|
لتتظاهر السعودية بالاستقرار والسيطرة، ولتدَّع أنها تصدُّ كل صاروخ قادم من اليمن، فمازالوا يجمعون شظايا ضربة ينبُع إلى جانب بقايا الصواريخ والطائرات المسيَّرة، ويضعونها في معارض للبحث عن مصادرها، على حد زعمهم، ولعرضها على وزير الخارجية الأمريكي الذي كان قريباً من مدينة ينبُع وقت قصفها.
ينبع مدينة صناعية ومركزية مهمة جداً.. وليست هذه المرة الأولى التي يتم استهدافها، فقد تم قصفها في مايو المنصرم بـ7 طائرات مسيرة سببت لها أضراراً هائلة وأوقفت خط أنابيب النفط.
يدَّعي ناطق العدوان المالكي أن السعودية اعترضت الصواريخ القادمة من اليمن، وفي الوقت ذاته تهدد السعودية أي مواطن أو ناشط يقوم بتصوير ونشر صور الانفجارات في ينبع.. ليظهر العميد يحيى سريع متحدثاً عن العملية وتسمية الصواريخ المستخدمة في هذه العملية التي تندرج تحت عملية «توازن الردع الثالثة»، التي قامت بها القوات الصاروخية وسلاح الجو المسير.
صواريخ مجنِّحة، وأخرى باليستية، وطائرات مسيرة، انطلقت جميعها لاستهداف مصفاة أرامكو التي تنتج مليونين ونصف المليون برميل من النفط يومياً، إضافة إلى صنع الغاز الطبيعي وميناء ينبع، وأهداف أخرى من بينها محطة تصدير الزيت.
الضربة خلفت دماراً هائلاً وخسائر اقتصادية فادحة، بينما ترفض السعودية الاعتراف بكل تفاصيل الضربة، وتكتفي بالقول كعادتها إنها تلقت هجوماً يمنياً على مدينة ينبع. بينما جاء هذا الرد اليمني على ما اقترفته مملكة العدوان في محافظة الجوف من جريمة دموية راح ضحيتها عشرات الشهداء والجرحى من الأطفال والنساء.
جروح السعودية لم تلتئم منذ عملية توازن الردع الأولى، وعملية توازن الردع الثانية، لتصل عملية توازن الردع الثالثة إلى عمق المملكة، وتوسع هذه الجروح حتى تظل مفتوحة لتذكرهم بجرائمهم في اليمن. وسيكون هناك رابعة وخامسة وعاشرة، حتى توقن السعودية أنها دفعت بنفسها إلى المحرقة وحفرت قبرها بيدها حين قررت شن عدوان على اليمن.
هذه الضربات تؤكد أننا ماضون لتقويض من يسفك دماء أطفالنا ويهدم ما بناه آباؤنا وأجدادنا من حضارة موغلة في ذاكرة التاريخ.. فالسعودية لا تجهل أن اليمني لا يترك ثأره. ولو علمت السعودية أنها ستواجه هذا المصير وهذا الخزي لما تجرأت على شن عدوانها على اليمن، ولا أظنها قادرة على التوقف الآن، فالأمر لم يعد بيدها، ولم يعد أمامها سوى المضي بعينين معصوبتين تجاه الهاوية التي هي نتيجة طبيعية وحتمية لكل هذه الغطرسة. أما نحن فلدينا المزيد والمزيد، ولن نتوقف حتى تبرد دماء الشهداء بالثأر لها.
* نقلا عن لا ميديا
في الأحد 23 فبراير-شباط 2020 08:30:52 م