|
يبدو أن فيروس كورونا لن يتركنا في حالنا ، حاله حال المحتل السعودي والإماراتي في إصرارهما على المضي قدما في عدوانهم الهمجي ، واستمرار حصارهم الجائر والغير مسبوق ، كورونا هذا الفيروس الذي دخل اليمن من خلال السعودي والإماراتي عبر العائدين من أراضيها ، الذين قاموا بنقلهم بطريقة مستفزة وغير منطقية مخالفة للإجراءات الاحترازية التي اتخذتها دول العالم في سبيل مكافحة فيروس كورونا ، والحد من انتشاره على أراضيها ، وتفشيه في أوساط شعوبها ، ومن ذلك إغلاق المطارات وتوقيف الرحلات الجوية وتعليق كافة الأنشطة التعليمية والرياضية والسياحية وغيرها من الأنشطة التي تشهد ازدحاما وكثافة جماهيرية .
حيث عمدت السعودية والإمارات إلى تسيير رحلات جوية عبر مطارات عدن والريان وسيئون ، وقاموا بنقل بعضهم عبر الموانئ البحرية لإعادة من يرغب من المرتزقة الذين يقاتلون مع السعودية في الحد الجنوبي ، وبعض المغتربين الحمقى ممن دفعتهم حماقتهم إلى اتخاذ قرار العودة إلى أرض الوطن في هذا التوقيت بالذات ، وفي ظل هذه الظروف المعقدة ، والأوضاع المضطربة جراء تداعيات أزمة فيروس كورونا ، دون أن يخضعوا أنفسهم للحجر الصحي للتأكد من سلامتهم وخلوهم من حمل هذا الفيروس ، الذي ظل اليمن بكل محافظاته من المهرة إلى صعدة خاليا بفضل الله منه ، إلى أن تسلل هؤلاء المرتزقة وبعض العائدين بقصد أو بدون قصد إلى المحافظات وتسببوا في نشر الفيروس .
من الشحر بحضرموت ، إلى عدن ، ومنها إلى تعز ، وصولا إلى العاصمة صنعاء ، وهي الهدف المنشود الذي سعت السعودية والإمارات على نشره فيها ، لتوفرا لأبواقهما الإعلامية مادة يهاجمون من خلالها حكومة الإنقاذ وتحميلها مسؤولية تفشي هذا الفيروس ، رغم أنهما تدركان المحاولات التي قامتا بها لنشر هذا الفيروس لكي لا يظل اليمن خاليا منه ، اسقطوا جوا موادا ملوثة ، وسعوا بكل السبل لنشره بترحيل لاجئين أفارقة يحملون الفيروس من بلديهما وتم نقلهم إلى اليمن لتنفيذ هذه المهمة القذرة ، ولولا مشيئة الله وعنايته ولطفه باليمن واليمنيين ، ومن ثم الإجراءات الاحترازية التي قامت بها حكومة الإنقاذ ، لكانت الحالات المصابة بفيروس كورونا كثيرة جدا .
أربع حالات تم الإعلان عنها في العاصمة صنعاء ، إثنتان منهما تماثلتا للشفاء مخبريا وسريريا ، وهناك حالات اشتباه تخضع للحجر الصحي ، وقد تظهر حالات تحمل هذا الفيروس وهذه مسألة متوقعة ، ولا يعني ذلك تقصير الحكومة أو تهاونها ، فكبريات الدول العظمى فشلت في الحد من تفشي هذا الفيروس وتكبدت خسائر كبيرة بشرية ومادية وما تزال تتكبدها يوميا ، ونحن والحمد لله في المحافظات الحرة ما نزال في خير ، صحيح الوجع والألم والمأساة كبيرة في عدن والمحافظات المحتلة ونسأل الله لهم السلامة ، وعلينا أن نعمل على الارتقاء بوعينا للخطر الذي يتهددنا ويتربص بنا ، علينا أن نلزم منازلنا ونهجر الأسواق والمجمعات التجارية والمولات الكبيرة إلا للضرورة ، وأن نلتزم بلبس الكمامات والقفازات الطبية والتعقيم المستمر لنحافظ على أنفسنا من الإصابة بهذا الفيروس .
بالمختصر المفيد الدولة معنية بعمل كافة الإجراءات الاحترازية ، وهي المعنية باتخاذ كافة التدابير التي من شأنها الحد من انتشاره ، علينا أن نتحلى بالوعي ، وأن لا ننساق خلف الشائعات والزوبعات التي يروج لها طابور الشقاق والنفاق ، الدولة تقوم بواجبها ، وعلينا أن نقوم بواجبنا في تحصين أنفسنا من هذا الفيروس ، لأن الاستهتار الحاصل اليوم غير منطقي وقد ندفع ثمنه غاليا ، الأسواق مكتظة بالمواطنين ، والالتزام بالإجراءات الاحترازية محدود جدا جدا ، ما نزال في خير ، لنرتقي بوعينا وبحرصنا على محاربة فيروس كورونا والحد من انتشاره ، ولنترك للسلطات الحكومية المختصة القيام بعملها ، بعيدا عن الزوبعات وأساليب التهويل والتحريض الغبية التي ما يزال أصحابها يغردون خارج السرب ، ولنتذكر بأن (درهم وقاية خير من قنطار علاج ) .
صوما مقبولا ، وذنبا مغفورا ، وعملا متقبلا ، وإفطارا شهيا وعاشق النبي يصلي عليه وآله .
في الثلاثاء 19 مايو 2020 11:42:54 م