أطل علينا أمس الأول سماحة السيد القائد / عبدالملك بدرالدين الحوثي حفظه الله في خطاب تاريخي ومفصلي .. وفي محطة من أهم المحطات التاريخية لليمن والمنطقة .. وفي ذكرى يوم الصمود الوطني الذي سعت دول العدوان الى أن يكون يوما للنكبة والمأساة ليصبح محفورا في الذاكرة بهذه الصورة .. لكن العظمة والشموخ اليماني وقوة الإرادة وبحكمة القيادة تحول هذا اليوم الى يوم من الصمود الشعبي والوطني .. حيث يحيي الشعب اليمني هذا اليوم بشكل من أشكال التزود والوعي والعزم والقوة .. والانطلاق لمواجهة أخطر استعمار وتحالف دولي على رأسه أمريكا لم يحصل مثله في التاريخ ..
من أجل أن لا يكون هناك إسهاب في الكتابة.. سنكتفي بالتطرق والخوض في صلب الموضوع وعلى أهم الرسائل .. وسنعرج قليلا عن شخصية هذا القائد الذي إذا تحدث صمت الآخرون .. فسماحة السيد هو غني عن المدح والثناء والتعريف .. فهو خطيب مصقع وبارع وإشاراته لها المدلول الكبير .. ولغة الجسد تعبر في كل مرة وفِي كل خطاب على قائد اتسم بروح العطاء والبذل والتضحية وتجسيد القيم والأخلاق والمعنويات العالية .. فكيف لا وهو القائد الذي إذا قلت أن كل من يتابعه في الداخل والخارج منبهر يتساءل من أي مدرسة تخرج .. فهو ذاك القائد المحنك والسموح والشجاع والمخطط والمدبر والمجاهد الذي لا يهدأ له بال .. يعمل ويجتهد من اجل وطنه وشعبه لا يكل ولا يمل ولا يبحث عن المكاسب الشخصية او الدنيوية .. فهو ذاك القائد المتواجد بين أوساط شعبه يألم ويعاني ويجاهد ويسهر ويجوع ويتلقى المخاطر وحاله من حال شعبه .. فمثل هؤلاء القادة هم من يصنعون التاريخ والمجد للأمة والأجيال المتعاقبة ..
ولهذا سماحة السيد يعد من أشجع القادة الذين عرفتهم الإنسانية عبر العصور الماضية والحاضرة .. وهنا ما يؤكد ان القيادة لها دور كبير في تعزيز الصمود والتحدي والمواجهة .. فيا شعبنا اليمني لا تكترث ما دام وقائدكم سماحة السيد القائد / عبدالملك بدرالدين الحوثي حفظه الله فالنصر بإذن الله حليفكم وانتم بإذنه منتصرون ..
إن ما أكده سماحة السيد القائد حفظه الله في هذا الخطاب التاريخي يثبت وبجلاء عظمة القيادة ودورها في مواجهة المستكبرين والطغاة .. ودور وتحرك الشعب اليمني العظيم والمعطاء .. وتضحيات الشهداء وبطولة وبسالة رجال الرجال من أبطال الجيش واللجان الشعبية .. وقوات الأمن ورجال القبائل وكل الشرفاء في هذا الوطن ..
وبالتالي المضامين كانت واضحة ولا تحتاج الى تفسير .. فالسيد حرص كل الحرص على أن توصل الرسائل واضحة وبدون لَبْس .. ولا تكون المضامين غامضة وتحتاج الى فك شفراتها .. فكان الخطاب على عدة اتجاهات الأول ركز على مضامين ونقاط ورسائل هامة للعدو الخارجي .. وتحدث وبشكل واضح على أن هذا العدوان أمريكي إسرائيلي بامتياز وأن الآخرين لا يمثلون إلا أداة قذرة ..
أيضاً وفِي سياق الاتجاه الأول وللعدو الخارجي دعاه إلى الإعلان العملي لوقف العدوان وفك الحصار .. وليس فقط لمجرد التصريحات والاستهلاك الإعلامي والسياسي فعدوانه فاشل .. كما ذكر العدو بما قاله لهم في أول خطاب في بداية العدوان أن هذا العدوان خاسر وسيجر الويلات على المعتدين .. ليتحدث سماحته بشكل متدرج عن خسائر العدو البشرية الكبيرة وعن خسائره في الميدان من معدات طائرات ودبابات وآليات وغيرها دمرت واحترقت .. وأن العدو اضطر إلى عقد صفقات وشراء المرة تلو الأخرى للتعويض عما خسروه في هذا العدوان .. وهذا ما انعكس سلبا على وضعهم الاقتصادي وبدأت دول العدوان تتخذ سياسة الجرع والتقشف وإبعاد حالة الترف .. فهل ستأخذ دول العدوان هذا الكلام بعين الاعتبار بعد خمسة أعوام من عدوانهم الظالم على اليمن أرضا وإنسانا ..
