|
بعد يوم من تشييع والده، فجعت مديرية جهران خاصة ومحافظة ذمار واليمن عامة برحيل أحد أعلامها النبلاء، الأكاديمي والسياسي والشاعر الناقد والمثقف الحصيف الأخ والصديق العزيز أحمد صالح النهمي عضو مجلس الشورى والقائم بأعمال أمين عام اتحاد القوى الشعبية ورئيس قسم اللغة العربية بكلية الآداب بجامعة ذمار، القلم والكاتب الصحفي الرائع، صاحب الأيادي البيضاء، رحل عن عالمنا المشبع بالدجل والنفاق، بعد حياة حافلة بالعطاء في مجال التربية والتعليم العالي والوسط السياسي.
رحل المبتسم دوما، ورحلت معه ابتسامته، وروحه المرحة، وطيبته التي ظل متحليا بها حتى توفاه الله، كان متواضعا، متسلحا بالإيمان والثقة بالله، كان صريحا في طرحه، جريئا في نقده، وطنيا في توجهه، من ثانوية الزبيري بمدينة معبر مدرسا لمادة اللغة العربية، إلى معيد بكلية التربية بجامعة ذمار، ومن ثم تعين بكلية التربية بالبيضاء، وعقب ابتعاثه لدراسة الدكتوراه في جامعة أم القرى عاد للعمل بكلية الآداب بجامعة ذمار، ليتولى بعد ذلك رئاسة قسم اللغة العربية بالكلية، بعد تدهور صحة أمين عام حزب اتحاد القوى الشعبية المناضل محمد عبدالرحمن الرباعي رحمه الله، كلف بمهام الأمين العام للحزب إلى جانب عمله كرئيس لمجلس شورى الحزب، وصدر قرار جمهوري بتعيينه عضوا بمجلس الشورى تقديرا لأدواره ومواقفه النضالية المناهضة للعدوان، والمساندة للوطن والمواطن.
ظل متواضعا، عاتبته لأكثر من مرة لعدم قيامه باصطحاب مرافق معه من باب الاحتياطات الأمنية، فكان رده: ما عندي لأحد شيء، ومتى ما نزلت الساعة لن ينفع لا مرافق ولا سلاح)، عشنا معه أحلى وأمتع اللحظات، وجمعتنا به علاقة أخوية، تشاركنا الأفراح والأتراح، وكان الرئة التي كان يتنفس بها منتدى جهران الثقافي، شاعريته فريدة من نوعها، وملكاته الإبداعية في الأدب والنقد والثقافة والسياسة، جعلت منه موسوعة يفاخر بها الوطن.
أسهم بفاعلية في صياغة وبلورة العديد من المضامين والأفكار الخاصة بالرؤية الوطنية لبناء الدولة، وكان له بصمات واضحة في صياغة اللائحة الداخلية الخاصة بتكتل أحزاب اللقاء المشترك، وظلت مواقفه ثابتة، وظلت قناعاته راسخة، وظلت وطنيته مضرب المثل، كان رحمه الله محط إجماع كافة القوى والمكونات السياسية، يمقت التعصب والتطرف، وينشد العدل والمساواة، ويسعى للسير على خطى ملهمه السياسي البروفيسور الشهيد محمد عبدالملك المتوكل الذي كانت تربطه به علاقة قوية.
اليوم يرحل عنا، مخلفا وجعا كبيرا، وحزنا عميقا، وجرحا غائرا لن يندمل، اليوم تبكيك يا أبا إبراهيم القلوب قبل الأعين، ما نزال تحت تأثير صدمة رحيلك المفاجئ، لم نستوعب بعد ما حصل، فيا له من مصاب جلل، ويا لها من فاجعة كبرى، إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا على فراقك يا أبا إبراهيم لمحزونون، لتنم قرير العين أيها الوطني الغيور ، ولروحك الطاهرة الخلود في أعلى عليين، طيب الله ثراك، ورحمة الله تغشاك، وأحسن مثواك، وجعل الجنة سكناك وعصم الله قلوب أهلك وكل محبيك بالصبر والسلوان وإنا لله وإنا إليه راجعون ولا حول ولا قوة إلا بالله.
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله.
* نقلا عن الثورة نت
في الأحد 14 يونيو-حزيران 2020 08:50:09 م