|
تبدأ اليوم السبت 14 سبتبمر 2019م ، السنة الدراسية الجديدة «2019-2020م» ، في ظل استمرار العدوان الغاشم والحصار الجائر على بلادنا والذي تسبب في حرمان مئات الآلاف من أبنائنا وبناتنا الطلاب والطالبات في مختلف محافظات الجمهورية اليمنية من حقهم في التعليم المكفول والمحمي بالشرائع والمواثيق الدولية التي أقرت التعليم ضمن الحقوق الأساسية لكل إنسان يعيش على هذه البسيطة.
غير أن ما حدث خلال سنوات العدوان الخمس على اليمن كان مروعا وهمجيا يعكس الانفلات القيمي والإنساني لتحالف العدوان الذي تقوده أمريكا وبمشاركة بريطانيا ودول أوربية أخرى تدّعي التقدم وصون الحقوق والدفاع عنها ، فأكثر من ثلاثة آلاف مدرسة دمرت بالقصف الجوي لطائرات التحالف إياه ، متسببا في حرمان حوالي مليون طالب من التعليم الأساسي والثانوي، ولم يتوقف استهداف العملية التعليمية عند تدمير المدارس والمنشآت ، بل وصل إلى استهداف المعلمين والطلاب الصغار ، إذ شنت المقاتلات غارات جوية على منشآت التعليم أثناء الحصص الدراسية ، لم يقتصر الأمر على غارة في مدرسة واحدة بل شمل مدارس عدة وفي مناطق وأوقات مختلفة ما أدى إلى مقتل العشرات طلابا ومدرسين وترويع واسع للأطفال في المراحل الأساسية ، كما أن حرمان أكثر من 150 الف معلم من رواتبهم بسبب القرار «الأمريكي السعودي» الجائر ، بنقل عمل البنك المركزي إلى عدن وقرصنة وظائفه ضاعف من المأساة ، وأثر على استمرار العملية التعليمية بشكل عام وفي مختلف محافظات الجمهورية اليمنية.
ومن المثير للسخرية أن يدعي هؤلاء أو من يمثلهم من المتلبسين لبوس المنظمات والعمل الإنساني حرصا على تعلم أبنائنا وبناتنا ، ومن المثير للاحتقار أن يدعي الهلال الإماراتي لحرص على التعليم والعملية التعليمية من خلال رنج بعض المدارس بالطلاء الزيتي ، ذلك أن هؤلاء القتلة والمجرمين استباحوا بطائراتهم كل شيء في طول البلاد وعرضها ، والحال نفسه بالنسبة لمملكة العدوان السعودية وغيرها من الدول والأنظمة والكيانات المنخرطين في تحالف العدوان على بلادنا.
ومع كل الصعاب التي تواجه العملية التعليمية إلا أننا نراهن على الله في النجاح ، ثم على المخلصين والشرفاء من المعلمين والآباء أيضا ، ولا شك في أن للتعاون والتكامل بين قطاعات التعليم ومؤسساته المختلفة ، وبين هيئات ونقابات المعلمين ومجالس الأباء وغيرهما ، أهمية كبيرة لإنجاح العام الدراسي وعاملاً من عوامل النجاح الذي سيمكن أبناءنا وبناتنا من الحصول على حقهم في التعليم كما هو مكفول لكل إنسان ، آملين أن يكلل الله بالنجاح تلك الجهود التي تبذل في توفير الكتاب المدرسي وتأمين حوافز شهرية للمدرسين ، ففي الزمن الصعب يصبح المستحيل ممكنا إن توافرت العوامل المطلوبة من اهتمام وحرص ومسؤولية وإخلاص وتفانِ ، وتلك معان عظيمة ونبيلة انتصر شعبنا بها وصمد في مواجهة حرب العدوان الغاشمة.
الظروف المعيشية قد لا تُمكن كثيراً من الأسر الكريمة من توفير متطلبات أبنائها من كتب وأزياء وحقائب وأدوات مدرسية وغيرها ، فالأمل معقود هنا على الخيرين من التجار وأصحاب الأعمال وكل من لديهم القدرة على توفير ما يمكن لمن لا يستطيع ، ممن عجز بهم الحال بسبب انقطاع المرتبات وتردي الأوضاع المعيشية والحياتية لكثير من الناس ، ونجدها فرصة لدعوة كل المقتدرين في دعم المبادرات والمشاريع المجتمعية التي أطلقها شباب تطوعوا في إسناد تلك الأسر ممن عجز بها الحال عن تسجيل أبنائها وبناتها إما لعجز في دفع الرسوم أو في توفير مستلزمات الدراسة.
يبقى القول في أن تخفيف الرسوم الدراسية وتوفير الكتاب المدرسي للطلاب عوامل مهمة لنجاح العملية التعليمية ، ويجدر التنبيه بأنه لا يصح أن يحُرم إنسان صغيرا أو كبيرا من التعليم لأن والده عجز عن دفع رسوم المدرسة المقررة ، أو تعذر عليه شراء الكتاب أو الزي المدرسي ، فنحن في ظروف لابد أن يراعى فيها ذوو الحاجات بقدر ما يمكن وبما يصلح به حال الجميع ..
ولا يصح أيضا أن يترك الباب مفتوحا للمستغلين من أصحاب التعليم الأهلي والمدارس الخاصة الذين يفرضون رسوما باهظة وشروطا قاسية وتعسفية على الآباء ، ويجب إخضاعهم لنظام يراعى فيه الحالة المعيشية للمواطنين مع ضمان حصول المدرسة على ما تقوم به من نفقات لازمة ، فالتدريس رسالة إنسانية مقدسة لا يصح أن تتحول إلى نشاط تجاري وربحي بلا معنى شريف ولا فضيلة إنسانية سامية.
في السبت 14 سبتمبر-أيلول 2019 08:07:31 م