|
بث شعراء المرحلة لنا شعرا ثوريا في مواجهة العدوان البائس الذي انتهى به الأمر للخسران وتشتت بين حرب اليمنيين وحرب الكورونا ..!
والشعراء المقاومون للظلم صاغوا قصائد نفيسة تحوي كل معاني الجمال بما وصفت القيم والمبادئ السامية التي ترقى بالفرد وتجعله شامخا مستقلا حرا ..
وقد بث شعراء العصر المواجهون للعدوان وأذياله وأذنابه وأدواته قصائد حماسية عكست المشهد اليمني الذي يضخ كل معاني البطولات والفروسية وبما يحاكي العصور الأولى ..
وقد ترك الشاعر اليمني المتمكن والمجيد اثراً في نفس المستمع ،
ومجالاته كثيرة ، وليست فقط ميادين المعارك هي التي تستنبط الحماسة ، إذ غالباً ما يتبادر إلى الذهن أن شعر الحماسة هو الشعر المتعلق بالحرب الذي يصف المعارك ويشيد بالأبطال ويتوعَّد الأعداء، ويرثي أبطال المعارك ، ويمدحهم ، أو فخر الشاعر ببطولاته في الحرب، فالشعر الحماسي قد نلحظه في مجال الفخر ، والرثاء، والغزل، لأنه في كل تلك المجالات يتطلب أن يتحلى الشاعر أو السامع والقارئ بالصبر والجهاد ورباطة الجأش .. وما إلى ذلك من تحميس وتحفيز للنفس . كما كان يفعل عنترة في غزله الحماسي، حيث يصوِّر نفسه بالبطل الأوحد بين عشيرته لأجل أن يظفر بود محبوبته
خصائص شعر الحماسة:
المبالغة في الفخر .
الاعتداد بالنفس .
وصف الخصم وصفاً كاريكتورياً، أو وصفه بالعنجهية والتوحش والطاغوتية المفرطة .
وحديثنا اليوم عن شاعر اسهم في رفع الظلم عن الأمة الإسلامية وعن بلده وفي الدفاع عن قضيته العادلة بسلاح الكلمة الى جانب مشاركته في ميادين القتال بسلاحه الشخصي فتعالوا بنا نتعرف على ملامحه الشعرية اكثر :
الأسم: ناصر صالح محمد جبران
من مواليد :1983
محل الميلاد :خولان الطِّيَال قَبِيلَة اليمانيّة العُليَا محافظة صنعاء
اللقب الشعري: شاعر الجهاد والمقاومة الإسلامية
الكنية: أبو الحسن
الحالة الاجتماعية: عازب مستمر
العمل : مجاهد في سبيله سبحانه
المؤهل : ثانوية عامة
بزغت موهبته الشعرية بعد استشهاد السيد حسين بن بدر الدين الحوثي- سلام الله عليه – حينها ثارت قريحة شاعرنا.
لم يكن قد تأثر في شعره بأحد من الشعراء وإنما فطرته وحماسته وحسه المرهف هو من جعله يصوغ الكلمات صوغاً جميلاً وينمقها كأنها عقد لؤلؤ منظوم .
لم تنشّد له أي قصيدة لأسباب متعددة منها عدم وصول صوته للمنشدين رغم قوة كلماته وموازاتها لكثير ممن أنشِدَ لهم أو ربما احسن من بعضهم
قصائده يعجز عن حصرها لكثرتها كونها كانت مواكبة لكل حدث وتنهمر كالمزن المدرار وخاصة أيام الحروب الأولى وكانت تواكب كل حدث آنذاك بل انه أحيانا كان يكتب ثلاث قصائد في اليوم الواحد وكانت لها قيمتها ولم تكن لمجرد الكم بل الكيف حيث كانت هادفة وبليغة وتتلخص جميع مواضيعه في الدفاع عن المسيرة القرآنية والجهاد والمقاومة الإسلامية بجميع محاورها ومنها ما يترجم معاناة الشعب وثورته ضد الطغيان والظلم ،وكثير من قصائده تاهت بأوراقها في دهاليز الحقائب.
