مسودة قصيدة سطورٌ مجتزأة من كتاب الحرب والعدوان
عبدالناصر مجلي
عبدالناصر مجلي

هي الحرب إذنْ؟

مالذي سيتبقى لنا بعد كل هذا الخراب الذي صنعوه لنا
 بهمة عالية تحسدهم عليها كل وحوش البراري وبنات آوى المكائد
إن عاليا رفعناها خرقة الاستسلام البيضاء ملطخة بدماءنا
 وسلمنا أعناقنا لكلاب قريش الإفك والرهبوت لتفعل بها ماتشاء
ماذا سنقول للأمهات اللواتي 
زغردن كثيرا أمام الشاشات
في فرح حزين بإستشهاد فلذات أكبادهن في الجبهات
بينما دوي بكائهن يزلزل ليالي أحزان الخليقة كلها.
أين أخطأنا وأين خانتنا سيوفنا اليمانية السمر
 وهي التي لاتخون أو تُكسر
وكيف تسللت ضباع البغي
 الى حياضنا دون حذر كاف منا ؟!
..........................................................
هي الحرب الباغية علينا إذنْ !
..............................................................
أمر على الأجداث فأرى غضبا عارماً
 يهز تراب القبور هزاً غاضباً وحنقا
 وأسمع دمدمة الأصوات في لحودها 
تدك جدران الأجداث دكا:
"ماكان ينبغي لنا أن نموت أو نقتل
 لكنها المنايا حاصرتنا بغوايتها الظالمة
فمتنا أو قتلنا لكن سيوف الصدّ تهتز
 لاتزال في أيدينا ولا تهدأ أو تخمد!!".
أمر على أغاني الرعاة في وديان الخوف الكبير
فلا أجد إلا بقايا رماد محروق أمطرتهُ
 طائراتهم العمياء على ربيع أيامنا
فأعيد ترتيب المشاهد والاسماء :
من هنا مروا الى مصارعنا ِكبراً على الأشهاد
من هنا عبروا الى أكبادنا ليشعلوا فيها نيران حقدهم الكاوي
من هنا مرت صواريخ قتلهم الكلبيّ الى أسرّةِ صغارنا
لتحرق غَض أحلامهم وتنهش لحم أرواحهم الخضراء
من هناك
من أقاصي جنونهم الوثني أقبلوا قيامات معوجة الأنحاء
ومن ُهنا ُهناك الى ُهنا ُهنا زحفوا مسعورين ومشّوهي ِظلال
ونحن كليوثٍ يمانيةٍ باسلة في متارسنا لانبرحُها ولا نرتد.
فهي الحرب إذن ُجلبت الى ديارنا 
ولابد من كسر خشمها الناري بصوّانِ سطوتنا ومدية الهدّ
دفاعا عن أطفالنا الذين تقودهم أمانيهم الى جنة الله اليانعة
أطفال المنايا التي ُخلقوا لها دون قصد منهم
إلا أنهم كانوا هناك دون حذرٍ كافٍ لم يفقهوا سرهُ بعد
فحصدتهم صواريخ المقت وأحقاد الحقب اليابسة.
أطفالنا الذين لم يتخلصوا بعد من لثغة العمر الأولى
أطفالنا أناشيدنا النبوية التي عصفت بها جوقة الأعراب 
في سعارها الهمجي وحربهم المجنونة على قامات عزتنا 
أطفالنا زهور العمر التي أسقيناها بماء أمانينا الخضر
وأحرقتها نيران الأباطرة البُكم في كرنفال مذبحة الدواب العاوية
أطفالنا الأقاصيص الملونة الضحكات 
والنهايات السوداء في كتاب العدوان الأصمْ .
....................................................
أنادي كلاب البغي والإفك 
أن ُكفوا فلا َتسمع
أنادي ُأمم الأرض
و " ُشرفاء " العالم
 فلم يعُد منهم أحد .
...................................................
هي الحربُ إذنْ ؟
........................................................
أتونا بكل ِكبر الحديد وقسوة قلوبهم الخائفة
ولم تهتز منهم مرؤةً لبكاء إمرأة أو دموع طفل
من أي سخام الإفك ُجبلت مطامعهم فينا حينما هجموا
ومن دلهم على مواقع أكبادنا حينما بسهام بغيهم قد قنصوا
كأننا وحدنا في ليل هذه الخليقة العمياء وحدنا
غادرتنا وعود الزيف ولم يعد أمامنا سوى أمامنا
لنرمح فيه ولا نُكسر أو ننهار .
الموت يحيط بنا من كل جانب 
والأبواب كلها دُوننا قد أُغلقت
