|
أولاً سليماني لا يزال حياً في أوساط أمتنا بمواقفه وأعماله لا يزال مثمراً بجهوده التي بذلها على طول السنوات الماضية في مواجهة الأمريكان والصهاينة ومشاريعهم الاستعمارية والإجرامية التي تستهدف الأمة العربية والإسلامية، ولاشك أن سليماني قد بذر الألاف من السليمانيين في العراق وسوريا وإيران ولبنان ومحور المقاومة،
الجنرال الشهيد قاسم سليماني له تجربة فريدة من الصراع العسكري والأمني مع أمريكا وإسرائيل وعملائهم ومع داعش أيضاً، ولديه رصيد حافل من الانتصارات والإنجازات، وكان يعمل على مسارين الأول مواجهة الأعداء بمختلف توجهاتهم وانتماءاتهم وعلى أكثر من صعيد وفي أكثر من مكان، والمسار الثاني هو مسار البناء للكيان الذي ينتمي إليه وهو محور المقاومة والجهاد والتضحية والذي عمل سليماني فيه على الإعداد والبناء والتدريب والتخطيط وغير ذلك، لهذا من المستحيل أن يرحل سليماني وترحل معه جميع هذه الأعمال والمواقف بل سوف تكون شهادته وقوداً صلباً وسلاحاً قوياً للتغلب على الأعداء وكذلك الحال بالنسبة للشهيد أبو مهدي المهندس.
أمريكا كانت تظن أنها بقلتها للجنرال سليماني والقائد أبو مهدي المهندس ستحمي نفسها وتواجدها في العراق، لكنها بذلك كشفت عن أطماعها الاستعمارية وعن وحشيتها فدفعت الشعوب العربية والإسلامية إلى مراجعة حساباتهم، ودفعت محور المقاومة وفي المقدمة إيران والحشد الشعبي العراقي إلى ضرورة طرد القوات الأمريكية من العراق التي تمثل مصدر للشر والخطر على العراق وعلى سوريا وإيران والأمة العربية والإسلامية بشكل عام، لأن أمريكا لا يهمها سوى مصالحها ولا يهمها سوى أطماعها الاستعمارية، وهي لا تحترم قوانين حقوق الإنسان ولا مواثيق الأمم المتحدة ولا أي شيء من هذا، كل همها هو أن تنهب الثروة في العراق وتبني القواعد العسكرية وتستهدف القادة والرموز العربية والإسلامية وكل من لديه روح مفعمة بالحرية والاستقلال، لكن هذا لن يتأتى لها ولن تستمر طويلاً.
ما بعد استشهاد سليماني والمهندس ليس كما قبل، مرحلة جديدة من الصراع بين الحق والباطل، بين المستكبرين والمستضعفين، بين أمريكا وإسرائيل وحلفائهم من العرب والعجم وبين محور المقاومة والأحرار والشرفاء من أبناء الأمة الإسلامية الذين وصلوا إلى خيار نهائي يضع حداً للغطرسة الأمريكية وينهي التواجد الأمريكي في المنطقة من العراق أولاً، ومن بقية الدول العربية والإسلامية ثانياً وهذا هو الخيار الصحيح الذي سيضمن لهذه الأمة الحرية والاستقلال والأمن والسلام والاستقرار، أما إذا بقيت أمريكا تحشد قواتها إلى الشرق الأوسط وتبني قواعدها العسكرية على بحر من الدماء الإسلامية وعلى كومات من أشلاء العرب والمسلمين فهذا لن يجلب لنا سوى الهلاك والويل، لكن اليوم وبعد استشهاد سليماني هناك توجه وقرار موحد على ضرورة طرد القوات الأمريكية من المنطقة بشكل عام.
حين يحصل الرد وسوف يحصل سوف تكتشف أمريكا أن تواجدها في الشرق الأوسط ليس لمصلحتها وأنها ارسلت قواتها إلى قعر جهنم، لأن قواعدها وضباطها وجنودها و بوارجها في مرمى نيران محور المقاومة، لقد استشعرت أمريكا خطورة أفعالها وجرائمها ولاحظت مدى السخط الشعبي في أوساط العرب والمسلمين وادركت أنها غير مقبولة وأن الجميع هنا يرفض تواجدها، وأنها لا تقوى على مواجهة هذه الأمة متى ما توحدت وانطلقت للجهاد في سبيل الله وفي سبيل الحرية والاستقلال والعزة والكرامة، لهذا ما بعد استشهاد الجنرال سليماني سوف يكون مختلفاً تماماً عما قبل مهما كان حجم التحديات ومهما كان حجم التضحيات، لأنه لا يوجد خيار آخر أمام العرب والمسلمين سوى المواجهة والعمل على طرد القوات الأمريكية وتطهير المنطقة من التواجد العسكري الأمريكي، وحينها سوف تنعم المنطقة بالاستقرار والسلام.
في الأربعاء 08 يناير-كانون الثاني 2020 09:42:46 م