهيوني.
وثمة خيط رفيع هنا يقود الى مواقف وتسريبات متراكمة، منها ما نقل من لقاء الأمير محمد بن سلمان مع قيادات صهيونية وقوله لهم: الإسرائيليون لهم الحق في امتلاك أرضهم الخاصة، وإن على الفلسطينيين القبول بما يعرض عليهم او يصمتوا ويكفوا عن التذمر.
في الإثنين 01 يوليو-تموز 2019 08:01:05 م