|
أذنابٌ عديدةٌ ظاهرةٌ ومخفيةٌ، منها ما قد استُخدم وأصبح قديماً ومهترئاً كبعض الأنظمة العربية وفي مقدمتها النظامان السعوديّ والإماراتي، ومنها ما هو جديدٌ وصالحٌ للاستخدام في المرحلة الراهنة كالذنَب الأُورُوبي الذي بدأت الولايات المتحدة الأمريكية استخدامَه بعد استهداف قادةٍ من المقاومة الحاج قاسم سليماني والحاج المهندس بداية العام الحالي.
منذُ الساعات الأولى للجريمة الأمريكية في بغداد عمل مجرم البيت الأبيض على تحريك الذنب المناسب للمرحلة، فحرّك الأُورُوبيين ودفَعَ بهم إلى الواجهة، فباركوا العملية وأدانوا الردَّ الإيراني على الجريمة وصعّدوا من إجراءاتهم على طهران في المِـلَـفِّ النووي الذي يشهدُ تطوراتٍ متسارعةً، خُصُوصاً بعد الإجراء الأُورُوبي وتفعيل آلية حَـلّ النزاعات؛ بهَدفِ الذهاب بهذا المِـلَـفّ إلى مجلس الأمن الدولي؛ لاستهداف إيران من بوابة دولية.
وفي ذات الصعيد يعملُ الأُوروبيون لإكمال المهمة التي دشّنها وأشعلها الأمريكان في العراق ولبنان وسوريا وليبيا وما حدث في مؤتمر برلين حول ليبيا الذي اختتم أعماله الأحد الماضي بالاتّفاق على حماية المنشآت النفطية الليبية فقط أما الشعب الليبي فيذهب إلى الجحيم.
وبالتزامن مع هذا المؤتمر والتوتر في الشرق الأوسط وصَلَ إلى عاصمة الصمود اليمني صنعاء سفيرُ الاتّحاد الأُورُوبي لدى اليمن هانس جروندبرج وسفير فرنسا كرستيان تستو وسفيرة هولندا إيرما فان ديورن ونائبُ سفير الاتّحاد الأُورُوبي المستشار ريكاردو فيلا، في زيارة يقال إنها؛ مِن أَجْـلِ الحل السياسيّ السلمي في البلاد.
لكن وبحسبِ تطوراتِ المنطقةِ ودخولِها في مرحلة طرد الوجود الأمريكي ويقين أمريكا التي تشن عدواناً على اليمن منذ ما يقارب خمسة أعوام عبر أذنابها بأن الشعبَ اليمنيَّ وقيادتَه الثورية ستكونُ السباقةَ والقوةَ الأكبرَ في تنفيذ هذه المهمة الإسلامية بالشراكة مع كُـلّ المقاومين والأحرار في ومحور المقاومة؛ ومن أجلِ هذا يأتي الأُورُوبيون إلى صنعاء، ومحاولة تجزئة المعركة وفصل اليمن عما يدور في المنطقة إما عن طريق هُدنة متقطعة من دول العدوان أَو تصعيد عسكريّ اقتصادي وهو ما يعرفه الساسةُ في اليمن الذي خَبِروا مكرَ العدوّ ومخطّطاته الخبيثة سواءً التي تأتي عن طريق الأذناب أَو عبر منظمة الأمم المتحدة ومبعوثها الماكر.
في الجمعة 24 يناير-كانون الثاني 2020 07:10:25 م