|
ببزته العسكرية وهندامه العسكري المهيب ظهر متنقلا في المسرح العملياتي لعملية نصر من الله النوعية ، تحت تحليق الطيران بمختلف أنواعه ، تفقد الأبطال المرابطين في محور نجران ، وبارك لهم هذا الانتصار الكبير ، وهذه العملية الكبرى ، وصال وجال بين المواقع والمعسكرات ، وشاهد حجم الخسائر التي تكبدها العدو السعودي ومرتزقته ، واستعرض بعض الغنائم التي اغتنمها أبطال الجيش واللجان الشعبية ، وقام بقيادة بعضها وتمويهها خشية تعرضها لقصف الطيران ، وقام بفك الطلاسم الإلكترونية لبعض الآليات الحديثة والمتطورة وقام بجولة ميدانية بها .
تنقل بين الجبال من جبل إلى آخر متسلحا بالإيمان بالله ليطل على مشارف مدينة نجران للمرة الثانية في رسالة تحد للعدو السعودي المتغطرس الباغي المعتدي الذي تعامل برعونة مع مبادرة السلام التي أعلنها الرئيس المشاط ، لم يجبن أو يخنع أو يستكين ، لأنه أدرك الدور المنوط به ، والمهام التي عليه القيام بها ، مستفيدا من مرافقته للشهيد الرئيس صالح الصماد في كثير من زياراته التفقدية للمجاهدين المرابطين في مختلف الجبهات ، وخلال حضوره احتفالات تخرج الدفع والدورات العسكرية ، حيث سار على نهج الصماد ، وتحلى بذات الصفات التي كان عليها من الوطنية والشجاعة والإقدام .
زهد في الدنيا وباع نفسه لله ، فتحرك بكل ثقة بالله وتوكل عليه ، لا يبالي بالموت ، ولا يكترث للخطوب ومدلهمات الأحداث ، فهو الباحث عن الشهادة التي باتت له غاية بعد استشهاد الرئيس الصماد ، حيث طلق الدنيا بكل مغرياتها وملذاتها ، وهجر مسؤولية المكاتب ، وتحرك ميدانيا متنقلا بين الجبهات بسلاحه الشخصي ، وهو ما يرفع من الروح المعنوية للمجاهدين من جيشنا ولجاننا ، وهم يشاهدون وزير دفاعهم بينهم وفي أوساطهم وإلى جوارهم ، يشاركهم أجواء وظروف الجبهات ومخاطرها.
إنه اللواء الركن محمد ناصر العاطفي وزير الدفاع اليمني ، العسكري المحنك ، والقائد القدوة ، في الإلتزام والوطنية والشجاعة والثبات في المواقف ، الوزير الذي ترك عمله المكتبي وخرج للعمل ميدانيا بحسب ما تقتضيه طبيعة المرحلة ومستجداتها ، الوزير الذي شكلت المشاهد التي وثقتها له عدسة الإعلام الحربي انتصارا في حد ذاته ، وضربة موجعة للعدو السعودي ومرتزقته وأجهزته الاستخباراتية ، التي تمني نفسها بالظفر بهذا الصيد الثمين الذي يمنحها انتصارا معنويا يغطي على الإخفاقات والانتكاسات والهزائم التي تتكبدها من حين لآخر .
بالمختصر المفيد، إنها عناية الله ورعايته لأوليائه ورجاله المخلصين المؤمنين بعدالة قضيتهم ومشروعية مظلوميتهم ، فكيف يخاف من باع نفسه لله راضي النفس ، مطمئن القلب ، مستريح الضمير ، التي تعمي أبصار الأعداء ، وهذه نعمة من نعم الله ، التي جاد بها على المستضعفين من أبناء يمن الحكمة والإيمان ، الذين تعرضوا لصنوف القتل والتنكيل والتعذيب والقصف والخراب والدمار والحصار على مدى أربعة أعوام وسبعة أشهر ، والحديث هنا عن اللواء الركن المجاهد محمد العاطفي هو حديث عن كل المجاهدين الذين يسطرون الملاحم البطولية في جبهات العزة والكرامة الذين يسلكون مسلكه ، وخصوصا بعد ظهوره القوي والمرعب للأعداء في مسرح عمليات عملية نصر من الله ، في ظل ظروف بالغة الخطورة ، حيث يسعى السعودي للبحث عن نصر ولو محدود للتغطية على فضيحتهم الكبرى في وادي آل أبو جبارة بمحور نجران ، ولكن الله خذلهم وأعمى أبصارهم .
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله وسلم
في الإثنين 07 أكتوبر-تشرين الأول 2019 12:57:04 ص