|
كان هناك أخوة يعيشون في بلدات متجاورة و قد اجتمعوا و دار الحديث الآتي بينهم في أحد الأيام :
أيمن : نحن نشعر بألم كبير يعتصر قلوبنا و يكاد يخنقنا مما أصاب أخوتنا في تلك البلدة التي تقطن وسط قرانا و بلداننا.
أحمد: نعم صدقت فقد طال الأسر بها و بأهلها.
عمار: ليس الأسر فقط، و لكن المحتلين يذيقون أهلها أصناف العذاب، ألم تروا كيف فعلوا بهم آخر مرة و جعلوا الدماء تجري في شوارع البلدة، و لم يفرقوا بين صغير ولا كبير و لا طفل ولا امرأة.
عبده: لا تقلقوا فرؤساء البلدات قد اجتمعوا ليوجدوا حلاً للمشكلة.
أيمن: ها نحن ننتظر ما سيخرجون به، على الرغم من أنهم خذلونا و خذلوا أخوتنا المستضعفين المظلومين مئات المرات.
و بينما هم يتحدثون وصل شخص ليخبرهم بنتيجة الإجتماع المطوّل الذي دار بين زعمائهم .
عمار: نعم بشِّر..، فرد عليه قائلاً: و ماذا تتوقعون لا جديد لقد قاموا بشجب و تنديد ما حصل ككل مرة.
رؤوف : فقط!! هل هذا هو كل شيء.. بعد كل ما حصل!! و ماذا عن أخوتنا الذين ينتظرون نصرتنا لهم.
أيمن: ياله من أمرٍ مخزٍ، نحن أكثر من أولئك المحتلين بكثير و هم يحتلون بلدة لنا وسط بلداتنا المحيطة بها من كل اتجاه، و فوق ذلك نالوا منا و ساءوا وجوهنا و هم من كانوا أذلاء مستضعفين قد ضربت عليهم الذلة و المسكنة، أصبحنا نحن كلنا تحت رحمتهم و هم يسخرون بنا و يسفكون دمائنا و يتحكمون في اقتصادنا و يتدخلون في كل شؤوننا.. لماذا لا نجاهدهم..هذا ما يفرضه علينا ديننا و عروبتنا؟
عبده: هل جننت؟ ماذا تقول الجهاد_نجاهدهم، أتمنى ألا يسمعك أحد، على الأقل_لماذا لا تقول نقاومهم أو ننتفض عليهم؟
أيمن: و هل أخطأت عندما ذكرت كلمة الجهاد!!
عبده: نحن لدينا رؤساء و زعماء و يجب ألا نخرج عليهم و أن نسلم لأمرهم .
أيمن: هل تقصد أن نكتفي بالشجب و الصمت في كل مرة، و لكن عدونا غدار و لسنا بمنأى مما يحصل لأخواننا فمطامع ذلك العدو الحاقد لا تقف عند حد، و إن استمرينا كما نحن فما حصل لأخوتنا سيحصل لنا يوماً لا محاله.
أحمد: دعك من عبده يا أيمن فهو مرتزق و أنا متأكد أنه سيوصل كلامك و ستكون في خطر.
أيمن : و إلى متى سأسكت عن كل هذا الذل و الهوان، ولا تهمني سلامتي بقدر ما تهمني قضيتي
عمار : إذاً ماذا ستفعل؟
أيمن : لن أسكت.. لقد ولى زمن الصمت و قد صمت الكثيرون طويلاً فما زدنا سوى ذلاً و هوان.. سأصرخ.. نعم سأصرخ و بكل صوتي ضد الظلم و لنصرة الحق.
حينها وصلت صرخة أيمن إلى مسامع الأعداء الذين استشعروا الخطر الكبير عليهم الذي ستحققه تلك الصرخة بالعداء لهم، من وعي و صحوة قد تنتشر و تهدد كيانهم و كل مخططاتهم.
فمكروا و كادوا و تآمروا و فعلوا المستحيل للقضاء على أيمن و حركته في بدايتها و ظنوا أنهم قد تخلصوا من ذلك الخطر الكبير المحدق بهم.
و بعد فترة من الزمن "
تكالب الأعداء و العملاء على الكثير من تلك البلدات فدمروها و قتلوا الكثير من أبنائها و شردوا الكثيرين... و في أثناء ذلك كانت بلدة أيمن تواجه الكثير من المخاطر و التحديات و لكن ثقافته و صرخته انتشرت بشكل كبير و سريع جداً حتى عمت أغلب مناطق البلدة و أصبح أنصاره قوة لا يستهان بها.
تلاقى أحمد و عمار بعد سنوات طويلة، فدار بينهم هذا الحديث_ أحمد : هل عرفت كيف أصبحت بلدة أيمن_
لقد صُعِق الأعداء مما رأوا و سمعوا و هم من ظنوا أنهم قد أخرسوا ذلك الصوت الذي يعلمون أنه بداية نهايتهم.
فأجمعوا كيدهم و كل قوتهم و تحركوا بكل جبروتهم و حركوا كل أدواتهم و عملائهم على مستوى العالم و عملوا في تلك المنطقة كل ما أمكنهم من قتل و دمار و تجويع و حصار ليخضعوا أهلها و يركعوهم وليخرصرا ذلك الصوت الذي قضَّ مضاجعهم.
عمار: و هل خضعوا بعد كل ما أصابهم.
أحمد : بل على العكس، لقد زادوا عزيمةً و إصرار.. كأني بهم أسد جريح تنزف منه الدماء من كل مكان و على الرغم من ذلك وقف بكل شموخ و قوة، و هو يصرخ بأعلى صوته : يا فلسطين اصبري و تصبري.. ها أنا قادمٌ إليكِ.. إنَّ موعدنا القدس.. أليس القدس بقريب.
في الجمعة 26 أغسطس-آب 2016 07:18:38 م