باليستيان يمانيان!
مصباح الهمداني
مصباح الهمداني

يُروى برواياتٍ متعددة؛ أن محمد راشد استدعى محمد زايد وبيده ألبوم كبير من الصور؛ يحوي صورًا لدبي قبل 35 عامًا وقال له:

-صاروخٌ واحد في قلب دبي يا طويل العُمر من اليمنيين ونعود إلى هذه الصور بالضبط!

وكان رد محمد زايد بعد ضحكةٍ ساخرة:

-ومن أين لهؤلاء الفقراء بصاروخٍ يصل دبي، وأقصى ما يمتلكونه في مخازنهم السرية، والتي أخذنا بياناتها وأرقامها ومدياتها وأنواعها وقوتها من (محسن وأحمد علي) هي صواريخ تهدد جنوب السعودية فقط، وقد دمرنا 95% منها بإشراف عملاءنا الاثنين!

اليومُ كانَ الخبرُ زلزالاً، بل إعصارًا، يتجاوز وخزة الإبرة في محطة براكة، ونتف الشارب في مطار أبو ظبي، فقد طار اليماني الباليستي لأكثر من ألف ومائتين كيلومتر، وحلَّق فوق مئات بل آلاف صواريخ الباتريوهات الناعسة، ومنظومة ثاد الذابلة، وتجاوز عشرات الأقمار الصناعية، وتفلَ على مئات الطائرات الجوَّالة، ونزلَ كطائرة نفاثة، صوبَ هدفه المميز، والذي سيتحدث عن تفاصيله الناطق الرسمي اليوم الجمعة.

فيما أطبقَت مملكة قرن الشيطان شفتيها، وعضَّت نعليها، وتركَتِ الصمت يتجوَّل في مُسعوديها، ولم تؤكد أو تنفي حتى الآن.

وتحدثت مواقع مراقبة أجواء الطيران الحيِّة؛ عن هروب الطائرات عن أجواء الدمام، وبعدها توالت رسائل المسافرين الشاكين من تأخر الرحلات.

نزلَ اليماني الباليستي وقد امتلأ بالحكمة والإتقان، ليجعل من أقصى شرق المملكة -حيث ترقد الأم الكبيرة أرامكو-

محمية خاصةً بقوته، ومحافظةً خاضعةً لسلطانه، وأمارة تابعة لجنوده المسوَّمين.

صحيح أنَّ المملكة خرجَتْ أمعاؤها، وهي تتلفَّت عن مكان آمنٍ تخبئ فيه كبراء سفهائها، إلاَّ أن الوجَع الأشد، والموت المؤكد، قد جثم على مرملة دبي، وناقة أبو ظبي، وفيلة البحرين؛ وهم يحسبونها بالكيلو والفرجار، فيجدون أنفسهم تحت دائرة الحصاد والحصار، ولا مكان ينقذهم من اليماني المغوار، وهُم في سباقٍ مع الزمن لبيعِ ما يمكنُ بيعه من مرتزقة، وتسليم ما يمكن تسليمه من رقاب؛ على أن تسلم أبراجهم الهشة الزجاجية، وتسلمَ رقابهم المترهلة. وما زال السباقُ على أشُده؛ بين القرار اليماني، والاستحياء الإماراتي.

 

وفي أقصى الجنوب؛ كانت أحذية الإمارات تستعرض بآلاف المرتزقة، في معسكر الجلاء بعدن، لكي يتم شحنهُم كالأغنام إلى حماية مؤخرة المملكة في نجران وعسير وجيزان، وما تبقى منهم يتم صهرهم تحت أقدام طارق عفاش المصهور تحت أحذية الجنجويد.

لكن الفرحة لم تتم، والبيعَ لم يكتمِلْ، وإمارات البغاء لم تحضر الاحتفال، وكأنها تداري سوءتها، وتترك أذيالها، وتلعب لعبتها، خاصة وقد خلعَتْ عباءتها تحتَ أقدام إيران، وذهبَت راجية طهران، برؤوسٍ لا تحمل فوقها عقال، وبالكاد تلف على خصرها سروال...

وصلَ الباليستي اليماني إلى مرابض كبار العبيد في منصتهم الحقيرة، فأحالهم إلى عصفٍ مأكول، وارتفعت أصواتهم بالبكاء والنحيب والذهول، ويتلفتُ الأحياء منهم نحو السماء؛ علَّ باتريوتًا واحدًا ينطلقُ ليُذكرهم بالناقة الشوهاء، أو قذيفة تنفجرُ في السماء، لكّن شيئًا لم يكُن، وتجوَّلَ الموتُ في كل مكان، فوق الجثث المبيوعة، والرؤوس الخائنة، والبطون الممتلئة بالسُّحت.

وكم كان الأمرُ مدهشًا؛ حين كانت قناة الحدث السعودية هي أول القنوات في بث مشاهد التنكيل.

بالتأكيد أن هناك صراع كبير بين الضرات المتسابقات لإرضاء ترامب، لكن ذلك لا يعنينا، ولا يهمنا.

وسبحان مقلب الأحوال؛ فما بين غمضة عين وانتباهتها؛ تحولت تلك الحشود المشدودة، والخطوات المنتظمة، إلى بقايا أشباهٍ متناثرة، وقلوبٍ منخلعة، وأنفسٍ مضطربة.

وشتَّان بين قصفهم للأسواق والأطفال والنساء، وقصفنا للمعسكرات والقواعد والمطارات الحربية.

وختامًا رسالتي للمملكة؛ اعترفي فزحرات الولادة أهون من موت الجنين!

وللدويلة؛ شدوا الخُطى، وإلاَّ فاحتفظوا بوبر الإبل وشعر المواعز!

وللمرتزقة؛ أعيدوا عوائلكم؛ قبل أن يُنكركم الأسقط منكُم، وتأكدوا بأن الباليستي أنقذكم من خزي الارتزاق!

ولرجال الصاروخية والمسير والتصنيع والتخطيط والهندسة والتدريب والجبهات

سلمت أياديكم وبوركت جهودكم، ولله أمهاتٌ أرضعنكم وآباء ربوكم، وقبيلة احتضنتكم، وقائدٌ علَّمكم وألهمكم.

واللهم لك الحمد والشكر عدد قطر المطر، وأوراق الشجر، وعدد ما أظلم عليه الليل وأضاء له النهار.

 (وما النصر إلا من عند الله)

في الجمعة 02 أغسطس-آب 2019 09:09:08 م

تجد هذا المقال في الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره
http://cfca-ye.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://cfca-ye.com/articles.php?id=1725