• لا يخفى على عين خبير كيف حدث الانفجار العنيف الذي هز العالم أجمع وليس لبنان فقط، الانفجار المتسلسل لا يكون إلا لمفجرات مزروعة بعناية، بحيث تنفجر في خلال تانية، لكن استعراض لحظة التفجير ببطء تبين بجلاء التسلسل التفجيري الذي استهدف لبنان، متعللاً ببعض المواد القابلة للانفجار التي كانت متواجدة في المرفأ.
• 200 قتيل، وأكثر من 3000 جريح، ليس كل ما استهدفه التفجير، فالتفجير ليس إلا بداية لمرحلة جديدة من الكيد الماسوني الصهيوني، سيكون ضحيته كل سكان لبنان وما جاورها، تمهيداً لسيطرة دولة الكيان الصهيوني عبر تحريك ما أُطلق عليها “الفوضى الخلاقة” ، التي أعدها أعداء البشرية منذ عقود، وتطورت وتحورت تفاصيلها وخطواتها تبعاً للتطور التكنولوجي والسياسي والاجتماعي والمخابراتي الذي عم العالم وخاصة ما يتعلق بتطورات دول المنطقة العربية ودولة الكيان في كافة المجالات سالفة الذكر.
• ستجرى تحقيقات، وستخرج نتائج قد أعدت مسبقاً، وليس علينا أن ننتظر تلك النتائح الصادمة للتحقيقات، فالأمر أعد ليبدو طبيعياً، ولكن من المسؤول..؟
• الاتهامات التي أطلقتها قنوات السعودية وتوابعها ليست سوى لإحداث إرباك وتداول الاتهامات، وامتصاص فعل الصدمة، فقد صدرت هذه الاتهامات لتبدو ارتجالية انفعالية، تحمل التشفي، بينما هنالك تخطيط (ساذج بالفعل) لتمييع أثر الحادث، ومحاولة كبح المساعدات التي قد تأتي من الدول المتعاطفة.
• نفي دولة الكيان ضرب المرفأ قد يعني ذلك بالفعل، لكنه لا ينفى وجود أثر لليد الصهيونية في هذا الحادث، بأيدي عملائها، بأسلوب غير الضرب المباشر، فمن المعلوم أن لبنان تحوي أكبر عدد من عملاء المخابرات الإسرائيلية بشقيها ( الموساد و أمان ) بين كل دول العالم، إضافة إلى توغله مع جهاز المخابرات الأمريكية في كافة مرافق الدولة اللبنانية، وهذا أمر معروف منذ الحرب الأهلية اللبنانية، حيث استغلت أجهزة المخابرات الإسرائيلية والأمريكية والبريطانية وغيرها من دول أوروبا هذه الحرب لزرع العملاء والجواسيس، وإعدادهم سواء للعمل الفوري أو للبقاء كعملاء نائمين حتى يحين دورهم، فبيروت وحدها تحوي العشرات مما يطلق عليه البيوت الآمنة لعناصر المخابرات الأمريكية والإسرائيلية، وهذا العدد ليس موجوداً في أي دولة من دول العالم.
• أحداث 11سبتمبر 2001م في قلب أمريكا تعود إلى الذاكرة مع مشاهدة انفجار بيروت، وكأن المخطط والمنفذ واحد ولو تباينت الصور ووجدت المبررات.. ولننتظر ما بعد الانفجار من نتائج تحقيقات عدة، ستكون بحد ذاتها من أدوات تغيير مراكز صنع القرار، فهناك تقارير أعدت قبل اليوم لتظهر غداً، كسيناريو أحداث 11 سبتمبر وربما بمكر أوسع وكيد أعظم .. وستطلب بإلحاح شديد دول عدة المشاركة في التحقيقات القادمة لا لشيء إلا للتدخل والمشاركة في صناعة السيناريو الأجد للبنان الضحية .. وبشكل واسع سيجبر الوطنيون على التنحي عن مراكزهم، لتخلو الكراسي للبائعين الجدد، الذين سيُدخلوا لبنان في نفق مظلم، قد لا تخرج منه ولو بعد عقود، ما لم يتنبه الشرفاء، ويتروى العقلاء في قراراتهم حتى لا تكون مبنية على معطيات مموهة بالخديعة الكبرى التي إن نجحت في لبنان فسوف تعم كافة أرجاء الوطن العربي.
• من ناحية أخرى لم تعد الحرب الكونية كما يتصورها البعض عبارة عن دبابات ومشاه وطائرات وقطع بحرية، الحرب الجديدة هي تخطيط الجبناء وصناعتهم، الذين قال الله تعالى فيهم : (لَا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلَّا فِي قُرًى مُّحَصَّنَةٍ أَوْ مِن وَرَاء جُدُرٍ) .. هذه الجدر أو الجدران ليست إلا هذه التفجيرات والأعمال التي تتلوها من تزييف وتحوير للحقائق بغية السيطرة على مراكز القرار من قبل أذرعة أخابيط النظام العالمي، متمثلاً في الموساد كدولة لا كجهاز يتبع دولة، ما هي إلا مبرر منطقي لوجوده، إضافة إلى أجهزة أخرى لا تخدم كلها سوى أهداف وخطوات النظام العالمي الجديد الذي يعمل حالياً بأساليبه الشيطانية للسيطرة على العالم.
• أخيراً، ليس من صالح إسرائيل إشعال حرب مباشرة مع لبنان خوفاً من رد حزب الله وما وصل إليه من قوة وتنظيم، لذلك فالكيد الصهيوني الذي أوحت به اتهامات دول الخليج بقيادة السعودية عبر قنواتها والقنوات التابعة لها في لبنان، توحي بأن خطة العدو الصهيوني تهدف إلى تأليب الرأي العام في لبنان ضد حزب الله، ليسهل على دولة الكيان ضرب لبنان بعد أن تكون لبنان قد أقصت حزب الله أو حدَّت من نفوذه، لتضمن عدم تصدِّيه لها إذا ما قررت اكتساح لبنان واستعباد الشعب اللبناني.
باختصار.. إن الخطط الجديدة لصناع القرار الماسوصهيوني هي كيف يجعلوا من العرب جيوشاً مع عدوهم ضد بلدانهم وأوطانهم، وحين تكون أنت جيش عدوك لن يضطر عدوك لخسارة جندي واحد من جنوده، فالحرب الآن حرب عقول… حرب عقول لا أكثر.