له مشاركة شعرية خارج اليمن بمؤتمر شعراء الصحوة الإسلامية في إيران، اما في الداخل محلياً فقد شارك في عدد من الأمسيات الثورية في ساحة التغيير وعدد من الصالات في عدة مناسبات ولم يوثق حينها تلك القصائد كان يكتبها آنية وفي ورق أو قصاصات ولا يحتفظ بها .
بالنسبة للمسابقات الشعرية فهو يرى أن من يجاهد بشعره لا يناسبه أن ينافس غيره لأنهم في مترس جهادي لا مسابقاتي ..!
يرى شاعرنا انه لم يحظ بأية فرصة إعلامية كأن يظهر على أي منبر أو صحيفة أو إذاعة لأنه لا يهتم بمثل هذه الأمور…
كثيرا ما زاره الهاجس وكتب قصائده في كراتين السجائر المرمية على رصيف أو في جلسة مقيل ..ولأنه شاعرٌ واع وفاهم لبَّ القضية أبت روحه المثابرة والجسورة والغيورة إلا أن ينطلق لساحات النزال مع بدء العدوان الجائر على يمن الحكمة والإيمان ورحل مع الله الى جبهات الشرف ملبيا داعي الجهاد وفي سبيل الله يقضي شهورا عديدة وهو يبلي بلاء حسنا هناك .
كان الشاعر ناصر جبران بما يحمل في ذاته من حمية وغيرة وشجاعة قد اعتقل أيام الحروب الأولى لأنه لم يبتلع لسانه ويسكت عن الباطل وبقي في المعتقل شهورا ونال من التعذيب ما نال وكما عبر عن ذلك العذاب انه يشبه عذاب جهنم حسبما يصفه الواصفون .
شاعرنا ناصر جبران كتب ويكتب الشعر الشعبي بكامل أوزانه وألحانه وقال عن شعره انه شعر راقٍ من المدرسة الخولانية خولان الطيال ..
يكتب كذلك الشعر الفصيح عموديا وحرا بكل أنواعه وأوزانه على الرغم من انه لم يدرس النحو ولم يدرس في البلاغة شيئا عن بحور الشعر وأوزانه وفنونه ولم يتأثر
بأحد من الشعراء عدا انبهاره بقصيدة هنا أو هناك.. وقد أصبح شاعرا بالفطرة.
ومن حديقته الشعرية نقتطف لكم بعض الزهور اليانعة .. حيث شارك شاعرنا هموم وقضايا الأمة الإسلامية إلى جانب هموم القبيلة اليمنية وما يدور فيها من أحداث
وقد نالت قضية القدس من هاجسه المشتعل وعلى إثر ذلك صاغ قصائد لا حصر لها ومنها ما اخترته لكم :
فَصلُ الخِطَاب…يوم القدس..!!!
جَرّدِيهم
مِن عِذَابِ الفَخرِ … يا فَصلَ الخِطاب
وَانْزعي أروَاحَهم نَزعَاً … بِآياتِ العَذَاب
فَلَهم في كلّ عامٍ ألْفُ عُهرٍ
وإلى كلّ مُذِلٍّ مُهلِكٍ مُستَكبرٍ … ألفُ انْتِساب
وَلَنَا في كلّ يومٍ مِنهمُ
ألفُ سَفِيهٍ مُجرمٍ … كَم سَامَنا سوءَ العَذَاب
وَلَنَا ألفُ أسيرٍ وقَتِيلٍ ومُصَاب
كَم قَضَى بالفَقرِ حُرٌّ عندَهم
بل وَكَم
وَارَى يَتِيمَاً قَبلَهُ
مِن فَقرِهِ فِينا التّرَاب !