الاتجاه الثاني تحدث وبشكل واضح عما يجري في المحافظات المحتلة .. وقدم نصحه للخونة والعملاء ولبعض من المكونات التي انخرطت مع العدوان انه مهما عملتم مخلصين مع المحتل والغازي .. فمصيركم العودة الى حضن وطنكم وإلى جوار إخوانكم ولكم عبرة بالتاريخ .. وما جرى في مناطق كثيرة مما يعمله المحتل في البلدان التي يحتلها وما يعمله مع من يتعاملون معه ضد وطنهم وإخوانهم .. فعلى مدى خمسة أعوام ماذا تحقق لكم غير الخسارة والقهر والامتهان .. ولن تربحوا على الإطلاق وستخسرون وقد خسرتم وستذكرون هذا الكلام وهذا النصح إن كُنتُم تعقلون ..
الاتجاه الثالث والأهم وهو الحديث عن القدرات العسكرية المتطورة التي وصلت إليها مؤسسات الجيش والأمن .. حيث حرص سماحة السيد على ذكر التطورات والصناعات اليمنية العسكرية وأن لدينا صناعات متطورة التي تجعل صواريخنا تصل إلى ما بعد بعد الرياض .. وكذلك صناعة الطائرات الاستطلاعية وصناعة المدافع والقذائف والصناعات العسكرية المختلفة ..وأنه ومن خلال هذا العدوان اكتسب جيشنا ولجاننا الشعبية خبرات كبيرة وأضاف إلى تطوير الدفاعات الجوية .. وانه لن يطول الوقت في انتهاك سيادة بلدنا ولا يحسب العدو أنه متفوق في هذه المعركة .. وذكر الاستهداف للبوارج وتدميرها والقدرات اليمنية التي جعلت سواحلنا وشواطئنا عصية على المحتل .. وهذا كله يدل دلالة واضحة للعدو انه مهما حاصرتم البلد ودمرتم بناه التحتيه فأبناؤه يعتمدون على الله وعلى سواعد الرجال المخلصين وأمام ما يتعرض له شعبنا اليمني ها نحن نستطيع أن نتطور وأن نبني قدراتنا الدفاعية وصناعاتنا العسكرية التي تجعلنا أن ندافع عن حريتنا واستقلالنا .. وهذا ما أكد عليه سماحة السيد كثيراً في الخطاب وقطع الطريق على العدو أننا لا يمكن أن نساوم على كرامتنا وحريتنا مهما كانت التضحيات .. فقد ضحينا بما ضحينا في سبيل الله وسبيل نيل حريتنا واستقلال بلدنا وأننا حاضرون ومستعدون للتضحية أكثر وأكثر حتى يتوقف المعتدون عن عدوانهم ويفكوا الحصار ويرفعوا أياديهم عن بلادنا ..
الاتجاه الرابع : قدم سماحة السيد القائد الإشادة بالمواقف الإيجابية والواقفة مع اليمن ومظلومية شعبها العزيز وعلى رأسها الموقف العلني والقوي والمشرف للجمهورية الإسلامية في إيران كما أشاد أيضا بموقف حزب الله في لبنان والأحرار في العراق ..
الاتجاه الخامس : أكد سماحة السيد القائد موقفنا الثابت تجاه القضية الفلسطينية كمبدأ أساسي فهي القضية الأولى والمركزية .. ولا يمكن أن نقبل بالتطبيع وتصفية وبيع هذه القضية كما أدان واستنكر الإجراءات الإجرامية للنظام السعودي المجرم بحق قيادات من حركة حماس والزج بهم في السجون ومحاكماتهم في تحرك مفضوح وعلني للنظام السعودي الساعي إلى التطبيع وبيع وتصفية القضية الفلسطينية..
كما تقدم سماحة القائد بمبادرة إطلاق أسرى سعوديين وهم (طيار وأربعة ضباط سعوديين ) مقابل أن يفرج النظام السعودي عن القيادات من حركة حماس الذين احتجزتهم وزجت بهم في سجونها وسارعت في محاكماتهم ..
الاتجاه السادس : أكد سماحة السيد القائد جهوزيتنا إتمام صفقة الأسرى التي تم الاتفاق عليها مؤخراً في الأردن ..
كما ختم خطابه بالعبارة المشهورة والمعروفة في كل عام وكل خطاب ( قادمون في العام السادس ) بمفاجآت لم ولن تكون في حسبان دول العدوان وبقدرات كبيرة مع مد اليد للسلام ونحن جاهزون لذلك واليد الأخرى قابضة على الزناد في حال استمر العدوان والحصار فإننا جاهزون أيضا للدفاع عن قضيتنا وهويتنا وديننا وبلدنا وكرامتنا وسيادتنا واستقلالنا ..
في
السبت 28 مارس - آذار 2020 07:14:53 م