|
ما أجملَها من لحظات! وما أعظمَ تلك الدقائق التي التحم خلالها واستمع فيها أبناءُ الشعب اليمني العظيم إلى قادةِ المقاوَمةِ الفلسطينيةِ عبر الدائرة التلفزيونية المباشِرة التي ربطت المجاهدين في صنعاءَ بإخوانهم في غزة.
أبناءُ اليمن كسروا كُـلَّ المكائد والمخطّطات الشيطانية الأمريكية التي استطاعت في الماضي وحتى الحاضر تفريقَ أبناء الإسلام الحنيف من خلال الطائفية (سُنّة وَشيعَة) وغيرها ومن خلال الأحزاب والتوجّـهات التقدمية التي جعلت من المسلمين يتسلّطون على رقابِ بعضهم بعضاً.. لكن ما حدث يوم الجمعة الماضي يُعتبَرُ خطوةً جديدةً ومتقدمةً في بناء الأمة المحمدية القوية.
حين يخرُجُ أبناء اليمن الذين يتعرضون للعدوان والحصار منذ ما يقارب خمسة أعوام؛ بتهمةِ أنهم روافض وغيرُ يمنيين، في مسيراتٍ جماهيرية كبرى لنُصرةِ أبناء فلسطين المحتلة السُّنية التي تتعرَّضُ أَيْـضاً للعدوان والاحتلال منذ 1948وحتى اليوم ويخطُبُ فيهم قادةُ المقاومة الفلسطينية ويتعاهدون بالجهاد حتى يجتمعوا في بيت المقدس قِبلة المسلمين الأولى فذلك يُعتبَرُ صفعةً قويةً جِـدًّا للشيطان الأكبر وأدواته الطائفية المقيتة التي فرقت الأمة وشرذمتها.
إنَّ صفقةَ العار الأمريكية رغم قذارتها وخبث أهدافها إلا أن الإرادةَ الإلهية جعلت منها أَسَاساً صلباً لتوحيدِ الشعوب الإسلامية وجدّدت الروحَ الجهادية لتحريرِ المقدسات الإسلامية بعد أن حاول الأعداءُ القضاءَ عليها ولكن يمكرون ويمكُرُ الله وهو خيرُ الماكرين.
إنَّ محورَ المقاومة يزدادُ عنفواناً يوماً بعد يوم، فكلما حاول الأعداءُ النيلَ منه كانت النتائجُ عكسيةً، فيزدادُ شعبيّةً وقوةً وينكشفُ الغطاءُ الزائفُ عن عيون وقلوب أبناء الإسلام فيتحدون ويجتمعون وسيجاهدون في ركابِه وسيدحرون قوى العدوان في كُـلّ مكان من أرض الإسلام قريباً إنْ شاءَ الله.
في الإثنين 03 فبراير-شباط 2020 06:24:58 م