هُم عَلَينا أقوياءٌ
يَبسطونَ الحِقدَ
مِن أهوَائهِم بَسطَاً … على كلّ الرِّقَاب
وَمتى نُودوا إلَينا
كَم تَدَاعوا نحونا مِثلَ الذّئاب
يَسلُبونَ الرّأسَ خَطفاً
مِن عَلى كلّ عَزِيزٍ وَمُهَاب
يُوقِدونَ الأرضَ قَصفَاً
مِن أزِيزٍ مُستَمِرٍّ
في نَفِيرٍ بِعَتَادٍ وَسُبَاب
وعلى أعدَائنا كانوا … طَنِينَاً مِن ذبَاب
هُم أذِلَّاءٌ عليهم
رُحَمَاءٌ بَينَهم
كَمذَا يَجودونَ بِنَفطٍ لِلعِدَا
ما حَاصَرونا
مِن هَوَاءٍ وَشِفَاءٍ وسَحَاب
أوفِياءٌ حيث يَأبَى اللهُ … أشبَاهُ الكِلَاب
وَإذا نُودوا لِيَومِ القُدسِ
وَلَّوا خَلفَ أعذَارِ القَضَايا
صَفَّدوا آذَانَهم … أو يُعلِنونَ الإنسِحاب
أشرَكوا باللهِ طُرَّاً
ثمّ جاؤوا
يَلعَقونَ الخَمرَ
مِن فَرجِ الخَطَايا وَدَوَاةِ الاغتصاب
وإلى التَّطبِيعِ جاؤوا … بِعِناقٍ وَشَرَاب
يَحتَسونَ السُّكرَ جَمرَاً
في كؤوسِ العُهرِ
مِن بعد انْتِمَاءٍ والتِحَاقٍ
واحتِسَاءٍ والتِذَاذٍ والتِهَاب
رَقَصَت أهوَاؤهُم
للغَاصِبِينَ اليوم في مَقهَى المُنَى
رَقصَاً مُثِيراً مُغرِياً
مِثلَ الجَوَاري
كَاشِفَاتٍ عَارِياتٍ
بعدما جاؤوا
بِتَحرِيمِ الذي جاؤوا وَتَشرِيع الحِجَاب
فَسَقَت أعذَارُهُم
فَاستَوحَشَت أوزَارُهم مِن بَعضِها
ما استَأنَسَت بالفُسقِ
آلآتُ المَنَايا دَاخِلِ الأقصَى
وَأولادُ الّلواتي…
يَدخلونَ المَسجِدَ الأقصَى غُزَاةً
وعلى أبنَائِهِ بالموتِ جاؤوا … دَخَلوا مِن كلّ باب
أيّهَا الآتونَ مِن بَينِ السّحَاب
تحت تَوجِيهِ الأفَاعِي
مِن بَنِي صهيونَ مِن أهلِ الكِتَاب
يَقصفونَ الأهلَ في صنعاء
كي تُهدَى إلى نَبذِ الهُدَى
أو تُعلِنَ الأهلُ التَّوَلِّي
لِقوَى الشّيطانِ
لَا أنْ تَتَوَلَّى اللهَ
أو تَرجو مِن اللهِ الثَّوَاب
لَملِموا أشلاءكُم وَهمَاً تَهَاوَى
تحت وَعي الصُّبْرِ
ما زَالت هُنا دون انتِشَالٍ
فوق صَحرَا جَنَّةِ الدّنيا وَتَشنِيعِ السّرَاب
لَملِموا إخفَاقَكم
فالمَوتُ يَعدو نَحوَكم مِن بعدِها …
مِن كلّ فَجٍّ …
مِن بِحَارِ الشّعبِ …
مِن أجوَائهِ ….
