معركة إعلامية سياسية عسكرية إقليمية ودولية وأممية اصطدمت فيها التصريحات مع بعضها وكشفت فيها الحقائق عن نفسها، معركة استخدمت فيها دول العدوان السلام الإعلامي المزيف كسلاح حين زعمت أنها أعلنت عن هدنة في اليمن لمدة أسبوعين يتم خلالها وقف اطلاق النار ووقف العمليات العدوانية بشكل شامل في مختلف المحاور القتالية، وحصلت دول العدوان على مباركة مدفوعة الثمن من قبل مجلس الأمن والأمم المتحدة وترحيب دولي يغلفه الزيف والنفاق، حيث حاولت دول تحالف العدوان بمساعدة المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث أن يسحروا مسامع الناس بحرصهم الكاذب على تحقيق السلام في اليمن بحجة التصدي لجائحة فيروس كورونا لكن سرعان ما اتضحت الأمور وافتضحت اللعبة حين تزامن مع إعلانهم الكاذب تصعيد عسكري خطير في مختلف الجبهات وغارات مكثفة تشنها طائرات العدوان على عدد من المحافظات اليمنية بلغ عددها المئات خلال أيام قلائل.
في البداية استبشر الكثير من الناس خيراً بالحديث عن وقف اطلاق النار في اليمن لأن هناك نسبة كبيرة يتمنون أن يتوقف العدوان خصوصاً عندما تزامن مع إعلان هدنة العدوان المزعومة إعلان الوثيقة الوطنية الصادقة للسلام من صنعاء، فبدا الطرفان جميعهم حريصين على تحقيق السلام لكن تفاوتت مضامين تصريحات الطرفين وغلبت المعطيات الميدانية على التقارير والتصريحات الإعلامية كان غالبية الناس ولا يزالون في حيرة من أمرهم في الداخل والخارج المحب لليمن والموالي لأمريكا كانوا يسألون انفسهم من نصدق ؟ تصريحات غريفيث ودول العدوان؟ أم تصريحات المتحدث باسم القوات المسلحة العميد يحيى سريع ورئيس الوفد الوطني المفاوض محمد عبد السلام التي تتحدث عن تصعيد عسكري كبير يشنه العدوان ومرتزقته وغارات مكثفة في الوقت الذي تتحدث فيه وسائل إعلام العدوان عن ما تسميها بخروقات من تسميهم الحوثيون؟ إلا أن غارات طائرات العدوان المكثفة في صنعاء وصعدة والحديدة والجوف والزحوفات العسكرية اليومية التي يقوم بها مرتزقة العدوان في خب والشعف وصرواح والبيضاء وجيزان أماطت اللثام عن حجم المكر والخداع والكذب الذي يمارسه العدوان بمعية المجتمع الدولي باسم السلام في اليمن.
وفي الوقت الذي ضجت فيه وسائل الإعلام المحلية والعالمية عن الحديث عن وقف اطلاق النار في اليمن الذي روجت له دول تحالف العدوان والأمم المتحدة الذين أسرفوا في التصريحات بشكل ملفت عن السلام وضرورة وقف اطلاق النار في اليمن بدعوى التصدي لفيروس كورونا، كانت هناك مبادرة قوية للقيادة في صنعاء خلطت الأوراق على دول العدوان وعلى الأمم المتحدة وكشفت الحقائق واستطاعت أن تثبت للجميع من هو الطرف الحريص على السلام قولاً وعملا حيث مثلت الوثيقة الوطنية للسلام صفعة كبرى لدول تحالف العدوان وأحرجت المجتمع الدولي وحشرت المبعوث الأممي إلى اليمن في زاوية ضيقة حين وجد نفسه أمام خارطة طريق حقيقية كفيلة بتحقيق السلام في اليمن تتمثل في الوثيقة الوطنية للسلام المقدمة من صنعاء والتي تعتبر حلاً شاملاً للسلام في اليمن فقط تحتاج إلى جدية من الطرف الآخر المتمثل في دول العدوان ومجلس الأمن والأمم المتحدة.
ولو جئنا لنتساءل عن أسباب وأهداف إعلان تحالف العدوان لتلك الهدنة الكاذبة والتصعيد العسكري سنجد أن هناك أسباباً أوجدتها الأحداث والمتغيرات التي يصنعها الله على أيدي أبطال الله الجيش واللجان الشعبية بعد العمليات الميدانية الاستراتيجية التي تمكنوا فيها من تحرير جبهة نهم وتحرير محافظة الجوف من العدوان الخارجي ومرتزقته فخلقت تلك الانتصارات حالة من الخوف والهلع والخشية في نفس العدوان ومرتزقته على محافظة مأرب التي أصبحت الهدف القادم للجيش واللجان الشعبية، وهذا هو السبب الرئيسي لإعلان العدوان للهدنة المزيفة، وهناك أيضاً أهداف أهمها ما تداولته بعض وسائل الإعلام عن وصول قوات أمريكية وبريطانية إلى الجنوب اليمني المحتل للسيطرة على الموانئ والمواقع الاستراتيجية في الجنوب، وهذا التصعيد وهذه الهدنة هي من جهة للتغطية على هذه الأعمال الاستعمارية أضف إلى ذلك محاولة العدوان الحثيثة لعرقلة تقدم عمليات الجيش واللجان التي صارت قريبة من تحرير محافظة مأرب وأيضاً يريد العدوان ومبعوث العدوان أن يكون تصعيدهم العسكري مغلفاً بهدنة كاذبة وسلام مزيف لكي يضمنوا عدم رد الجيش واللجان الشعبية على غطرسة وجرائم العدوان إلا أن حكمة وحنكة القيادة في صنعاء والتجارب المستمرة في الصراع مع هؤلاء الأعداء والمعطيات الميدانية صنعت حالة من الوعي في كيفية التعاطي مع هذا النوع من المعارك بوعي وحذر ومسؤولية بثقة عالية بالله واستمرار في مواجهة العدوان حتى تتوفر نوايا جادة وصادقة لتحقيق السلام في اليمن من جهة الطرف المعتدي والأمم المتحدة وحتى ذلك الحين لله الأمر من قبل ومن بعد.