|
تتعاضد المشبوهات كلها اليوم في معركة البغي والعدوان، وتصطف تحالفات البغي ومنظمات الأمم المتحدة وحشد العملاء والجواسيس والمرتزقة في معركة واحدة ضد اليمن في زمن الوباء، آملة من ذلك أن تصيب حياة اليمنيين بالفاقة والجوع الذي يؤدي إلى التنازل عن الكرامة ، وتتفاقم الأزمة الإنسانية والمعيشية في بلادنا ، مع تصعيد تحالف البغي والخطيئة في حربه التحالفية على بلادنا ، مع تشديد الحصار الغاشم باحتجاز سفن الوقود عرض البحر منذ أشهر وعلى مرأى ومسمع الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة وهيئاتها التي تلوذ صمتاً فاجراً يؤكد تواطؤها المسبق مع دول العدوان في هذه الجريمة التي تعد من جرائم الإبادة الجماعية .
من نافلة القول أن الإدارة الأمريكية الغارقة في فصول القتل والجرائم على طول العالم وعرضه تتحمل أولاً المسؤولية الكاملة عن استمرار العدوان وعن الحصار المفروض على اليمن وعما تسببا به من كارثة إنسانية تتفاقم مع تفشي وباء كورونا وانتشاره في اليمن ، وعليها تحمل كل تداعيات التشديد المتعمد للحصار في هذا الظرف الوبائي ، كما تتحمّل الأمم المتحدة ثانياً المسؤولية الأخلاقية إزاء مذبحة ترتكبها الإدارة الأمريكية ومملكة السعودية بحق الملايين من البشر بمنع الوقود والغذاء والأدوية عنهم في الوقت الذي ينتشر فيه وباء كورونا ويتفشى بصورة غير مسبوقة ، بعد أن تمكنت دول العدوان نفسها من إيصاله الأمر الذي يجعلنا أمام جريمة مضاعفة ومركَّبة ، ومجرم يريد أن لا يدع لضحيته فرصة للنجاة.
ومن نافلة القول أيضاً أنه ما كان لكورونا أن يصل اليمن ويتفشى لولا الدفع العدواني الخبيث لإيصاله ، وأنه ما كان لأزمات الدواء والغذاء والوقود أن تحدث لولا أن بارجات العدوان والبغي تمنع السفن من الوصول إلى الموانئ ، وما كان لليمنيين أن يفقدوا مرتباتهم لولا أن أمريكا ومملكة العدوان قررتا نقل البنك المركزي إلى عدن وقرصنة وظائفه عن صنعاء ، كل هذه المعاناة الطائلة هي من صنيع حلف البغي والعدوان ، ثم إن الرهانات الخائبة التي يراهنون عليها من وراء هذه الخطايا هي توهُّم وخديعة ولن يتحقق لهم ما عجزوا عنه منذ أعوام.
حوصرت اليمن وعُزلتْ عن العالم لسنوات وما زالت وكان من الممكن لها أن تنجو من اجتياح الوباء الفتاك ، مع ذلك عمدت منظومة العدوان الأمريكي السعودي إلى استخدام كل الوسائل لإيصاله ، ثم بعد أن أوصلته استثمرته ووظفته في حملات إعلامية مسعورة بهدف إشاعة الرعب والإرهاب المعنوي والنفسي لدى الشعب اليمني ، ثم هي الآن تقيم حفلة مجون انتفاشية بانتشار كورونا بين أوساط اليمنيين ، وتحتفي بالجنائز اليومية.
ثم لما تفشى وباء كورونا شددت من حصارها على الواردات الضرورية ، واحتجزت السفن النفطية عرض البحر ، وباشرت تصعيد الغارات والخروقات ، زامن ذلك كله قرار بعض المنظمات المشبوهة توقيف المساعدات الإنسانية ، وإزاء كل ذلك وقفت الأمم المتحدة موقف المتفرج المتمالئ على الجريمة ، وهو ما يعد وصمة عار تاريخية في جبينها.
والحال نفسه في وضع المستشفيات فبعد ما دمرت طائرات حلف العدوان والبغي كل المنشآت الصحية ، ذهبت الأبواق الإعلامية لتتحدث عن مأساوية الوضع الإنساني جراء توقف ما يزيد عن خمسين في المائة من المستشفيات عن العمل ، والشيء نفسه منعت الدواء ثم تحدثت أبواقها عن أزمة انعدام الدواء في صنعاء والمحافظات المحررة ، وحينما منعت المشتقات في عرض البحر ذهبت لتتحدث عن الأزمة الخانقة في صنعاء باعتبار ذلك فعائل اليمنيين أنفسهم..وفي كل الحالات تجند المرتزقة والعملاء كأبواق مأجورة أطلقوا حملات كلامية مسعورة لا تعبر إلا عن حال الضعة والتردي التي يعيشونها.
في الإثنين 15 يونيو-حزيران 2020 07:10:18 م