مِن بَرِّهِ سَهلَاً
وَوديَاناً … وَصَحرَاءً
وَأوتَادَاً… ومِن بينِ الشِّعَاب
قد طَوَاكُم وَعيُنَا وَأدَاً جَدِيدَاً
وَاستَوَينَا قِيَمَ الإيمَانِ مُلْكَاً وَاعِدَاً
في طَرْفِ عَصرٍ نَاطِفٍ بالخيرِ عَدلاً
مُذ تَرَبّعنَا أسَاطِيرَ الرُّؤى
واستَوطَنَت أقدَامَنا عَينُ الصَّوَاب
وَرَفَدنَا صَحوَةَ الدّنيا شعَارَاً
أسمَعَ الأقصَى وَمَن في القدسِ
أهدَى مَنطِقٍ في الدّهرِ … في أقوَى جَوَاب
فَايأسوا يا شِيعَةَ التَّطبِيعِ
ما عُدنا فِدَاءً
قد دَنَى الإفلاتُ مِن سوءِ العِقَاب
أإلَينا جُرَّت الحُكَّامُ
كي تُنعَى على وَقعِ الرَّدَى
ما شَمَّرَت للقدسِ
أيمَانُ الفِدَا في خيرِ شَعبٍ
ما تَدَاعَى تحت أعلَامِ الهُدَى … أنْهَى العَذَاب
أقدَمَت سَعيَاً لِإطفَاءِ الهُدَى
واللهُ يَأبَى ما أرَدتم
فَاجنَحوا للمَوتِ
ما عُدنا أسَاطِيراً لِإسقَاطِ الإمَا حُكْمَاً عَلَينا
قد دَنَت آجَالُكُم
فَاستَمثِلوا للمَوتِ حُكمَاً نَافِذَاً
يا شَرَّ حُكَّامٍ تَلَهَّى عَهدُهُم
بالفُسقِ والتَّطبِيعِ عَنَّا … بعد تَكذِيبِ الكِتَاب
أينَ أنتم
مِن أنِينِ المَقدِسِيَّاتِ اللواتي
عُذِّبَت في كلّ ظَرفٍ
حَابِلٍ بالّلهوِ
بالتَّطبِيعِ
بالتَّهويدِ للقدسِ الشَّريفِ … وبالأذَى والاغتصاب
أينَ أنتم مِن ثَكَالَى قُدسِكُم
مِن جِيلِهِ المَذبوحِ طِفلاً
تحت مَرأى أعيُنِ الحُكَّامِ
عن مِحرَابِهِ المُحتَلِّ
عن تَدنِيسِهِ … هل مِن جَواب؟!
أيُّها الآتونَ … حُكَّامَاً عَلينا مِن بَعِيد
يَقصفونَ الأهلَ في صنعاء
لَكِن …
عن قَضَايا أُمَّةِ الإسلامِ
في قَاموسِهِم
عن قُدسِهِم
عن قَصفِ إسرَائيلَ
للأطفالِ فِيها
للنّسَاءِ المَقدِسِيّاتِ الّلوَاتي
يَستَغِثنَ اللهَ
والحُكّامَ أعوَامَاً عِجَافاً… لا جَدِيد
جَاءَ يومُ القُدسِ
مِن طَرْفِ المَنَايا
صَحوَةً كُبرَى … ومِن نَبضِ الضَّمِير
وما هذه الأبيات إلا غيض من فيض، فقد استرسلت هواجسه تخط لحناً حزيناً يدمي المقل لفرط ما وصف من حال ..
ولم يغفل شاعرنا عن الشهداء الأبرار وسأقتطف لكم جزءاً مما قال فيهم :
الأَحيَاء في أُسبوعِهِم …!!!
١- لا تسأليني إنْ غَدَت إطرَاءَ :: ما السِرّ مَن يَدري فَلن يَستَاءَ
٢- فقد استَقَرَّ على النّجومِ مُزَوَّدٌ :: عَشِقَ الكبارَ فَأمطَرَ الأجوَاءَ
٣- ولقد نَهَى المُتَعَفّفينَ غَزِيرُهُ :: فَلَحَى السّباتِ خَوَالِفَاً وغُثاءَ
٤- فَقَضَى على المتَطَيّرين بِذكرِ مَن :: صَعَدوا لِكَي يَلِدَ الثّرَى الأبناءَ
٥- ومَضَى يَردُّ على الجَمِيلِ بِنَبضِهِ :: فَسَبَى الرُّؤى وَتَوَسَّطَ الجَوزَاءَ
٦- يَعدو بِي الإطرَاءُ حينَ يَجرُّني :: طَرْفُ الرِّضَى مُستَوقِفاً مُهدَاءَ
٧- ويسيلُ نَظمِي مِن شفاهِ نواجِذِي:: حِكَمَاً تُطاعُ متى رَثَا الشّهدَاءَ
