|
– الصماد حاسما : “نحن في مواجهة تحد مصيري ، إما نكون أو لا نكون ، نحن حتى وإن عانينا ، حتى وإن واجهنا كثيرا من المشاكل والصعوبات ، نحن ندافع عن قضيتنا وعن عدالتنا ، وهم من سيصيحون من ثبات وصمود هذا الشعب قبل ان ينتظروا أن يصيح هذا الشعب من عدوانهم وصلفهم”.
– الصماد موضحا : “ظنت قوى العدوان أن الشعب اليمني سيخرج للابتهاج بقدوم المحتلين واستقبالهم بالورود ، إلا انهم فوجئوا بأن الشعب اليمني ليس لديه فائض من الورود ، بل فائض من الصمود يكفي لإغراق أقوى وأعتى جيوش العالم في مستنقع من الجحيم”.
– الصماد محرضاً: “فلنكن أوفياء مع أبطالنا في جبهات القتال وفاء ًوعرفانا ًلتضحياتهم ، فلا نصغي للأصوات الشاذة التي تحاول أن تطعنهم من خلفهم بإثارة المشاكل والاختلالات التي لا تخدم إلا أعداء الوطن ، فلولا تضحياتهم لكانت سكاكين القاعدة وداعش تنال من كل حر في هذا الشعب”.
– الصماد صريحا : “نحن لسنا عشاق حروب ولا نعشق المشاكل ، لكننا عشاق حرية ، عشاق استقلال ، عشاق كرامة ، وفي سبيلها لن نبالي بصنوف المؤامرات والتحديات ، لذلك من المهم علينا جميعا أن نرسل رسائل لأعدائنا أننا لازلنا مصممين على مواصلة مشوار الصمود مشوار الكرامة ، مشوار الاستقلال .. لن نرضى بأن تداس كرامتنا ويقتل شعبنا”.
– الصماد فخورا : “يا جماهير الشعب اليمني ، يا من تتجسد فيكم عزة اليمن وكرامتها وصمودها ، انتم من تكتبون الوقائع ، وانتم من تصنعون النصر وتصنعون التاريخ وتصنعون الانتصارات والصمود، والمواقف البطولية التي يسطرها رجال الجيش واللجان الشعبية ماهي إلا نفحة من نفحات صمودكم ، من نفحات ثباتكم ، فهم أبناؤكم وإخوانكم وآباؤكم وأقاربكم ، أنتم من يستمدون منكم الإباء والصمود والصبر ، إنها القبيلة اليمنية التي لم ولن تنحني يوما ما”.
– الصماد ناصحا : “لا تراهنوا على صحوة ضمير العدو ولا على إنسانية المجتمع الدولي المزيفة لوقف العدوان والحصار عليكم ، ولا تراهنوا على أي دعم خارجي ، بل يجب أن تضعوا الخطط الطارئة القريبة والمتوسطة والبعيدة المدى لنصل إلى مرحلة الاكتفاء الذاتي ، وستنجحون بالعزم والإرادة والثبات”.
بهذه الكلمات التي أحببت أن أفتتح هذا المقال في ذكرى هذا الرجل الاستثنائي ، والذي جاء في زمن استثنائي فأصبح رجل المرحلة بحق، وأدار دفة البلد حتى تاريخ استشهاده وقد تخطى أصعب مراحل العدوان .. بدءا من انطلاقته كمجاهد لا يشق له غبار، ثم وزيرا مخلصا لقيادته وشعبه ، ثم متحملا للقيام بدور صعب استطاع من خلاله أن يؤلف المختلف في جو من التناقضات والتباينات حتى تأمنت الجبهة الداخلية ، وأخيرا عندما اصطفاه الله شهيدا وهو مستمر في عطائه لأبناء شعبه حتى آخر لحظة من عمره المعطاء.
رئيس يخطب في الناس فإذاً هو عالم رباني ، فيصف الواقع وفق رؤية قرآنية واضحة ، ومن خلال كلماته تتجلى الحقيقة الناصعة للعقول المتحجرة ، فينفذ منطقه السليم إليها حتى لا يجد أحدهم في نفسه حرجاً من أن يسلم لهذا المنطق السليم ، بل وأن يحب هذا الشخص الناصح المحب الذي حاز محبة في قلوب مناوئيه قبل إخوانه.
