|
احتفل اليمن أرضا وإنسانا أمس الإثنين 14أكتوبر بالذكرى الـ56لثورة الـ14من أكتوبر ، الثورة التي أشعلها أحرار الجنوب بقيادة المناضل الجسور راجح غالب لبوزه ، البطل اليماني الثائر الذي كان له شرف المشاركة في دعم وإسناد ثورة الـ26من سبتمبر حيث قاد مجاميع من ثوار الجنوب للوقوف مع الثورة السبتمبرية الوليدة ، وكان رحمه الله صاحب أول طلقة انطلقت من فوهة بندقيته في وجه قوات الاحتلال البريطاني ، حيث استطاع أن يخلق حالة من القلق والرعب في أوساط جنود الاحتلال وبعد حياة حافلة بالكفاح والنضال المسلح كان أول شهداء ثورة أكتوبر المجيدة بعد أن سطر أروع ملاحم البطولة والتضحية والفداء خلدها التاريخ في أنصع وأبهى صفحاته.
حيث تتزامن الاحتفالات بهذه الذكرى الوطنية في الوقت الذي تغرق المحافظات الجنوبية والشرقية في دوامة من الصراعات والحروب والفتن والأزمات في ظل سطوة وسلطة الاحتلال الإماراتي والسعودي ، حيث تحول الجنوب إلى مسرح للفوضى والاغتيالات وساحة لتصفية الحسابات وتقاسم المصالح والمنافذ والثروات ، والسيطرة على كافة المنافذ البرية والبحرية والجوية والجزر ، جرائم اغتيالات يومية ، ومداهمات للمنازل والممتلكات العامة والخاصة ، واعتقالات متبادلة بالجملة بين أدوات وأذناب المحتل السعودي والإماراتي في سياق صراع النفوذ والسيطرة المحتدم بين الطرفين والذي يدفع ثمنه أبناء الجنوب ، الذين حولهم السعودي والإماراتي إلى وقود لمخططاتهما ومؤامراتهما وأهدافهما الاستعمارية الاستغلالية التوسعية.
في الوقت الذي نحتفل فيه بذكرى ثورة 14أكتوبر التي قامت ضد المحتل البريطاني ، نشاهد من أبناء الجنوب من (يرحبون ويسهلون) بالمحتل السعودي والإماراتي ، بل ويتسابقون ويتصارعون ويتقاتلون فيما بينهم ، كل طرف يريد أن تكون الوصاية للجانب والجهة الداعمة له ، مرتزقة الإمارات يريدون أن يسلموا الجنوب للمحتل الإماراتي وأن يخضعوه للاحتلال الإماراتي وأن يقبع تحت الوصاية الإماراتية ، ليكونوا هم الحكام للجنوب ، ومرتزقة السعودية يريدون أن يسلموا الجنوب للمحتل السعودي ، وأن يخضعوه للاحتلال السعودي ، وأن يقبع تحت الوصاية السعودية ، ليكونوا هم الحكام للجنوب ، غير آبهين ومكترثين للنتائج الكارثية التي قد تترتب على ذلك.
في الوقت الذي يواصل فيه تجار الحروب وصناع الأزمات من أبناء الجنوب المتاجرة بالمخدوعين والمغرر بهم والمرتزقة من أبناء الجنوب بالدفع بهم نحو المحارق للقتال بالإيجار بتمويل سعودي إماراتي ، يسوقونهم كقطيع البقر إلى حتوفهم ومصارعهم تحت إغراء المال ، في حين يعبث المحتل السعودي والإماراتي وأذنابهما بحياة أهلهم وذويهم وأمن واستقرار محافظاتهم ، ونهب ثرواتهم ويسعون لفرض واقع الاحتلال عليهم بقوة السلاح ، وسط حالة من اللامبالاة ، باستثناء الحراك الثوري الشعبي الذي يقوده أحرار وشرفاء المهرة وشبوة وسقطرى والذي شكل سدا منيعا أمام مخططات الغزاة والمحتلين ، على أمل أن يتحرك الأحرار في بقية المحافظات لمقارعة المحتلين وأدواتهم والوقوف ضد مشاريعهم الفتنوية التدميرية الاستعمارية.
بالمختصر المفيد لنجعل من الذكرى الـ56لثورة 14أكتوبر محطة تغيير في مسار شرفاء وأحرار أبناء المحافظات الجنوبية والشرقية ، على طريق الخلاص من الاحتلال السعودي والإماراتي ، فما صنعه الشهيد راجح غالب لبوزة ورفاقه ضد المحتل البريطاني بكل جبروته وسطوته ، ليس بمستحيل على أحفاده من أبناء الجنوب ضد المحتل الإماراتي والسعودي ، الفرصة مواتية جدا لتشكيل مقاومة وطنية يمنية جنوبية تتولى القيام بهذه المهمة الوطنية النبيلة ، وتقطع الطريق أمام تجار الحروب وصناع الأزمات وقطيع العملاء المرتزقة من أبناء الجنوب الذين لا يمثلون الجنوب ولا أبناءه الشرفاء الأحرار الغيارى على الأرض والعرض والسيادة والشرف والكرامة ، وللموضوع بقية في الغد بإذن الله.
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله وسلم.
في الثلاثاء 15 أكتوبر-تشرين الأول 2019 11:37:09 ص