٨- وَسَلِي الكِتَابَ مُهَيمِناً أبدَاً على :: ما قَبلِهِ مُتَوثِّباً وَضَّاءَ
٩- تُسْدِي مع الإلهَامِ مَوقِفَ مُبدِعٍ :: نَظَمَ الحَدِيدَ سَبَائكَاً وَعَزَاءَ
١٠- فَتَجَمهَرَت بِصَداهُ كلُّ بَلِيغَةٍ :: لِتَطوفَ تحتَ سَمَائهِ غَنَّاءَ
١١- ما جَدَّ صَدرٌ واستقامَ مُدرّبٌ::نَشرَ الجمالَ مَدَائِحاً وَدُعَاءَ
١٢- ومتى هَجَى العُدوانُ رِدَّةَ مَنطِقٍ::بَرَزَ الهُدى مُتَنَزّهاً وأضَاءَ
١٣- فَامضِي مع الوَقَفَاتِ سَمعَاً مُنصِتَاً::نَسمو بِهِ أو نَسبَقُ الأنبَاءَ
١٤- واستَنهِضِي اليمنَ المُهَيمِنَ وَعيِهِ :: لِلِقَاءِ مَن حَمَلوا الهُدَى أُمَنَاءَ
١٥- وَاستَفسِري يَمَنَ الصّمودِ وبأسِهِ :: عن أمرِهِم وقَبَائلاً نُجَبَاءَ
١٦- وطفولَةً وَأدَ الغزاةُ أمَانَهَا :: مِن بعدِ ما قَصَفوا هُنا الآبَاءَ
١٧- وَعُروبَةً ذُبِحَت بِحَزمٍ مُسبِتٍ :: هَدَمَ الحَيَاةَ مَبَادِئاً وَحَياءَ
١٨- عن نَخوَةٍ وحَمِيَّةٍ وشَجَاعِةٍ :: وَثَبَت خُطَىً وبَوَاسِلاً شُرَفَاءَ
١٩- فِيهُم يَخُطُّ الإفتِخَارُ مَدِيحَهُ::وَعَلَيهِمُ يَسعَى رِضَىً وَثَنَاءَ
٢٠- وَاستَفسِرِي الحَزمَ الذي عَصَفوا بِهِ :: واستَهزَأوا بِعَتَادِهِ استِهزَاءَ
٢١- وَلتَسألِي الجَبَهَاتِ عن صَوَلاتِهِم :: وعوَاصِفِاً وَثَبوا لها غُرَبَاءَ
٢٢- وَسَلِي أدَا السَّاحَاتِ عن ثَوَرَاتهِم :: وَكَذَا الرِّفَاقَ مَوَاهِبَاً وَنِدَاءَ
٢٣- تَجِدِي الجَوَابَ بَأنّهم أُسطورَةٌ :: فَخُذِي إذاً هيَ لَم تَكُن آرَاءَ
٢٤- حَمَلوا الشَّعارَ على الأكُفِّ نَبَاهَةً :: فَغَدوا بِهِ الأنصَارَ والأُمَرَاءَ
٢٥- وَبَنوا مِن الأمَلِ البَعِيدِ مَسِيرَةً :: تُسقَى الجهادَ فَتَغلُبُ الأعدَاءَ
٢٦- عَادَ اليَهُودُ فَعَاوَدوا بِإمَامِهِم :: سِبطَاً هَدَى لِسَبِيلِهِ الأرجَاءَ
٢٧- ومِن الحسَينِ تَنَوَّروا فَبفَضلِهِ :: أولُوا الجهادَ قَوَافِلاً حَمرَاءَ
٢٨ فَدَعِي اليَرَاعَ يَجِدُّ في تَدوينِهِ :: ودَعِي المشَاعرَ تَسبِقُ الشّعَرَاءَ
٢٩- ودَعِي القَرِيحَةَ بُرهَةً في رَوضَةٍ :: تُسقَى البَيانَ فَتَصنَعُ العَصمَاءَ
٣٠- وَدَعِي العِذَابَ مَوَاهِبَاً يَمَنِيَّةً ::تَستَخلِصُ الأَحسَابَ والأسمَاءَ
٣١- فَهُنا الصُّعُودُ حَقِيقَةً وَكَرَامَةً :: وشهادةً لا تَعرفُ الإخفَاءَ
٣٢- وهُنا الفِعَال مَلاحِمَاً وقِيادَةً :: تَطوي الأَذَى وَتَعَنِّفُ الأشيَاءَ
٣٣- وعلى الرَّدَى تَهمِي الرّقابُ وَتَرتَمِي :: حينَ الأذَى يَتَقَمَّصُ الأخطَاءَ
٣٤- وإلى الصَّوَابِ تَجُرُّ كلُّ شَعِيرَةٍ ” هِمَمَ الأُباةِ وتُرشِدُ العُقَلاءَ
وعدد أبيات هذه القصيدة العصماء يتجاوز الخمسين بيتاً ..
