تصحيح مسار الوحدة اليمنية
محمد صالح حاتم
محمد صالح حاتم

يحتفل شعبنا اليمني بالذكرى الـ30 لإعادة تحقيق الوحدة اليمنية التي تم إعلانها في 22مايو 1990م، واليوم وبعد مرور 30 عاما من عمر الوحدة اليمنية نسمع من يريد الانفصال أو حق تقرير المصير أو من يريد حكماً ذاتياً للمحافظات الجنوبية..


وكما نعلم جميعا أن اليمن على مر العصور كانت دولة مترامية الأطراف مساحتها أضعاف مضاعفة مساحتها اليوم التي لا تتجاوز 555 ألف كم متربع، فقد كانت حدود اليمن الكبير تصل إلى أطراف الطائف في نجد والحجاز وظفار في عمان ،وحدود البحرين، ووصل حكم ممالك اليمن قديما إلى غزة في فلسطين، وممكلة اكسوم في الحبشة، ولولا تمساك اليمنيين ووحدة كلمتهم وتوحدهم ما اتسعت رقعة حكم الدولة اليمنية قديما وما وصل حكمهم إلى تلك المناطق..


وبقيت اليمن كبيرة ودولة قوية رغم أطماع الغزاة وهجماتهم عليها، ولم يكن ليتحقق لهم ذلك إلا بعد تفتيت وتقسيم اليمن إلى ممالك ودويلات صغيرة كما حصل بعد الاحتلال البريطاني الذي احتل اليمن 128عاماً وعمل على تقسيم اليمن إلى أكثر من عشرين مشيخة وسلطنة،وبعد طرد المحتل البريطاني في 30 نوفمبر 1967م، الذي جاء بعد انتصار ثورة26 سبتمبر في 1962م في الشمال التي كان لها اثر في نفوس المجاهدين والمناضلين الاحرار من أبناء المحافظات الجنوبية والتي أشعلت ثورة 14اكتوبر 1963م، بعدها سعى اليمنيون إلى إعادة تحقيق الوحدة اليمنية تنفيذا لأهداف ثورتي سبتمبر وأكتوبر، ورغم أنه كان يوجد نظامان حاكمان لليمن إلا أنه كان يوجد شعب يمني واحد..


بعد ثلاثين عاماً من عمر الوحدة فإن ما نسبته 70% من سكان اليمن هم من مواليد الوحدة اليمنية في الشمال والجنوب وهم لم يعرفوا المعاناة التي عاناها أجدادهم وآباؤهم زمن التشطير الذين كانون يحلمون بالوحدة اليمنية بحيث يتنقلون بحرية وأمان في شتى ربوع اليمن من المهرة إلى الحديدة ومن عدن إلى صعدة..


لكن الوحدة اليمنية كانت ضحية مؤامرات خارجية وخيانة وعمالة داخلية، وهم من عرَّضوا الوحدة للخطر وهم من يسعون إلى تمزيق اليمن من جديد وهذا هو ما يسعى إلى تحقيقه تحالف العدوان اليوم عن طريق جعل بعض المكونات السياسية التي زرعتها وصنعتها المخابرات الخارجية الأمريكية والصهيونية للمطالبة بالانفصال وحق تقرير المصير وسعيهم للإدارة الذاتية في بعض المحافظات اليمنية..


فكما نعلم أنه بعد الوحدة حصلت مظالم وأخطاء وتهجير وإقصاءات لبعض الشخصيات السياسية والعسكرية في اليمن بشكل عام سواء في الشمال أو الجنوب، وهذه يمكن حلها في إطار الوحدة اليمنية ،فلماذا تهدد بالانفصال لأن لك مطلباً أو لك مظلمة أو تعرضت للإقصاء ؟


ما ذنب الوحدة اليمنية كي نحمِّلها أخطاء السياسيين في الحكومات السابقة أو سياسة النظام السابق؟


إذا كانت خطوات تحقيق الوحدة اليمنية وقعت فيها أي أخطاء أو استعجال يمكن أن تتم صياغتها من جديد أو تصحيح مسار الوحدة اليمنية، بحيث يحفظ الحق لجميع اليمنيين ويحافظ على الوحدة اليمنية، كأن يكون شكل الدولة اتحادية أو فيدرالية أو دولة واحدة بحكم محلي كامل الصلاحيات ونظام الحكم رئاسي أو برلماني أو مختلط، يمكن أن تتم إعادة صياغة الدستور من جديد ليكون منظماً ومحدداً لشكل الدولة ونظام الحكم والتداول السلمي للحكم، لكن بشرط أن يكون تحت مظلة الوحدة اليمنية ، وأن لا نتبع أهواء السياسيين الذين يسعون لكرسي الحكم ولا يهمهم أن تكون اليمن دولة واحدة أو عدة دول، لأن كل همهم أن يحكموا ولو عدة كيلومترات مثل دويلات الخليج التي صنعتها بريطانيا لتكون أداة من أدواتها لتحقيق أهدافها الاستعمارية في المنطقة..


فلا مكانة لنا ولا قوة لنا بين الدول إلا بالوحدة اليمنية، فالعالم يتكتل ويتجمع ويتوحد ليكون له قيمته وكلمته، ونحن العرب والمسلمون للأسف نتفرق ونتمزق إلى دويلات صغيرة، وآخرها ما يسعى إليه بعض ضعفاء النفوس في اليمن من عملاء ومرتزقة الإمارات والسعودية لتمزيق وتفتيت اليمن إلى دويلات صغيرة، تنفيذاً لمخططات وأهداف تحالف العدوان السعوصهيوأمريكي..


فالوحدة اليمنية والحفاظ عليها مسؤولية كل أبناء اليمن الشرفاء الوطنيين الأحرار في شمال اليمن وجنوبه، وهي مصيرنا وقدرنا ، وبها سنكون أقوياء ولنا كلمتنا بين الدول.


وعاش اليمن حراً أبياً.. والخزي والعار للخونة والعملاء.


في الجمعة 22 مايو 2020 10:02:16 م

تجد هذا المقال في الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره
http://cfca-ye.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://cfca-ye.com/articles.php?id=2544