بين هوان السكوت وقوة الموقف
عبدالملك سام
عبدالملك سام

ازداد ظلم آل سعود للعرب والمسلمين ، ووصل شرهم حتى المسجد الحرام لمنع الناس من الصلاة فيه، وأخيرا منع المسلمون عن أداء الحج دون استشارة أي أحد .. ومن يتذكر ما فعلته هذه الأسرة الصهيونية سابقا من استهداف لمقدساتنا لمصلحة الأعداء سيكون على يقين بأن هذه الخطوة لن تكون الأخيرة بالتأكيد ، بل إن استهداف المقدسات الإسلامية يأتي عبر خطوات ممنهجة ، وهذه الخطوات تشمل أيضا المسجد الأقصى والمسجد النبوي وكل أثر يمكن أن يربط الناس بنبيهم ودينهم .


لن يعجز الله أن يخسف بهذه الأسرة اللعينة ، وأن ينكل بعملائها وبالمنافقين الذين يقفون معها لضرب المؤمنين ، والمسألة ليست أن ينتظر الناس حتى تنزل معجزة من السماء ، بل يجب أن ندرك أننا أمام امتحان إلهي ليرى ماذا سنفعل في مواجهة من يستهدف ديننا ومقدساتنا ، وما نراه من ردود الفعل لا يبشر بخير ، فاليهودي أصبح أكثر اهتماما من مسلمي اليوم بدينه وشعائره ومقدساته ، فهل ما أقوله صحيح أم لا ؟.


نحن لن نضر الله بشيء إذا ما تقاعسنا ، والخطوات الإلهية معروفة ، فسيتم استبدالنا أولا بقوم كما وصفهم الله يحبهم ويحبونه ، ثم بعد ذلك سيمنع عنا لطفه فنكون فريسة للطامعين وما أكثرهم ، أما إذا كنا نستحق السخط فسيسلط علينا بذنوبنا أمما أخرى .. نحن لن نستطيع تحمل غضب الله صدقوني ، ولا بد أن نتحرر من القيود التي نكبل أنفسنا بها بينما هي غير واقعية وآثارها ظاهرة للجميع ، بل هي أقرب للأعذار التي نقنع أنفسنا بها بحثا عن مخرج لكي لا نتحمل أي مسؤولية ، وهذا كله ليس في صالحنا ، وعقوبة الله علينا ستكون أضعافا مضاعفة عن التعب الذي يمكن أن يلحقنا إذا ما تحركنا .


لطالما انتقدت من يكتب مقال ويكتب في آخر فقرة كلمة “خلاصة القول”، فهذا يعني أني كنت أستطيع أن أقراء الملخص النهائي بدلا من قراءة المقال كاملا، لكن اسمحوا لي أن أقولها هذه المرة .. خلاصة القول : نحن بصدد عهد جديد توفرت فيه مسيرة ناظمة جامعة واضحة ، ولدينا قائد تتوفر فيه مواصفات قَلّمَا تجتمع في شخص واحد، حتى أن أعداءه لا يجدون ما ينتقدونه به سوى أنه شخص بمواصفات رائعة بزيادة، بينما أعداءه أكثر الناس دناءة وانحطاطا وفسادا على مستوى العالم .. نحن قوم عشنا فترة من الذلة والمسكنة والضياع، وتغيرنا تماما فصرنا نشترط ونقاتل وننتصر ونحقق مالم نكن نتوقعه، وستتجلى حقيقة هذا التغيير أكثر مع توالي الأيام والمتغيرات.. فلماذا لا تحاول شعوب المنطقة أن تدرس التجربة بشكل محايد وترى أن الموقف الشجاع هو الحل لمواجهة المؤامرة والإرهاب؟! وحتى ضريبة هذا الموقف لم تصل أبدا لفداحة الخسائر التي تلحق بالناس إذا ما خضعوا لسنوات طويلة من معاناة وأزمات وظلم وقهر.


آل سعود واليهود وجهان لعملة واحدة ، وكلما تحرك الناس في مواجهتهم سريعا كلما قربت لحظة التحرر من الهيمنة ونالت الشعوب حريتها وتنعمت بثرواتها .. لا يجب أن نقبل بعد اليوم بأن نكون أدنى الأمم وأكثرها معاناة وذلا وهوانا وضياعا ، فنحن أمه اختارها الله لتقود الناس إلى طريق الله ، فلماذا نتقاعس ونحن متأكدون تماما بأن الله قد أعطانا كل ما يلزم لتحقيق هذا الهدف العظيم ، والمشكلة تكمن في تلك العقائد الباطلة التي زرعها اليهود في عقولنا عبر إعلامه وحربه الناعمة ، وعملنا أولا يجب أن يتجه نحو إزالة هذه الأباطيل والغشاوة عن عيوننا ، وبعد ذلك ستكون الطريق واضحة تماما وبسيطة ، وعندما يكون الله في جانبنا فليس هناك قوة في العالم تستطيع أن تمنعنا بأن نكون الأمة الأولى على وجه الأرض ، والله المستعان.


في الجمعة 24 يوليو-تموز 2020 07:43:13 م

تجد هذا المقال في الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره
http://cfca-ye.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://cfca-ye.com/articles.php?id=2713