|
الكثير من الميسورين ورجال المال والأعمال ومعهم أولئك المرتبطون بالسعودية عقائديا ومذهبيا وفكريا ومنهجيا وإيديولوجياً من الجماعات الدينية بشقيها السلفي والإخوانجي والذين يحظون بامتيازات سعودية خاصة ، منها ما يتعلق بالحج والعمرة، والذين تمنحهم السلطات السعودية تأشيرات للحج والعمرة بصورة سنوية، جعلوا من الحج والعمرة أشبه بالموضة والتقليد السنوي والبعض جعل من موسمي العمرة في رمضان والحج ( حج وعمرة ولقاط مسابح )، حيث يحرصون على الحج والعمرة سنويا ، في حين أن الرسول الكريم سيدنا محمد الأمين صلى الله عليه وآله وسلم لم يحج سوى حجة واحدة ، حرصا منه على التيسير وعدم المشقة على الناس ، فالحج فريضة على كل مسلم ومسلمة يؤديها مرة واحدة في حياته، ولكن عند البعض تحولت إلى موضة، يهربون في رمضان من تقديم الصدقات ومد يد العون للمساكين والفقراء والمحتاجين ويذهبون للعمرة والتي يعودون منها بجيوب ( مليانة ) بالريالات السعودية وكأنهم ذهبوا للاغتراب لا للعمرة .
وهناك من يذهب للحج سنويا، رغم أن هنالك أوجه انفاق ترفع من موازين حسناتهم يوم القيامة وبإمكانهم صرف المبالغ التي ينفقونها في الحج عليها ، وسيكون أجرها بإذن الله مضاعفا على أجر الحج ، دون الحاجة للاستعراض والمباهاة والرياء والسمعة، وخصوصا في ظل العدوان والحصار المفروض على بلادنا والتداعيات الكارثية التي خلفها على السواد الأعظم من اليمنيين الذين بات الكثير منهم يعيشون تحت خط الفقر، جراء انقطاع المرتبات ، وتدمير العديد من المصانع والمنشآت الحيوية التي كانت تمثل مصدر دخل للعديد من الأسر في عدد من المحافظات التي طالها قصف طائرات آل سعود.
واليوم ونحن نستعد لموسم الحج لهذا العام والذي منعه آل سعود تحت مبرر مواجهة جائحة كورونا، وحرم أكثر من ثلاثة ملايين حاج من مختلف بقاع العالم من أداء الركن الخامس من أركان الإسلام ، ليقتصر موسم الحج هذا العام على ما يقارب ألف حاج من المقيمين للتغطية على الجرم الكبير الذي اتخذوه بصد الناس ومنعهم عن بيت الله الحرام وأداء فريضة الحج، كان هنالك ما يقارب من 25ألف حاج يمني كانوا بصدد أداء فريضة الحج ، هؤلاء كانوا سيدفعون مبالغ طائلة ، وما دام آل سعود قد حرموهم من ذلك فإن أمامهم فرصة لن تعوض، فرصة للتجارة مع ربهم ، تجارة ربحيتها مضمونة ، على المدى الأزلي البعيد جدا، من خلال حجهم وقصدهم بالزيارة لبيوت الفقراء والمساكين وذوي الفاقة والحاجة ممن لا يمتلكون قوت يومهم ، ونحسبهم أغنياء من التعفف ، هؤلاء بحاجة إلى العون والمساعدة وخصوصا في هذه الأيام التي تسبق حلول عيد الأضحى المبارك، وسيكتب الله لهم أجر الحج أضعافا مضاعفة، ولهم في قصة التابعي عبدالله بن المبارك العظة والعبرة التي تستدعي من الجميع المسارعة في هذا الجانب.
بالمختصر المفيد، الإخلاص في العبادات يمنح من يقوم بها القبول بين يدي الله عز وجل، أخبرنا بذلك الرسول صلى الله عليه وآله وسلم في الحديث النبوي القائل ( أخلص دينك يكفك العمل القليل ) وهي نصيحة نوجهها لمن جعلوا من الحج والعمرة موضة سنوية، حجوا واعتمروا إلى بيوت الفقراء ، تلمسوا أوضاع أقاربكم وجيرانكم من الفقراء، تعهدوهم بالعون والمساعدة ، تفلحوا في الدنيا والآخرة، هناك من يأكلون من براميل القمامة ، هناك من ينامون في العراء يفترشون الأرض ويلتحفون السماء ، هناك من يصارعون الموت ولا يمتلكون قيمة العلاج ، هناك الكثير من الشباب المعسرين غير القادرين على دفع تكاليف الزواج ، كونوا لهم عونا وسندا، وسيكتب الله أجركم ، ويبارك لكم في أموالكم ، ويدفع عنكم وذويكم مصارع السوء ، وستشعرون بالسعادة والطمأنينة والراحة النفسية التي لا مثيل لها.
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله .
في الإثنين 27 يوليو-تموز 2020 06:50:38 م