برع شاعرنا في رص أبياته باقتدار فنجد ألفاظه ومعانيه تعبِّر عن إحساسه بحسن بيانه فتبزغ قصائده مثل شمس منيرة بعد طول ظلام، وفي قصيدته السابقة نلمس توظيفه الجميل للعبارات وبذلك تكتمل قصائده من حيث دقة الوزن وقوة اللغة وجمال الصور وتغدو قصائده بصورها الحركية مزدانة بالذهب ..
ومن حديقته نشتم وإياكم عبير قصيدة أخرى بلونها الشعبي الأصيل وفيها يتحدث عن قبيلة مارب وتقول أبيات القصيدة :
إحنَا السَّنَد يا اشرَاف مارِب ما طَلبتوا والمَدَد
وانتوا سَنَدنا ما غُزِينا …صَف عند الطّارِفه
ولا علَينا يا عَبِيدَه مِن عَبِيدَه مَن حَشَد
وانا عَبِيدِي مِن عَبِيدَه ما غَزِتها زاحِفَه
مرَاد مِنّي لوَ غَزَاها مِن قِوَى الشيطان حَد
ولا بِمِثلي با تِفَرِّط ما غَزِتني عاصِفَه
يا الرَّبع مادام المِجَمَّع تِحت مَن خان البَلَد
فالكلّ مَعني والمَوَاقِف للرّجال العارِفَه
جِينَاه بالفتح المؤَكّد نِعم مَن لَبّى وجَد
مِن قَوم مارِب مات ِدَاعَينَا قُبل مِتكاتِفَه
يا وَعد وَافَى اليوم مارِب ما تِدَاعى واستَعَد
مِن دون مارِب لا رِجِعنا والشّوَاهِد عازِفَه
قُل للعَمَالة وَسْط مارِب مَن يِقَاتلنا شَرَد
والمَوت لِه ذِي مَا يِسَلِّم بالحلول الهَادِفَه
لولا المَوَاقِف ما عَرَفنا الفَسل أو بان الأسَد
والعَار مِن حَظ العمالة أو نَصِيب الخايِفَه
مِن بعد تَطهِير المِجَمَّع سوف نِبقَى الدَّهر يَد
واقسِم بِرَبّي ما تِفَرّقنا وَسَاوس زَايفَه!!!
نجد قصائده تتميز بنبرة موسيقية عالية متناسبة مع طبيعة المواقف المعاشة ونجد ان تكوينه العاطفي صاغ اعذب الجمل وارقاها وأرقها فهو يتذوق الأشياء بنكهة مختلفة.
وكانت مجازر العدوان الجائر قد حركت قريحته الشعرية ومثل بركان متوقد ثار بما أملته عليه بشموخ وعزة وإباء وغيرة متقدة على أرضه وبني جلدته واخترت لكم إحداها
قصف الغزاة لنساء تعز في السجن!!!
