مبادرة سلام!
عبدالمجيد التركي
عبدالمجيد التركي
 

أعلن الرئيس المشاط عن مبادرة سلام بهدف إيقاف العدوان على اليمن، لكن السعودية قابلت هذه المبادرة بمجازر وعشرات الغارات الجوية، كعادتها في قتل النساء والأطفال والمدنيين.

حين تمد يدك للسلام فتأكد أولاً أن خصمك شريف وسيحترم مبادرتك.. لكن حين يكون الخصم بني سعود، فعليك أن تقبض يدك على الزناد.

قد يكون الهدف من هذه المبادرة فضح السعودية أمام العالم، مع أن العالم يعرف أن السعودية هي الفضيحة الأكبر في خارطة الكرة الأرضية.

ولأنها غبية، ستعتبر السعودية هذه المبادرة ضعفاً واستجداءً، مع أنها مازالت تبحث عمَّا يستر عورتها التي انكشفت في حقل «الشيبة»، وحقلي «بقيق» و«خريص» النفطيين، بعد أن تم قصفها بطائرات يمنية مسيرة مرَّغت أنف آل سعود في التراب.

يا لكرمنا نحن اليمنيين.. نمد أيدينا للسلام رغم أن سواعدنا أصبحت أقوى على رد الصاع، وعلى الانتقام من هذا الكيان الذي دمر اليمن أرضاً وإنساناً بكل حقد منذ 5 أعوام.

لا غرابة في هذا الأمر.. فالذي نشأ في بلد حضاري يختلف عمَّن نشأ في الصحراء، إذ ليس في الصحراء سوى حقد الجِمال وأبوالها، والسرقة والقتل والتقطُّع ونهب المسافرين، وهذه هي الطريقة للبقاء على قيد الحياة.

سيقول قائل إن بني سعود لم يعيشوا في خيام ولا يعرفون الصحراء.. نعم، فهم يعيشون في قصور خرافية، لكن كل مساوئ الصحراء تجري في دمائهم مهما حاولوا تغطيتها بالأجواخ الغالية والألقاب الفخمة.. كما أن الحضارة تنتقل في دماء سكان المدن الحضارية، فالحضارة ليست مجرد أعمدة وأوانٍ رخامية وآثار مدفونة تحت الأرض، لأن الحضارة جينات.

هذا هو الفرق بيننا وبينهم، لأننا الأرق قلوباً والألين أفئدة، ولذلك ننسى مواجعنا وفواجعنا بسرعة.. ولأن الإيمان يمانٍ والحكمة يمانية.. ولأن النبي الأعظم امتدحنا ودعا لنا: اللهم بارك في شامنا ويمننا.. وحين سأله رجل عن نجد والحجاز أشار بيده وقال: من هنا يطلع قرن الشيطان.. وشتان بين الأرق قلوباً وبين قرن الشيطان.

«رُدَّ الحجر من حيث جاء».. هكذا قال الإمام علي بن أبي طالب، كرم الله وجهه، فنحن لسنا معتدين بقدر ما نحاول رد حجر صغير مقارنة بأحجارهم الضخمة التي ألقوها على رؤوسنا ودمروا بها بلادنا.

لم يعد لدينا ما نخسره، بينما السعودية يومياً تخسر مليارات الدولارات، ويتضخم انهيارها يوماً بعد يوم، وكل الدول العربية تنتظر سقوطها بفارغ الصبر، لأن شرورها وصلت إلى كل منطقة عربية.. ومادام الكيان السعودي قد رفض المبادرة، فلم يعد أمامنا سوى انتظار ضربات يمنية تمحو منشآتهم النفطية من الخارطة، لأن هذه المنشآت هي التي جعلت السعودية تستقوي علينا وتجلب الجيوش لقتالنا، وهي التي مكَّنتها من نفث سموم الوهابية في كل قُطر عربي وإسلامي.

* نقلا عن لا ميديا


في الجمعة 11 أكتوبر-تشرين الأول 2019 08:32:43 م

تجد هذا المقال في الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره
http://cfca-ye.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://cfca-ye.com/articles.php?id=1889