من تابع جولاته في الجبهات وحضوره فعاليات تخريج الكوادر يعلم جيدا ما هو النموذج الذي قدمه الرئيس الشهيد صالح الصماد ، فتحركاته تلك سطرت نموذجاً فريداً يختلف تماما عما عهدناه ، رئيس – كما أحب أن يقال عنه – من أجل الشعب ، لا شعب من أجل الرئيس .. رئيس لم ينس يوما عشقه لجبهات القتال ومجالسة المجاهدين ، بل ويؤكد في تلك الزيارات ما يكنه من حب وتقدير لأولئك الأبطال وكأنما هو في داخله يتمنى لو أنه ظل واحدا منهم يتنقل بين الجبال والشعاب والصحارى يذود عن تراب وطنه بدمه..
الرئيس صالح الصماد قدم أيضا نموذجا ملفتا لما يمكن أن يفعل أي مسؤول حين يتحمل مهام منصبه بأمانة واقتدار ، فبحث عن الطاقات الكامنة وقام بتوجيهها نحو البناء رغم انعدام الإمكانات ، فهذه من صفات الأشخاص المؤمنين الذين وثقوا بالله وعرفوا أن في بناء الإنسان يكمن سر نجاح أي عمل خاصة العمل الجهادي ، لذا فقد
استطاع الرئيس الشهيد – رحمه الله – أن يزرع الثقة في من حوله ويحقق نجاحات أغاظت الأعداء رغم صعوبة الظرف الذي تولى فيه مسؤولياته ، ولعل هذا هو أهم سبب دفع الأعداء لأن يسعوا لاغتياله، وقد جندوا لهذا الهدف الكثير من الإمكانات والتقنيات والجواسيس والأموال لقتل أحلام اليمنيين التي تجسدت في رؤية الشهيد الصماد لبلده وأمته.
الرئيس المؤمن تحرك وفق رؤية قرآنية واضحة ، كيف لا وهو الطالب النجيب الذي نهل من مدرسة الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي – رضوان الله عليه – منذ بداية عمله الجهادي، وقد نال الرئيس الشهيد ثقة قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي – حفظه الله – لما وجد فيه من قوة الإيمان والحكمة ، كما أنه كان يتمتع بصفات قلَّما تجتمع في شخص واحد ، وكانت تلك الصفات وتلك الثقة في محلها عندما تحرك الصماد في فترة عاصفة كثيرة الصعاب ، وفي بيئة سياسية متباينة المآرب والمشارب والتوجهات ، فاستطاع الصماد – بتوفيق من الله- أن يترجم توجيهات القيادة على الواقع ويحقق إجماعا بين مختلف الرؤى لما وفره من بيئة استطاعت أن تصمد أمام الهجمة الشرسة التي استهدفت اليمن ووحدته وأمنه.
إن اغتيال الشهيد الصماد كان يمكن أن يؤدي لنكبة لولا أنه – رحمه الله – ساهم في تطبيق مبادئ ساهمت في لم شمل اليمنيين وتقوية ترابطهم ، خاصة بعد فتنة ديسمبر التي أراد الأعداء من خلالها توجيه ضربة قاصمة لوحدة الجبهة الداخلية ، وقد استطاع الصماد بعد القضاء على الفتنة أن يداوي الجراح ويجمع الأطراف السياسية ويقضي على آثار المؤامرات ، لذا نجد اليمنيين بجميع مكوناتهم اجتمعوا على حبه والوفاء لذكراه العطرة ، فسلام الله عليك يا أبا الفضل وعلى الشهداء الأبرار ، ونحن على خطاك وخطى الشهداء الكرام نسير ونحن نقتبس منكم ومن تضحياتكم ما يجعلنا أكثر صبرا في مواجهة أعداء الله وأعداء أمتنا ، فهنيئا لك الفضل الكبير من الله ، ولا نامت أعين الجبناء.
في الجمعة 17 إبريل-نيسان 2020 08:13:24 م