|
وَصَعَدْتُ أَعْصِمُها لَدَى الْعَصْمَاءِ
.
أَنَا لَاْ أُطِيْقُ سِوَى الْكَرَاْمَةِ؛ وَهْيَ فِيْ
صَنْعَائِها.. فَتَخَــذْتُها صَنْعَــــائي
.
ألقَيْتُ كُلِّي في مَوَاجِدِ بَعْضِها
وَضَمَمْتُ فِيْ أَشْلَائِها أَشْلائي
.
وَوَجَدْتُ ذَاتِيَ في دُنُـوِّ عُلُـوِّهـا
وَشُهُوْدِها، بِيَدِ السَّمَاءِ، إزَائِي..
.
لَمْ يَبْقَ مِنْ نَغَمِ الشُّمُوْخِ بِغَيْرِها
إلَّا ثُمَالَتُهُ؛ فَعِفْــــــتُ ثَـــوائي
.
وَلَفَفْتُ مِن عَجَلٍ على أَصْدَائِهِ
صَوْتِي، وَلَحْنَ سَجِيَّتِي، وغِنَائي
.
وخَرَجْتُ، لا أَرْجُو الرُّجُوعَ، وَسَاحِلِي
وَمَدَائِنِي، أَسْرَى لَدَى أَعْدَائي.
.
يَا سَائِلِي أنَّى اسْتَطَعْتُ تَخَلِّيَاً
عَمَّا ألِفْتُ هُنَاكَ مِنْ أهْوَائِي
.
وَرَغِبْتُ عَنْ لُغَةٍ غَزَلْتُ بِخَيطِها
صُوَرِي، وَمَا اغْتَسَلتْ بِهِ أَسْمَائِي
.
وَقَلَبْتُ لِلذِّكْرَى مِجَنَّ خَوَاطِرِي
وَسَلُوْتُ عَنْ شَجَنِي، وَعَنْ خُلَصَائِي..
.
لَمْ أَسْلُ فِي هَوَسِ السُّهُوْلِ سِوَى الأسى
مِمَّا يَسُــوْءُ بِهَـا، منَ الْغُـلَـوَاءِ
.
خَلَّفْتُ خَلْفِي الشَّاكِرِينَ عَدُوَّهُمْ
جَهلَاً؛ وَعُبَّادَ الْخَلِيْجِ وَرَائِي
.
وَرُسُوْمَ أَشْيَاخِ الْوَبَاءِ، وَقَدْ فَشَتْ
بِمَرَابِعِ الْأَجْيَالِ مِنْ أَبْنَائِي
.
وَمَلَامِحَ الثَّغْرِ الْحَبِيْبِ، وَقَدْ عَلَـتْـ
ـهُ جَهَامَةٌ، مِنْ سَطْوَةِ السُّفَهَـاءِ
.
وَطَنِي هُنَالِكَ حَيْثُ كُلُّ ظِلَالِهِ اهْـ
ـتَرَأَتْ، أَوِ الْتَبَسَتْ عَلَى الْبُسَطَاءِ
.
أَبَتِ الْمُرُوْءَةُ لِي الْمُقَامَ، وَأَمْـرُهُ
بِيَــدِ الرِّياضِ، وَصِبْيَةِ الصَّحَرَاءِ
.
فَسَمَوْتُ أَهْمِسُ: يا جَنُوْبُ، عَلَوْتَ عَنْ
أَنْ تَـلْـتَـوِيْ بِــكَ سَقْطَةُ الْلَقَطَـاءِ
.
وَتَرَكْتُ غُرْبَةَ خَاطِرِي فِيْ دَارِهِ
لِأَكُـوْنَ حَيْثُ يَكُوْنُ مَجْدُ إبَــائي.
* عدن-صنعاء، يونيو2016
في الأربعاء 17 أغسطس-آب 2016 01:12:16 ص