المصيدة
زينب عبدالوهاب الشهاري
زينب عبدالوهاب الشهاري


أحمد: لقد واجهنا مثيلتها قبلا و عالجناها بكل يسر و سهولة و عادت مزرعتنا في ذلك الوقت كسابق عهدها تزهو بالجمال و تكتسي حلة النضار لم تكن سوى بضع جرذان وقعت في شرك المصائد التي نصبناها في الجزء الخلفي من المزرعة و لم يمض يومان حتى تم القضاء عليها بالكامل.
ماجد: كان الحل في متناول أيدينا حل سريع بسيط غير مكلف فسارعنا به و لو كنا تجاهلنا أو تساهلنا لتفاقمت المشكلة و لما اقتصر الضرر على بضع أشجار و لامتد التلف الى معظم الأشجار في المزرعة و سنتعامل بالمثل مع الجرذ التي قدمت الى المزرعة مؤخرا و نوئد المشكلة في مهدها. 
أحمد: لا ريب أن الجرذ مرسلة من الجيران الذين لا يكلون يلحقون الأذى بنا فلقد عانينا و ما زلنا نعاني من الضيم الذي يصبونه ألوانا و أشكالا علينا من قطع ماء و سرقة و تخريب و التي كلل آخرها بهذه القوارض لتكتمل لوحة شرهم و مكائدهم و حقدهم و غيضهم الذي لا ينضب.
قاطع مطيع أخويه بحنق واضح: لا،، لا،،، من يستطيع القضاء على الجرذ فهم أولئك القادمون من خارج حارتنا لقد سمعت عنهم و عن مهارتهم الكثير عوضا عن أدواتهم الحديثة في القبض على الفئران اذا ما قورنت بمصائدنا البالية العتيقة فهم الأكفأ و الأقدر و الأكثر خبرة و سأستقبلهم و أعطي لهم كامل الصلاحية لدحر الجرذان.
ماجد: إنك تتناسى بل و تغفل عنوة عن ما نعرفه جميعا عنهم فلا يخفى على أحد ما جرى على أيديهم من دمار في الأحياء المجاورة لنا فهم لا يفتأون يحيكون الحيل و يقدمون الذرائع الواهية و الوعود الزائفة كطعم يستدرجون به من يغررونهم و ما الجرذ هذه الا وسيلة يستخدمونها بالتعاون مع جيران السوء لتدمير مزرعتنا ،،إرثنا الغالي الذي ورثناه عن آبائنا و أجدادنا و مصدر رزقنا.
جرى النقاش على أشده فيما استمر مطيع على موقفه رافضا البتة الانصات الى أخويه الذين قدما كل الشواهد و الدلائل و الحجج الدامغة التي تدحض مزاعمه و توهماته الى أن قاده عناده أن يوصد الأبواب في وجه أخويه و يقدم على فعلته.
رحب بقدوم الغرباء و فتح لهم أبواب مزرعته مستبشرا و مهللا ....

و بعد فترة وجيزة...

بصوت تملؤه الغصة و الألم و ببدن هزيل لا يقوى على الحراك فتح مطيع الأبواب و نادى: 
أي اخواي فلتهبوا لنصرتي و نجدتي فمن قدم نفسه بالأمس على أنه المنقذ المخلص و المرشد الحريص على سلامتنا و مصالحنا قد تعرت حقيقته و تبين زيف ادعاءاته و تجلت نواياه الخفية لقد عاث و أفسد في المزرعة و استحل أرضها بعد أن قطع أشجارها و وصل الخراب الى الدور السفلي حيث أقيم و لو استمر هذا لانهدم البيت كاملا و لصرنا جميعنا ضحايا لهمجيته و وحشيته اني لآسف على رعونتي و غبائي اللذان أوصلاني الى هذا المآل رغم تحذريكما الدائم لي من مغبة الإقدام على ما فعلت.
ماجد: لا تبتئس يا أخي و لنشحذ الهمم و لتتظافر جهودنا و لنعد عدتنا و لنتوكل على الله و لسوف نصدهم و نخرجهم من أرضنا ان شاء الله..... 



في الثلاثاء 23 أغسطس-آب 2016 11:52:58 ص

تجد هذا المقال في الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره
http://cfca-ye.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://cfca-ye.com/articles.php?id=222