الأحياء وعُقَالُها ..
عبدالملك سام
عبدالملك سام


ما معنى هذا اللقب أولاً (عاقل الحي) ؟! الاسم في حد ذاته إهانة لباقي ساكني الحي ، ثم تعالوا نرى تصرفات غالبية هؤلاء العقال التي لا توحي بأي عقل ، بل إن تصرفات البعض منهم تذكرنا بالماضي الأليم ، عصر أن كل وأشكر وأنت ساكت ! عصر (تقرص العافية) ؛ فمعظم هؤلاء يعتبرون جزءاً من تركة عصر الفساد البائد ..

في البداية تصرف (العقال) بعقل ، وطبعاً هذا تم بحنكة وروية ودهاء ، إلى أن تم اقصاء مشرفي الأحياء عن مهامهم ليعود العاقل للصدارة من جديد .. ولكن بقي هناك توجس لديهم من مدى سلطة مشرفي الأحياء عليهم ، وعندما اطمأنوا بإصرار هؤلاء أن يعاملوا مثل بقية الناس ، حينها (آن لأي حنيفة أن يمدد رجليه) كما يقال ، فقد هابوا السلطة في البداية ، ثم أنهم اكتشفوا أن هؤلاء الثوار ناس طيبون ولا يملكون أمناً سياسياً وحفلات الضرب والإهانة التي كانت تقام في الماضي ، بل هؤلاء الجدد طيبون لدرجة غريبة ومتواضعون ، بل ويمدون أيديهم للجميع !!

سبحان الله ، بورصة الغاز العالمي تتغير بحسب الظروف العالمية ، أما بورصة الغاز عندنا فتتغير بحسب مزاج العاقل ! فقد تباع أنبوبة الغاز في حي ما بـ3200 ريال وفي الحي المجاور بـ3800 ريال .. وقد يكون وزن أنبوبة الغاز في مكان 18 كيلو جراماً ، وفي حي آخر 10 كيلو جرامات فقط .. كله بحسب ذمة العاقل وشطارته !! أما الشكوى فهي لله وحده ، لأن هؤلاء مدعومون من بيروقراط متوارث ، وأما رجال الثورة فما زالوا يرون أنه يمكن لهؤلاء أن يصلحوا في يوم ما !

أنا لست ضد العقال بتاتاً ، ولكني أعتقد أنهم غير ضروريين بالمرة ، ففي ظل الدولة ومؤسساتها يمكن الاستعاضة عن هؤلاء العقال بمكتب للحي فيه موظف حكومي يعرف حدود مهامه ولا يتصرف كشيخ قبيلة . موظف دوره أن يخدم مصالح الناس مقابل المرتب الذي يناله ، فلا يحاول أن يكسب ولاءات الناس بغرض منافسة الآخرين الذين يزاحمونه على المنصب ، ولا يجري صفقات تحت مسمى خدمات للحي ، وهناك تجارب عالمية في هذا الصدد يمكننا الاستفادة منها .. أو على الأقل يمكن وضع قوانين وقواعد لا يتجاوزها هؤلاء ، والأهم هو ازالة العناصر الفاسدة وتعيين أشخاص لديهم ضمير لخدمة الناس .. والأهم من هذا كله أنني ما زلت على رأيي بتغيير مسمى (عاقل الحارة) هذا .. ودمتم بود .


في السبت 27 يونيو-حزيران 2020 09:27:05 م

تجد هذا المقال في الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره
http://cfca-ye.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://cfca-ye.com/articles.php?id=2639