|
تسعى وسائل الإعلام العالمية إلى تضخيم الآلة العسكرية الأمريكية وإلى إظهار أمريكا وكأنها القوة التي لا تنازعها قوة، وذلك لأن وسائل الإعلام هذه في أيدي الماسونية العالمية، وهي بدورها من صنعت أمريكا، لينتقل إليها الإرث البريطاني العريق في الاستعمار والسيطرة، وقد تغلغلت وتغلغل تأثيرها بتطور وسائل وتقنية الاتصال وامتزاجهما معا – وسائل الإعلام وتقنية الاتصالات الحديثة – وأدى انتشارهما إلى زيادة تأثيرهما معاً في شعوب العالم، حتى أصبحت أمريكا قوة لا تقهر في نظر البسطاء، بينما كشفت الصراعات والحروب الحالية التي أشعلتها أمريكا في دول العالم الثالث أن السلاح الأمريكي ليس بتلك القوة التي روج لها عبر عقود من الزمن وليست المخابرات والأمريكية بتلك المنعة والاحاطة،
فالبرادلي والابرامز أحرقتا بالولاعات في وديان وجبال اليمن وفي الحدود المتاخمة لها، والبنادق والمدافع الأمريكية ليست المحببة للجيش اليمني واللجان الشعبية التي خبرت الحروب، كما أن الصواريخ الباليستية اليمنية محلية الصنع والطائرات المسيَّرة اخترقت الأجواء السعودية والإماراتية ولمئات الكيلومترات وأصابت أهدافها بدقة ولم تستطع منظومات ” الباتريوت” الأمريكية والرادارات الحديثة اعتراضها أو اكتشافها ..
إذاَ يجب على العرب والمسلمين والشعوب المستضعفة ودول العالم الثالث الاستيقاظ من غفلتهم ورؤية أمريكا بنظرة واقعية، ويجب أن تسقط هيبة أمريكا من القلوب كي تستطيع هذه الشعوب المواجهة، فإن عدوك قوي ومنيع بقدر ما تعتبره أنت كذلك، ونحن أمام عدو بهيئة بشرية، وأعماق حيوانية وحشية، ليس لديه آدمية، ولديه من الأنانية والجشع والعنف ما لا يتصوره عقل، وهو غير مستعد للتنازل عن رغبته في ابتلاع الخارطة العالمية بما فيها وبمن فيها.. ويسخِّر في سبيل ذلك كل الوسائل المتاحة له، ويحارب بقفازات مستخدماً طغاة غرباً صنعهم هذا العدو لخدمته، هؤلاء الطغاة ليسوا سوى ( فزاعات) أو كما يقول المثل اليمني (أسد مفرشة) خيرهم وخيرات بلدانهم لأمريكا وشرهم على شعوبهم وجيرانهم، وهاهم يطيعون أمريكا في كل ما تأمرهم، وهم بذلك يجرون بلدانهم إلى الزوال وسيفقدون حتى كراسيهم، ولنا عبرة قريبة جداً بالسودان وما يحدث حالياً في بلد عربي آخر كان من المفترض له أن يبقى نبراساً للأمة العربية.
إن من يدين لها الزعماء العرب بالولاء والطاعة هي من تنقلب عليهم، فليست القيادة الأمريكية إلا عصابة تسخر كل الطاقات الأمريكية والسلاح الأمريكي لزعزعة الأمن العالمي والسيطرة على ثروات العالم، وذلك لخدمة الأغراض الخفية لإسرائيل وللماسونية التي تملك من التعالي والغطرسة ما سيعجل بزوالها على أيدي رجال ( أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُواْ خِلاَلَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَّفْعُولاً) .. وصدق الله العظيم وكذب إعلام العدوان.
في الإثنين 07 أكتوبر-تشرين الأول 2019 12:44:13 ص