وحدهُ إلهنا الطيب بابهُ في وجوهنا لم يغلقُ.
............................................................
هي الحرب إذن ولم يعد منها مفر أو بدُّ
إذن سأشهر رمح نار الصوت على الأشهاد
وأناديهم وحدهم أنادي وليس سواهم غيرهم إلاّهُم
أنادي سيوف الكرّات الصاعقة وشواعط الفتك
أنادي غضبة الأجداد لتنهض من مراقدها
أنادي نخوة الأباء ورماح صعودهم العالي
أنادي عنفوان الأبناء الشدّاد الشدّاد وكل ماصنعوا
وماجدات الغُوث أُناديهن وأُنادي زغاريد هبتهن
أنادي رجال الصد والرد والشدّات
أنادي تواريخ المجد محجلة ومواقع الأنواء :
يالسبأ إن هبّت من مقاتلها إذ هبّت وانتفضت
ويالكل البسالات إذ تجتاح مواقيت الغدر والإسراف
ويالكل صافنات الكرات إذا دوّت في الفلوات صواهلها وما انكسرت
 يالحاشد
 يالبكيل
 يالمذحج
 وقبائل الهبّة الكُبرى
 إذ لبّت وقامت وامتشقت صوارم الثأر وما سكتت .
......................................................
هي الحرب إذنْ
هي الخيانات كلها أحاطت بنا
ولم يعد من من جدار إليه نلجأُ يا الله إلا جدارك الأمتن
قبل أن يدهمنا طوفان البارود الأعور وجراد الشرك والإمحال .
.............................................................
هنا على العرصات سيوف يمانية حمراء أشهرناها
 دفاعا عن صبحنا اليماني الباسل لاغدراً ولا عدوانا
وفي سوالف الأقيال من سبأ رشقنا مشاقر الفُل والريحان
والصبح أمامنا الصبح أغرُّ مثل صلوات أمهاتنا الباسلات
هنا سبأ
هنا حمير 
هنا ذو ريدان
هنا المرؤات كلها أنبعثت للذود الأخير 
عن حياض الأرض والعرض وكرائم القامات
هنا الأرض تزلزل زلزالها
هنا نقم
هنا شمسان
هنا عطان .
.................................................
هي الحرب إذن كشّرت عن قُبحها وانسلت
وتركت لنا في الميدان صافنات الجياد نازفة ومقتولة
فمنْ أوغر صدور إخوتنا علينا منْ !
وكيف تجاوزت كلاب بغيهم بشرّها المسعور حِمى أغانينا
 وشرفات مودتنا وقرابة الدم وقصائد الأعراق
منْ سود صحائفنا أمامهم وطمّعهم في غالي دمنا الغالي 
وعلى مضارب عشقنا العربي دلّهم وأوغر صدورهم علينا وحرّض ؟!!
...................................................................
هي الحرب إذن شاهقة بكل عواءها الباغي
 في وجوهنا البيضاء قد نبحت
ولم يعد من خوضها للدفاع عن حرائر سبأ بدّ أو مهرب.
...........................................................
هي الحرب إذن قد تطعن القلب 
برمح عواءها القاسي وتحرق صفصاف أغانينا
هي الحرب عواء وحشي في ليل القتال المرير والكالح
هي الحرب فاجرة النحر المستذأب وقحبة الفحش
هي الحرب خاتمة القصائد البكر في كتاب المحو والإفناء
هي الحرب :
عدوان مسعور النوايا وكالح مطامع
ومسفوح دم على العرصات نضّاح
ودموع حرّى وملح قهر علقم وحرّاق
وثكالى نائحات ومحروقات أكباد
وأطفال عميٌ وممزّقي أطراف
 في وجه الوحشية الكاسرة !!
..............................................
هي
 الحرب
 إذنْ 
...
...
...
هو العدوان ؟!!
....................................................................
ديترويت – يوليو 2016

في الجمعة 26 أغسطس-آب 2016 07:46:50 م

تجد هذا المقال في الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره
http://cfca-ye.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://cfca-ye.com/articles.php?id=241