صنعائي
كريم الحنكي
كريم الحنكي
لَمْلَمْتُ مِنْ سَهْـوِ الْهَـوَانِ سَمَــائي

وَصَعَدْتُ أَعْصِمُها لَدَى الْعَصْمَاءِ

.

أَنَا لَاْ أُطِيْقُ سِوَى الْكَرَاْمَةِ؛ وَهْيَ فِيْ

صَنْعَائِها.. فَتَخَــذْتُها صَنْعَــــائي

.

ألقَيْتُ كُلِّي في مَوَاجِدِ بَعْضِها

وَضَمَمْتُ فِيْ أَشْلَائِها أَشْلائي

.

وَوَجَدْتُ ذَاتِيَ في دُنُـوِّ عُلُـوِّهـا

وَشُهُوْدِها، بِيَدِ السَّمَاءِ، إزَائِي..

.

لَمْ يَبْقَ مِنْ نَغَمِ الشُّمُوْخِ بِغَيْرِها

إلَّا ثُمَالَتُهُ؛ فَعِفْــــــتُ ثَـــوائي

.

وَلَفَفْتُ مِن عَجَلٍ على أَصْدَائِهِ

صَوْتِي، وَلَحْنَ سَجِيَّتِي، وغِنَائي

.

وخَرَجْتُ، لا أَرْجُو الرُّجُوعَ، وَسَاحِلِي

وَمَدَائِنِي، أَسْرَى لَدَى أَعْدَائي.

.

يَا سَائِلِي أنَّى اسْتَطَعْتُ تَخَلِّيَاً

عَمَّا ألِفْتُ هُنَاكَ مِنْ أهْوَائِي

.

وَرَغِبْتُ عَنْ لُغَةٍ غَزَلْتُ بِخَيطِها

صُوَرِي، وَمَا اغْتَسَلتْ بِهِ أَسْمَائِي

.

وَقَلَبْتُ لِلذِّكْرَى مِجَنَّ خَوَاطِرِي

وَسَلُوْتُ عَنْ شَجَنِي، وَعَنْ خُلَصَائِي..

.

لَمْ أَسْلُ فِي هَوَسِ السُّهُوْلِ سِوَى الأسى

مِمَّا يَسُــوْءُ بِهَـا، منَ الْغُـلَـوَاءِ

.

خَلَّفْتُ خَلْفِي الشَّاكِرِينَ عَدُوَّهُمْ

جَهلَاً؛ وَعُبَّادَ الْخَلِيْجِ وَرَائِي

.

وَرُسُوْمَ أَشْيَاخِ الْوَبَاءِ، وَقَدْ فَشَتْ

بِمَرَابِعِ الْأَجْيَالِ مِنْ أَبْنَائِي

.

وَمَلَامِحَ الثَّغْرِ الْحَبِيْبِ، وَقَدْ عَلَـتْـ

ـهُ جَهَامَةٌ، مِنْ سَطْوَةِ السُّفَهَـاءِ

.

وَطَنِي هُنَالِكَ حَيْثُ كُلُّ ظِلَالِهِ اهْـ

ـتَرَأَتْ، أَوِ الْتَبَسَتْ عَلَى الْبُسَطَاءِ

.

أَبَتِ الْمُرُوْءَةُ لِي الْمُقَامَ، وَأَمْـرُهُ

بِيَــدِ الرِّياضِ، وَصِبْيَةِ الصَّحَرَاءِ

.

فَسَمَوْتُ أَهْمِسُ: يا جَنُوْبُ، عَلَوْتَ عَنْ

أَنْ تَـلْـتَـوِيْ بِــكَ سَقْطَةُ الْلَقَطَـاءِ

.

وَتَرَكْتُ غُرْبَةَ خَاطِرِي فِيْ دَارِهِ

لِأَكُـوْنَ حَيْثُ يَكُوْنُ مَجْدُ إبَــائي.



* عدن-صنعاء، يونيو2016

في الأربعاء 17 أغسطس-آب 2016 01:12:16 ص

تجد هذا المقال في الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره
http://cfca-ye.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://cfca-ye.com/articles.php?id=206