يا شَرعَبَ العِرضُ نادَى أيّكم وثَبَوا
فَأنتمُ مَن لَهُم مِن بأسِهِم نَسَبُ
مَن مِنكمُ بالمَنَايا للكِفَاحِ مَضَى
ومَن تَدَاعَى لِغَازٍ ما لَهُ أدَبُ
ومَن على نِسوَةٍ في السّجنِ نازفَةٍ
مِنْكُم ومَن في تَعِزٍّ للنّسَا غَضِبوا
تَمَزَّقَت فَوق أرضِ الخانِعِينَ على
قَذَائفِ الذّيلِ لكنْ فوقَها كَذَبوا
أين الرِّجَالُ أجِيبوا هل لَهَا حَسَبٌ
فِيكُم وَهذي تَعِزٌّ ما لَهَا حَسَبُ
هذي بَنُوها دُمَىً للغَزوِ فاسِقَةٌ
على ثَرَاها هَوَى المحتَلُّ والذَّنَبُ
أرَى تَعِزَّاً تُبادُ اليوم مِن خوَلٍ
ومِن غُزَاةٍ بها سامَوا وكَم لَعِبوا
فَمَا ارتَقَى طَرْفُها شِبْرَاً بِعَاصِفَةٍ
ولا احتَسَت بِنتُ خمسٍ كَأسَ مَن خَطَبوا
ثُوروا على الغَزوِ عدواناً بِهِ حَزَمَت
بِنتُ الشّياطينِ كَم تَطوي وَتَرتَكِبُ
قُوموا مِن النّومِ قوموا يا مَن استَرَقَت
سَمْعَ الهُدَى بِهِمُ الأعدَاءُ واغتَصَبوا!!!
وللسيد القائد انسالت حروفه جمال وعذوبة وبعث له بهذه القصيدة مهنئاً إياه بمناسبة المولد البنوي حيث صاغ له رائعة تأملوها واستعذبوا كلماتها فقد يصلكم ما وصلني من تراتيل عشق عازفة تلاها تحت عباءة الهوى الأصيل في حب النبي صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله الطيبين ومنها ما قال فيها :
تَهْنِئَة المَولِد للسيّد القائد…:
سـَلْ عَنِّيَ العِشْقَ كَمْ طَارَتْ بِهِ الجُمَلُ
وَكَمْ بِهِ نَصَّبوا دُونِي وَكَمْ عَزَلوا
تَجِدُّ والعَذْلُ يُقْصِيهَا هَوَىً وَيَدَاً
لَكِنَّهَا الجِدّ لَو جَدّوا وَلَو عَذَلوا
تَضَيْغَنَ الأمْسُ عَمْدَاً وَالمُرِيدُ بِهَا
يَجودُ نَطْفَاً فَمَا التَّسْنِيمُ ما العَسَلُ
تَمَسَّكَ النَّظْمُ بالقُرْآنِ فَانْبَجَسَتْ
مِنْهَا الرُّؤى فِيكَ تَسْتَثْنِي وَتَكْتَمِلُ
فَمَنْ تَوَلَّاكَ سَبَّاقَاً فَتَىً وَهُدَىً
أمْلَى، فَإنْ تُمْلِ تُنْكِ الجُرْحَ يا أمَلُ
سَلَّيتُهَا العَقْدَ ألْمَاسَاً على مُقَلٍ
تَرَبَّعَتْ فِيكَ فَاسْتَوفَى بِهَا المَثَلُ
وَكَيفَ يَأويْ مِن الخَوْفِ الكهُوفَ فَتَىً
في الخَطْبِ يَأويْ إلِيهِ الكَهْفُ والجَبَلُ …؟!!!
