|
الأمم المتحدة ( بشحمها ولحمها ) تبتز المجلس السياسي الأعلى وحكومة الإنقاذ بصورة علنية وبشكل مباشر ، من خلال مقايضتها السماح بإطلاق السفن المحتجزة المحملة بالمشتقات النفطية مقابل عدم قيام المجلس السياسي والحكومة بصرف نصف راتب لموظفي الدولة قبل حلول عيد الأضحى المبارك ، وقاحة ما بعدها وقاحة ، وسفالة وسقوط أممي بامتياز ، يحاولون أن يحجبوا أشعة الشمس وتغييب الحقيقة ، من خلال الادعاء الكاذب للمبعوث الأممي مارتن غريفيث الذي يتهم فيه حكومة الإنقاذ بتأخير وعرقلة صرف المرتبات في مغالطة مفضوحة وادعاء كاذب ، لا يمت للحقيقة بأدنى صلة.
غريفيث والبعثة الأممية والأمم المتحدة والمجتمع الدولي يدركون جيدا النوايا الحسنة للقيادة الثورية والسياسية تجاه ملف المرتبات ، ووقفوا على مبادرة السيد عبدالملك الحوثي والرئيس مهدي المشاط بشأن توريد عائدات موانئ الحديدة إلى حساب خاص بالمرتبات طرف البنك المركزي فرع الحديدة ، واطلعوا على تدشين التوريد وفق الضوابط والإجراءات المتفق عليها والتي من شأنها ضمان وصول الإيرادات إلى الحساب الخاص بالمرتبات حسب التفاهمات التي رعتها وأشرفت عليها الأمم المتحدة ، وهم على إطلاع تام برفض قوى العدوان والمرتزقة ذلك وعدم توفر أي نوايا لحلحلة ملف المرتبات ، وعدم تعاطيهم مع الخطوات والمبادرات الأحادية الجانب ، وكنا نتطلع أن يخرج غريفيث عن صمته ويكشف للعالم رفض قوى العدوان ومرتزقتهم صرف المرتبات وإنهاء معاناة الموظفين التي زادت عن حدها ولم يعد بمقدورهم تحملها.
وإذا به يذهب للتدليس والتلبيس والتزييف محملا مسؤولية عدم صرف المرتبات للقوى الوطنية ، متجاهلا الإطراف التي تقف وراء ذلك ، وكأنه غير مطلع على هذا الملف عن قرب ، وفوق ذلك يعارض وبشدة صرف نصف راتب للموظفين لمواجهة متطلبات العيد ويجعل منها أزمة ومشكلة عويصة ، في الوقت الذي يدير ظهره لممارسات حكومة الفنادق العبثية ، ونهبها للمال العام ، وتبديدها للثروة النفطية ، وتحويلها إلى فيد يتقاسمه هوامير الفساد فيها ، مدير إيرادات النفط بوزارة المالية سليم الجعدبي كشف المستور وأشار إلى قضية نهب وتهريب النفط عبر موانئ رضوم والشحر ونشيمة كلها يتم عبرها تهريب النفط وبكميات هائلة ، علاوة على السفن السنغافورية التي تقوم بنقل كميات كبيرة من النفط من محافظة شبوة والتي من شأن توريد مبيعاتها وتسخيره لصرف المرتبات حل ملف المرتبات نهائيا ، الجعدبي أشار إلى أنه ( تم نهب أكثر من 120 مليون برميل نفط منذ بداية العدوان بقيمة إجمالية تصل إلى 12 تريليون ريال وهذا المبلغ يمكن أن يغطي مرتبات الموظفين في الجمهورية لما يصل إلى 12 عام ) ، وهي معلومات معلومة ومعروفة لدى غريفيث والأمم المتحدة وحكومة الفنادق ، ولكنهم لا يريدون حل أزمة المرتبات ، وطي هذا الملف الإنساني ، الذي أقحمه العدوان في مستنقع السياسة وصراعاتها وسجالاتها.
بالمختصر المفيد، من قطعوا المرتبات بالأمس وحتى اليوم ، هم من نهبوا الثروات في الأمس وحتى اليوم ، وهؤلاء يمثلون أعداء للشعب اليمني بأكمله ، وسكوت الأمم المتحدة عنهم وتجاهلها لهم ، وتماهيها معهم فيما يتعلق بملف المرتبات ، يفقدها المصداقية والحيادية ويقدمها في صورتها الحقيقية كشريك في العدوان والحصار ، فهي من تقف حجر عثرة دون صرف المرتبات ، وعمليات تبادل الأسرى ، وتنفيذ اتفاق السويد ، والشروع في حوار جاد وبناء يقود إلى إيقاف العدوان ورفع الحصار وطي ملف الحرب والعدوان على بلادنا ، هذه الحقيقة التي يجب علينا المجاهرة بها ، والتعاطي معها بجدية ، فلا مجال للدبلوماسية والمرونة مع الأمم المتحدة وغريفيث بعد اليوم.
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله.
في الثلاثاء 28 يوليو-تموز 2020 07:31:38 م