|
تتوالى الانتصارات التي يحققها أبطال الجيش واللجان الشعبية في مختلف جبهات العزة والكرامة، في خضم معركة النفس الطويل التي يخوضها أبطالنا المغاوير على مدى خمس سنوات سطر خلالها ملاحما بطولية أذهلت قوى العدوان ومرتزقتهم، ودفعت بهم إلى الذهاب نحو الإغراق في المذابح والمجازر البشعة التي يندى لها جبين الإنسانية، للتغطية على هزائمهم النكراء التي يتجرعونها يوميا.
هذه الانتصارات العظيمة المصحوبة بإنجازات كبيرة في مختلف المجالات وعلى مختلف الأصعدة جاءت من رحم المعاناة في ظل العدوان الغاشم والحصار الجائر وانعدام كافة أوجه الدعم ، بعد أن سيطر المرتزقة على كافة الموارد العامة للدولة ، وعائدات مبيعات النفط والغاز ، وقيامهم بقطع المرتبات ، والعبث بالعملة المحلية بطباعة أوراق نقدية غير قانونية دون غطاء نقدي وبشكل عشوائي ارتجالي ، ترجمة لمخططات قوى العدوان الهادفة إلى تدمير العملة المحلية والقضاء على الاقتصاد الوطني العليل ، وهذه نعمة من الله سبحانه وتعالى أنعم بها على الشعب اليمني المستضعف ، المظلوم ، المعتدى عليه ، المغلوب على أمره.
فلولا معية الله لهذا الشعب المؤمن الصابر الصامد الواثق بالله ، المتوكل عليه لما تحققت كل هذه الانتصارات ولما وصلنا في ظل هذه الظروف لتطوير وتحديث وتصنيع الصواريخ البالستية والطائرات المسيَّرة والأسلحة والذخائر المتنوعة ، وهذا ما أكده قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي في كلمته التوجيهية بمناسبة الذكرى الخامسة لليوم الوطني للصمود والتي تناول فيها هذه الجزئية، مؤكدا أن ( الانتصارات والإنجازات التي تحققت والقدرات التي وصلنا إليها هي نتاج معونة الله مع العمل والتضحية ، ولو بلغ حجم مظلوميتنا ما بلغ دون أن نبذل الجهد لم تكن المظلومية لتكفي لتحقيق الصمود والتماسك ، ولكي تثبت وتتماسك لا يكفيك أن تكون مظلوما بل يجب أن تتحلى بالمسؤولية وتسعى متوكلا على الله ) وأضاف (وصلنا اليوم إلى موقع متقدم يتطلب منا الاستمرار في التوكل على الله وتوجهنا العملي باهتمام وسعي أكبر لإحراز النصر).
وعلينا هنا أن نحرص على هذه النصائح الصادقة النابعة من القلب ، والكفيلة بالأخذ بأيدينا نحو معانقة الانتصار على قوى العدوان والارتزاق والعمالة ، فالنصر لن يتحقق إلا إذا أخلصنا النوايا ، وسلَّمنا أمرنا لله ، وتوكلنا عليه ، وعملنا بجد وإخلاص من أجل الخلاص من الأخطار والخطوب المحدقة بنا.. الاتكالية والتكاسل والتذرع بالحياد والاكتفاء بالتفرج على ما يجري جريمة ، الوطن يمر بمحنة شديدة الخطورة تتطلب أن يعمل الجميع بروح الفريق الواحد ، بنفسيات جهادية إيمانية وطنية ، تتعاطى مع العدوان وأدواته ومخططاته بمسؤولية ، الله معنا ، ولكن الله يريدنا أن نكون نحن معه ، وأن نكون عند مستوى التكليف والدور المنوط بنا في هذه المرحلة الحساسة ، فمهما كانت مظلوميتك لن ينصرك الله ، إلا إذا عملت على إحقاق الحق وإبطال الباطل ، ووقفت وقفة لله وفي سبيله ، دفاعا عن أرضك وعرضك وسيادة وطنك ، وتجندت في سبيل الله.
بالمختصر المفيد: التأييد الإلهي لليمن واليمنيين في معركة النفس الطويل والانتصارات والإنجازات التي تحققت طيلة السنوات الخمس التي مضت من عمر العدوان، محصلة للدعم والإسناد والنصر والمعية الإلهية مع مظلوميتنا وقضيتنا العادلة ، وعلينا ونحن ندخل العام السادس أن نحرص على تعزيز ارتباطنا وصلتنا بالله وتوكلنا واعتمادنا عليه ، وأن نكثر من الحمد والشكر والثناء لله جل في علاه على ما أنعم به علينا من انتصارات وإنجازات وتمكين ، وأن لا يداخلنا الغرور والعجب بالنفس ، ونسلِّم بأنه لولا عناية الله وتأييده وتمكينه لما تحقق كل ذلك ، ولما انتصر الكلاشنكوف المطراوي الصعدي ، على دبابة الإبرامز الأمريكية ، ولما شاهدنا عمليات ( نصر من الله) و( البنيان المرصوص) و( فأمكن منهم) و( فأحبط أعمالهم).
لنثق بالله ، ونتوكل ونعتمد عليه ، وسيهزم الجمع، ويكتب الله لنا النصر المؤزر بإذنه وتوفيقه وتأييده.
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله وسلم.
في الخميس 02 إبريل-نيسان 2020 08:38:17 م