تَوَدَّدَ الشَّوقُ أعْوَامَاً عَبثْتَ بِهَا
غَظَّاً وَلِيْ رَقَّ بَابُ السَّبْعِ ياَ زُحَلُ
تَجَنَّحَتْ فِيكَ أفْكَارَاً مُسَدَّدَةً
وَأنتَ عَنِّي بِهِمْ تَلْهو وَتَنْتَقِلُ
لَو يَنْطقُ الوُدُّ في مَضْمونِ مُوْجَدَةٍ
أبْكَى الهُدَى أو جَرَتْ في دَمْعِهـا المُقَلُ
تـجَلَّدَت فيكَ آمَالي مُصَابَرَةً
تَجَلّد الأيَن في الأفَكَارِ مَا سَألوا
فَأشْرَقَت في يَدَيكَ الرّوحُ وابْتَهَلَت
مَوَدَّةٌ حيث صَوْت الفَجْر يَبْتَهِلُ
نَطَفْتَ هَدْيَاً سَقَى الدّنيا شَرَاسَتَهُ
حَيَّاً تُرَوٍي فَيَحْيى القَولُ والعَمَلُ
بأي كَفٍّ تُغَنِّيهَا مُكَلَّفَةٌ
تَجَرَّعَت في ثَرَاهَا العَشْرُ والخَوَلُ
كَفٌّ تَوَلَّتْكَ في عُسْرٍ فَمَا نَكَثَت
على خُطَاها مَضَت صَنْعَا بِمَن وَصَلوا
وَجُلّ مَدْحِي بلا بَابٍ أطَيرُ بِهِ
إليكَ صَدْرَاً وِمِن بَعْدِي لَكَمْ دَخَلوا
تَظنُّ دَعْوَاكَ أنَّي بالحَنِينِ أرَى
وَأنتَ أمْرٌ لَهُ الإلْهَامُ يَمْتَثِلُ
وَجِئتُ وَالأرضُ إيْحَاءً يَسِيرُ على
مَهْدِ الهُدَى تَصْطَفِي طٰهٰ وَتَحْتَفِل
بِعَينِ شَوقٍ تُمَنِّينِي مُزَوَّدَةً
بِسِرِّ جِبْرِيل كَمْ تَاقَت وَكَمْ يَصِلُ
يا منْحَةَ اللهِ للدّنيا هُدَىً وَرُؤىً
وَمَن بِهِ تَسْطَعُ الأَوْقَاتُ والسُّبُلُ
إليكَ يامَن تَجَلَّى لِلوَرَى أمَلَاً
عَلَيه صَلَّت يَدُ الجَبَّارِ وَالرُّسُلُ
حَفِيدَ طٰهٰ أبى جِبْرِيل ياعَلَمَاً
تَضَيْغَمَت عِنْدَه السَّاحَاتُ والكُتَل
هَدَى بِكَ اللهُ آهَاتِ الفُصولِ لِمَا
يُرَادُ مِنْهَا فـوَلَّى الذُلُّ والخَبَلُ
بَعَثْتُهَا في يِدِ المخْتَارِ تَهْنِئةً
والكَونُ في مَدْحِهِ يشْدو وَيَشْتَعِلُ
بِمَولِدٍ كُلّهُ نُورٌ عَلَيهِ أتَى
مُحَمَّدٌ خَيرُ مَن جَاؤوا وَمَن عَدَلوا
بِجَدِّكَ العَدْلُّ أوْلَانَا يَدَيكَ وَمِن
جَبِينِهِ جِئتَ كَمْ تُحْيي وَكَمْ خُذِلِوا
قَد أنْجَبَت مِن رُؤاكَ الأرضُ قَادَتَهَا
وَأنتَ مَن جِئتَ للإِيمَانِ تَنْتَشِلُ
تَضَيغَنَ الشَرُّ أو جَرَّ الشَّقَى دُوَلَاً
على الثَّرَى سوفَ يُنْعَى الشَرُّ والدّوَلُ
لَبِيكَ مِن أرْضِ خَوْلَانَ الطِّيَالِ وَمِن
نَفِيرِنَا تَصْطَفِي السَّاعَاتُ وَ( القُبُلُ )
تَدَافَعَت سَبْعُهـَا رَفْدَاً بِمَولِدِهِ
لِسَاحِلٍ حَوْلَهُ الأَطْمَاعُ وَالمِلَلُ
وفي ختام قولي عن هذا الشاعر المجيد اقول لكم لعلي أقف في هذا المقام بين دُرَرِه في حيرة ما لها قرار أيها اختار وأيها أصف ولكم اعزائي القراء أن تمتعوا حواسكم بما هو مرصود لكم ممن تفجرت عروقه شعراً سيدهشكم حتماً حضوره المتميز بتراكيبه اللغوية التي تتوغل لأعماق الروح وبلفظه الرشيق وهي كذلك، انسابت كل قصائده بلاغة وحماسة وإباء بصدقها العاطفي .
في الإثنين 06 يوليو-تموز 2020 08:36:43 م